ترامب ام هاريس... السيء والاسوأ للبنان
خمسة ايام بالتمام تفصل عن الخامس من تشرين الثاني المقبل،موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية التي ستحدد من يدخل الى البيت الأبيض، الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ام نائبة الرئيس الديمقراطي الحالي كامالا هاريس؟
مع بدء العدّ العكسي لموعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، من المتوقع أن تحدّد سبع ولايات أميركية نتيجة الاستحقاق الانتخابي، واختيار الرئيس ، إذ إن ميولها لأحد الحزبين غير واضح، ويُطلق الأمريكيون عليها اسم "الولايات المتأرجحة". بخلاف الولايات المؤيدة لهاريس مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو تلك المؤيدة لترامب مثل كنتاكي أو أوكلاهوما، يبدو أن الانتخابات الرئاسية الأميركية وعلى غرار ما حدث في العام 2020، ستحسمها بضع عشرات آلاف الأصوات في ولايات قليلة تشهد منافسة حادة يركز فيها المرشحان جهود حملتيهما في الأيام الأخيرة. لكن السؤال الأبرز حالياً، من منهما يستطيع إنهاء الحروب، خاصة في الشرق الاوسط؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية": "ان كليهما يرزحان تحت سلطة اللوبي الاسرائيلي ولا يمكنهما مخالفته، والقضايا الاساسية تجاه اسرائيل لا تتغير بين المرشحين، فالاثنان سيحاولان إرضاءها قدر الإمكان. في الوقت الحاضر، تعلم هاريس جيداً انها في حال لم تستقطب أصوات العرب الأميركيين والشباب التقدّمي في الجامعات والمتعلمين الذين أسسوا تحالفاً يطالب بأن تهتم السياسة الأميركية أكثر بحقوق الانسان، وهم حتى الساعة منقسمين. فإذا صوّتوا إلى هاريس، فإن من ينادون بعدم التصويت لها سيقاصصونها، لأنها وعدت وعوداً وتحدثت عن الفلسطينيين والصعوبات التي يواجهونها وطريقة التعامل معهم، لكنها تسير مع اسرائيل في كل المسائل الأخرى من السلاح والمساندة السياسية. وهناك مجموعة كبيرة تريد مقاصصتها. لكن في المقابل، هناك مجموعة تقول: في حال قاصصناها فإلى أين نتجه؟ ترامب هو من أعطى اسرائيل نقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس واعترف بضم الجولان وان هذا ليس حلا للقضية العربية، لذلك، هل نترك هاريس ونتجه الى شخص أكثر تطرفاً؟"
في اليومين الأخيرين، بدأ ترامب يتحدث لغة لم نألفها في السابق، حين قال بأنه سيحقق السلام في الشرق الأوسط وذكر لبنان، يحاول ان يستقطب هذه المجموعات أو على الأقل ان يتركهم على الحياد، لأن هاريس تحتاجهم أكثر منه. وثمة فئة تقول بوجوب التصويت لشخص ثالث، اي لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين والتي تقف الى جانب حقوق العرب، لكن البعض يقول ان من يصوّت لها يضيّع صوته لأنها لن تفوز. وفئة رابعة تقول بعدم التصويت لأي أحد ومقاصصة الجميع من خلال إظهار نسبة مشاركة ضعيفة في التصويت تعبيراً عن عدم رضاهم. هؤلاء ما زالوا منقسمين حتى الساعة بين بعضهم البعض. ترامب يحاول إبعادهم عن هاريس، في حين ان الأخيرة تسعى لاستقطابهم".
ويشير طبارة الى ان استطلاعات الرأي تقول بأن الفارق بين المرشحين سيكون صغيرا جدا، وبأن من المستحيل معرفة من سيفوز، ولذلك فإن الحالة ضبابية ونتيجة الانتخابات غير معروفة حتى الساعة. لكن في حال فازت هاريس فإنها ستساعد اسرائيل، تماماً كما يفعل الرئيس الحالي جو بايدن، من دون تفكير وستقدم لها كل ما تطلبه. أما ترامب، في حال وصوله فإنه لن يكون أكثر تطرفا لاسرائيل من هاريس، لكنهم يتخوفون من ميوله الديكتاتورية والانتقامية. فقد قال بأنه سينتقم وسيستعمل وزارة العدل لملاحقة أعدائه، وهذه ستسبب مرحلة غير مستقرة في الولايات المتحدة".
ويضيف: "تشير سلسلة مقالات صادرة في "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، الى ان في حال فازت هاريس بفارق بسيط، واحد في المئة أو أقل، فإن جماعة ترامب جاهزون ومسلحون، وفي المرة الماضية احتلوا الكونغرس لكنهم هذه المرحلة سيذهبون أبعد، وأن الولايات الاميركية ستكون عندها على حافة الحرب الأهلية، وستكون مرحلة غير ثابتة. هناك سوداوية من قبل الاميركيين تجاه المرحلة المقبلة ما بعد الانتخابات. ففي كلتي الحالتين لن تكون حالة من الاستقرار في البلاد".
ويختم: "بالنسبة للشرق الاوسط، في حال فاز ترامب، أعتقد أنه لن يمارس ما هو أسوأ من ممارسات بايدن وهاريس؟ على الأقل يقول بأنه سيسعى لصنع السلام في اوكرانيا ولبنان. لن يأتي الفرج من الولايات المتحدة في حال فاز أي منهما، الامر سيان، إلا أن ترامب تحدث عن السلام وذكر لبنان والمكونات اللبنانية التي سيجمعها، فمن الممكن حصول متغير بسيط في المعادلة. على اي حال، ليس أسوأ مما اقترفه بايدن وفريقه".