"خططٌ بديلة للتعليم"... العام الدراسي يبدأ في ظل التحديات الأمنية!
كشف مستشار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال ألبير شمعون، أن الوزارة "أوقفت الأسبوع الماضي فتح مدارس جديدة أمام النازحين تحت أي ظرف".
وأوضح في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "برامج التدريس بدأت بشكل فعّال وطبيعي في كل المدارس الخالية من النازحين، البالغ عددها 330 مدرسة في جميع المناطق".
وقال: "من أجل التعويض عن المدارس المشغولة من قبل النازحين، تقرر توزيع الطلاب عليها بحيث تتفرّغ 3 أيام لتعليم طلابها الأساسيين؛ أي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وأيام الخميس والجمعة والسبت للطلاب النازحين".
وأشار إلى أن الوزارة "لديها خريطة بالمدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء، وجرى تسجيل الطلاب المقيمين فيها بمدارس لا تبعد ألفي متر عن مركز الإيواء للذين تأمنت لهم وسائل النقل، أما الذين لا يمكنهم الانتقال من مراكز الإيواء إلى المدارس لأسباب أمنية، خصوصاً في منطقة بعلبك الهرمل (البقاع)، فسيجري تعليمهم أونلاين (عن بُعد) مراعاة للظروف الأمنية القاهرة".
وأفاد شمعون بأن "كل الطلاب الذين نزحوا في الأيام الأخيرة ولم يتسنّ لهم التسجيل في المدارس البديلة، تحوّلوا حكماً إلى نظام التعليم عن بُعد"، كاشفاً أن الوزارة "استأجرت مدارس خاصّة لتعتمدها للتدريس الرسمي خلال دوام مسائي (بعد الظهر)، أي بعد أن تنتهي هذه المدارس من تعليم طلابها في الفترة الممتدة من السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً".
وقال: "لا شكّ في أن الحرب تضغط على الناس مالياً، فآلاف العائلات اضطرت لاستئجار مساكن في مناطق أقل خطراً، وليس باستطاعتهم تحمّل تكاليف التعليم الخاص الذي يشكّل عبئاً كبيراً".
ولفت شمعون إلى، أن "عدد الطلاب المسجلين في التعليم الرسمي نحو 220 ألف طالب في مراحل التعليم الأساسي، والمتوسط، والثانوي"، مؤكداً أنه "رغم قساوة الحرب، فإن أرقام الوزارة لم تسجّل عمليات انتقال من التعليم الرسمي إلى الخاص".
ويدفع طلاب التعليم الثانوي الضريبة العليا لهذه الحرب؛ لسببين: الأول خوفهم من عدم إكمال البرامج التعليمية ما دام الوضع الأمني متحرّكاً ولا أحد يعرف تطوّرات الحرب الإسرائيلية. والثاني الخشية من الانتقال إلى المرحلة الجامعية بمؤهلات أقلّ من المستوى المعهود.
وطمأن مدير التعليم الثانوي في وزارة التربية، خالد فايد، بأن "العام الدراسي انطلق جديّاً في 70 ثانوية خالية من النازحين وبنسبة 95 في المائة"، مشيراً إلى أن "هناك عدداً من الطلاب لم يسجّلوا بعد، وسننجز هذا الأمر بنهاية الأسبوع المقبل في حدّ أقصى".
وأوضح في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن "هناك 132 ثانوية تحوّلت إلى مراكز إيواء؛ استعدنا 15 منها، وجهزنا أجزاء منها لاستئناف التعليم، وذلك للتعويض عن 75 ثانوية مقفلة بالكامل في المناطق المدمرة بالجنوب والضاحية والبقاع".
وشدد فايد على، أنه "لا خوف على العام الدراسي، وكلّ الطلاب سيكملون المناهج التعليمية، والفترة القصيرة التي تأخر فيها انطلاق العام الدراسي لن تكون عائقاً أمام الطلاب".
وفرضت الحرب الإسرائيلية تحديات كبيرة على التعليم في لبنان بقطاعيه الرسمي والخاص؛ إذ شمل التهجير القسري الفئتين، لكن وطأته على التعليم الخاص أقل تكلفة، بالنظر إلى قدرة عائلات الطلاب على إيجاد المدارس البديلة. كما أن عمليات التهجير الأخيرة من مدن رئيسية مثل صور والنبطية وبنت جبيل (الجنوب) وبعلبك (البقاع)، عمّقت من أزمة التعليم.
ويشكّل التعليم الرسمي 25 في المائة من نسبة التعليم في لبنان؛ إذ إن القطاع الخاص؛ سواء في المدارس والجامعات، يشكّل 75 في المائة.