اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الطفل الذي نجا من مجزرة قانا... حسن شلهوب شهيداً

صيدا اون لاين

في جنوب لبنان، تترجم على مر الأجيال عبارة «بيننا وبينهم جبال جثث وأنهار حقد ودم وثأر طويل». من زمن عصابات الهاغاناه الصهيونية وحتى العدوان المستمر، غرست إسرائيل إجرامها في كل عائلة وكل حبة تراب وكل منزل، ما استوجب توارث الثأر والمقاومة من قبل أهل الجنوب حتى التحرير والنصر أو حتى الشهادة. حسن شلهوب أحد أولياء الدم رغم سنواته الثلاث والعشرين. ثأر من إسرائيل لقتلها شقيقته زينب (6 سنوات) في مجزرة قانا الثانية. أيقن بأنّ الله نجّاه من المجزرة نفسها عندما كان في الخامسة من عمره، لكي يثأر لها. قاوم وتصدّى حتى استشهد قبل أيام بغارة استهدفته في بلدته قانا.

لم يتزعزع صبر رباب شلهوب طوال 18 عاماً. عندما قابلتها «الأخبار» للمرة الأولى عام 2006، صوبت بوصلتها نحو جنوب لبنان وفلسطين المحتلة وجنّدت نفسها ومن تبقّى من أسرتها لهزيمة إسرائيل. وبعد تشييعها لنجلها حسن، جددت تثبيت البوصلة: «أهل الجنوب لن يتخلوا عن المقاومة ولن يتخلوا عن عدائهم لإسرائيل التي بيننا وبينها ثأر طويل». في حديثها إلى «الأخبار»، أشارت إلى أن «مصير حسن كان متوقعاً. منذ نجاته من المجزرة، لم يتخط شهادة شقيقته زينب. لم ينشأ بطفولة عادية. كان يختار من الألعاب، السلاح والقنابل ليتدرب عليها لكي يقاتل إسرائيل عندما يكبر». كلما كبر حسن، كانت الغصة تكبر معه. لم ينس تكوّم جثمان زينب تحت الركام ومعها 27 شخصاً من الأقرباء وأطفال حي الخريبة. لم ينجُ من شلة اللعب سواه مع حسن هاشم الذي كان في الرابعة من عمره، فيما ارتحل رفاقه يحيى وجعفر وزهراء وعلي. عندما قابلته «الأخبار» في الذكرى الأولى للمجزرة عام 2007، كان يدور حول روضة الشهداء القريبة من منزله في حي الخريبة. يلعب قليلاً ويقترب قليلاً من القبور التي تعلوها صور الشهداء.
بعد المجزرة بأربع سنين، أنجبت رباب شقيقاً لحسن، سمّته عيسى. تولى شقيقه الوحيد سرد تجربة العائلة، فصار عيسى ناجياً من المجزرة بمفعول رجعي. «هو لا يعرف زينب إلا في الصور. لكن حسن أخبره كل شيء عنها، حتى صارت ملتصقة به كأنها لم تغب». يعتبر حسن بأن زينب يجب أن تبقى البوصلة التي تذكّر بعدوانية إسرائيل ووجوب مقاومتها. بناءً على توصية والدته، تميّز بدراسته. اختار برمجة الحاسوب وتوظف في إحدى الشركات فور تخرّجه قبل عامين. لكنه انضوى في كشافة المهدي وكان يتحين الفرصة ليقاتل إسرائيل بالسلاح وليس بالعلم فقط. منذ بدء «طوفان الأقصى»، نظّم بصفته قائداً كشفياً، أنشطة كثيرة داعمة للمقاومة في فلسطين. وزع البقلاوة احتفاء بعمليات المقاومة ورفع الراية الفلسطينية في ساحة قانا انتصاراً للشعب الفلسطيني. كان ينتظر بأن يجد مكانه المناسب ليقتص من إسرائيل وهكذا فعل. حصل على شهادته التي تأجلت طوال 18 عاماً. لكنه سلّم الأمانة إلى شقيقه الأوحد عيسى (14 عاماً) الذي أُثقل بثأرين: ثأر زينب وثأر حسن.

تم نسخ الرابط