"حتى آخر قطرة دم"... اعترافٌ إسرائيلي بشأن لحظات السنوار الأخيرة
أكد الجيش الإسرائيلي أن قائد حركة حماس، يحيى السنوار أظهر شجاعة كبيرة في لحظاته الأخيرة.
وأشار إلى أن السنوار ألقى قنبلتين على القوة المهاجمة قبل أن تتوجه نيران الدبابات نحوه، مما يعكس إرادته القتالية حتى النهاية.
كما أوضح الجيش الإسرائيلي أن مقتل السنوار لن يؤثر بشكل كبير على هيكل قيادة حماس، حيث لا يزال هناك عناصر بارزة في الحركة يعرفون كيف يديرون الأمور.
وفي سياق متصل، أشار الجيش الاسرائيلي إلى أن محمد السنوار، شقيق يحيى، تولى رئاسة الجناح العسكري لحماس في الأشهر الأخيرة، منذ اغتيال القائد العسكري محمد ضيف.
وعلى صعيد آخر، أقرّ ضباط استخبارات أميركيون حاليون وسابقون بأن حركة حماس لا تزال تحتفظ بآلاف المسلحين على الأرض، وأنها ستركز على تعزيز قدراتها، وذلك وفقًا لتقارير شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية.
يأتي هذا الاعتراف بعد عام كامل من المعركة التي تخوضها المقاومة في قطاع غزة، وفي أعقاب مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، يحيى السنوار.
وعلى الرغم من اغتيال السنوار، يرى المحللون أن ذلك لن يحقق أهداف اسرائيل الاستراتيجية.
فقد أشاروا إلى أن عمليات قتل زعماء الجماعات في غزة أو في أي مكان آخر بالشرق الأوسط غالبًا ما تؤدي إلى مزايا مؤقتة لإسرائيل، دون أن تسفر عن هزيمة دائمة أو تغييرات جذرية في الموازين.
في هذا السياق، أكد إليور ليفي، محرّر الشؤون الفلسطينية في "هيئة البثّ" الإسرائيلية، أن المشاهد الأخيرة للاشتباك الذي خاضه القائد السنوار قبل استشهاده، تعكس صورة قوية عنه.
فقد قاتل حتى اللحظة الأخيرة، وحتى آخر قطرة دم، مما جعله أسطورة في نظر أفراده. وأشار ليفي إلى أن السنوار أصبح رمزًا يتجاوز شخصه، معترفًا بأن اغتياله لن يغير هذه الصورة لأجيال قادمة.
بدوره، أقرّ غاي أفيعاد، الباحث والخبير الإسرائيلي في شؤون حماس، بأن الحركة ستعرف كيف تعيد بناء نفسها مع أشخاص مؤهلين لا يقلون عن السنوار.
وأكد أن حماس لا تزال تحتفظ بآلاف الناشطين المسلحين في غزة، مما يعني أن الحركة ستواصل عملها رغم الخسائر القيادية.
وأشار أفيعاد إلى أن حركات المقاومة تُشبه طائر الفينيق، حيث تعود دائمًا للنمو والتجدد بعد كل صدمة.
حتى بعد مقتل عماد مغنية، الذي كان شخصية بارزة في حزب الله، استمرت القوة والبنية التنظيمية للحزب في التوسع.
وهذا ينطبق أيضًا على حماس، التي استطاعت بناء قوتها حتى خلال فترة وجود السنوار في السجن الإسرائيلي.
وفي خلفية الأحداث، قُتل يحيى السنوار في منزل في منطقة سكنية في رفح، حيث تم تحليل مقاطع الفيديو والصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي لتحديد موقعه.
وتشير التقارير إلى أن المنزل كان قريبًا من قاعدة عمليات أمامية للجيش الإسرائيلي.
تمكنت شبكة "CNN" من تحديد الموقع الجغرافي للمنزل، والذي كان محاطًا بالدمار نتيجة القصف، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية مجموعة من المركبات العسكرية في المنطقة. يُعتقد أن السنوار قد لجأ إلى هذا الموقع إما لفترة طويلة أو مؤخرًا فقط، ولكن المنطقة بقيت في مأمن نسبيًا حتى أواخر أغسطس.
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، مقتل السنوار في منطقة تل السلطان في رفح، مشيرًا إلى الأثر الكبير الذي تركته هذه العملية على موازين القوى في المنطقة