دور إغاثي متقدم لتيار المستقبل في عاصمة النزوح الجنوبي.. حشيشو: مستمرون في خدمة أهلنا النازحين لحين عودتهم سالمين
منذ الأسبوع الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان ، وبتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، وانطلاقاً من التزامه بواجبه الوطني والإنساني تجاه أهله النازحين من مختلف مناطق الجنوب والنبطية ، انخرط "تيار المستقبل - منسقية صيدا والجنوب" في أعمال الإغاثة المباشرة للعائلات النازحة ودعم جهود الإغاثة التي تديرها بلدية صيدا ، وذلك من خلال تسلمه وادارته لثلاثة مراكز استقبال للنازحين في المدينة ، مجنداً ومستنفراً كل كوادره وشبابه وناشطيه وواضعاً كل امكانياته في خدمتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية .
واليوم ومع دخول العدوان أسبوعه الثالث ، يتابع " المستقبل – الجنوب " أدائه لهذا الواجب من خلال اشرافه على هذه المراكز وتسيير شؤونها الحياتية واللوجستية والخدماتية بالتنسيق مع غرفة عمليات خلية إدارة مخاطر الكوارث في البلدية وبمتابعة يومية مع السيدة بهية الحريري ومع أمين عام تيار المستقبل الأستاذ أحمد الحريري لكل ما يتصل بأوضاع النازحين في هذه المراكز وفي المدينة ككل .
يكاد مازن حشيشو ( منسق عام المستقبل في صيدا والجنوب والذي واكب في فترات سابقة ظروفاً مماثلة وشارك في أعمال إغاثة في صيدا ابان عدوان نيسان 1996 وعدوان تموز 2006) لا يهدأ وهو يتنقل بين مراكز النزوح الثلاثة التي يشرف عليها التيار منذ بدء العدوان يشاركه في هذه المهمة فريق عمل يضم:" أمين سر المنسقية محمد شريتح" وأعضاء مكتب المنسقية " محمد الحريري وحنان نداف"، ومنسق قطاع التعليم العالي محمد قبرصلي، وعضو مكتب القطاع حسين العاكوم، ومنسقة قطاع التربية عبير حبلي، ومنسق المهن الحرة ناجي عفارة ، ومنسقة قطاع المرأة وفاء الشماع، ومنسق قطاع الشباب زياد الأشقر، والمساعد التنظيمي في القطاع ناجي عزام ، ومنسق قضاء صور اندي حمادي ، ومنسق مدينة صور محمود الملاح وعدد من متطوعي قطاع الشباب المنتشرين في المراكز الثلاثة" ، يدفعهم شعورهم مع أهلهم وتوجيهات قيادتهم التي عاهدت اللبنانيين ان تكون الى جانبهم في كل الملمات والأوقات الصعبة.
يتابع حشيشو وفريق عمله منذ ساعات الصباح من كل يوم وحتى ساعة متأخرة من الليل، كل صغيرة وكبيرة تخص هذه المراكز والعائلات النازحة المقيمة فيها ، وهي متابعة تتوزع على كل شؤونهم من تأمين طعام ومياه وفرش وأغطية وتوفير ظروف إقامة كريمة لهم من كل جوانبها، الى جانب مبادرات عدة تقوم بها المنسقية تجاههم مثل مبادرة قص الشعر والأنشطة المنوعة التي ينظمها لأطفال هذه العائلات للترويح عنهم ومنحهم بعض بهجة تخفف عنهم آثار ما كابدوه من ويلات ومعاناة ليس أقلها النزوح بعد فقدهم الأمان والمأوى ، وفقد كثيرين منهم أحباء واقارب لهم شهداء ، الى جانب عائلات شتّت العدوان الإسرائيلي شملها وفرقها فتوزعت على غير مدينة ومنطقة .
مازن حشيشو
يقول حشيشو في حديث لـ"مستقبل ويب ": " منذ عدواني العام 1996 و2006 وإبان كل الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة كانت الحريرية وتيار المستقبل سباقين في التخفيف عن أهلنا النازحين من الجنوب وبلسمة جراحهم واغاثتهم على كل الصعد ، لأننا نعتبرهم أهلنا وأخوتنا ونشعر بوجعهم ، وحريصون دائماً على وضع كل جهودنا وامكانياتنا في تصرفهم لحين عودتهم الى بلداتهم وقراهم سالمين ، هكذا تعلمنا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ".
ويضيف :" ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي المستمر على الجنوب وبتوجيهات من دولة الرئيس سعد الحريري والسيدة بهية الحريري وأمين عام تيار المستقبل الأستاذ احمد الحريري ، تداعى مكتب منسقية صيدا والجنوب في التيار، الى اجتماع طارئ لمواجهة تداعيات هذا العدوان الغاشم ولا سيما موجات النزوح الأولى التي تسبب بها ومن ثم شاركنا باجتماع دعت اليه بلدية صيدا بحضور كل القوى السياسية واتفقنا على مواجهة تداعيات العدوان ، وكان اجماع من كل القوى والهيئات في المدينة على ضرورة الإسراع بفتح مراكز لإستقبال أهلنا النازحين لتكون ملاذاً آمناً لهم، وهكذا كان . ومع تزايد حجم النزوح يوماً بعد يوم على اثر الغارات والمجازر الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في الجنوب ولا يزال ، تقرر زيادة عدد مراكز استقبال أهلنا النازحين في المدينة. وكان لمنسقية صيدا والجنوب في تيار المستقبل شرف تسلم إدارة ثلاثة من هذه المراكز تضم مجتمعة " 676 نازحاً أي حوالي 173 عائلة " وهي :
* مركز ثانوية ثريا فارس أبو علفا الرسمية – مرجان: 70 عائلة ( 249 نازحاً ).
* ثانوية مصطفى الزعتري الرسمية – عين الحلوة: 42 عائلة ( 185 نازحاً ) .
* كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس: 61 عائلة ( 242 نازحاً).
وعن مجالات وآلية المتابعة اليومية لأوضاع النازحين في المراكز الثلاثة وما يقدم لهم فيها من خدمات ، يقول حشيشو :" هناك الكثير من الاحتياجات الأساسية المشتركة بين هذه المراكز نقوم بتأمينها سواء من البلدية عبر غرفة عمليات البلدية ، أو من خلاها من قبل بعض الجمعيات المنخرطة في أعمال الاغاثة، او مبادرات فردية أو بمبادرات خاصة من منسقية المستقبل في صيدا والجنوب. الى جانب ما تقوم به مؤسسة الحريري من خلال عياداتها النقالة وجهازها الطبي المتنقل من تقديم الرعاية الصحية الأولية والطارئة وما يتوفر من ادوية لعدد كبير من النازحين ليس فقط في المراكز الثلاثة بل وأيضاً في بقية المراكز. وهناك مبادرات وأنشطة خاصة بكل مركز على حدة ، لأن لكل مركز خصوصيته لجهة العدد والفئات العمرية وبحاجة لعناية تناسب احتياجات من يستقبلهم من نازحين" .
ويضيف :" أما الخدمات التي تقدم لهم فهي تتراوح بين الأساسيات من توزيع طعام ( فطور ، غداء ، عشاء ) ، ومنامة ( فرش وحرامات ومواد تنظيف) ، وخدمة عامة ، وقص شعر للذكور والإناث وتوعية عامة ( انسانية ، نسائية … ) ، وأنشطة ترفيهية للأطفال ".
وعن الصعوبات التي تواجه اعمال الإغاثة يقول حشيشو " كان التحدي في البداية تأمين الاحتياجات الأساسية لأهلنا النازحين، والآن هو استدامة تأمين هذه الخدمات ولا سيما الطعام والمياه ، والتي نأمل اليوم مع بدء وصولا المساعدات العربية والدولية وتوزيعها على النازحين أن تؤمن لفترة كافية " . لكن يبقى التحدي الأكبر في حال لا سمح الله طال أمد العدوان وحل فصل الشتاء على أهلنا النازحين، وهو كيفية تحضير وتجهيز مراكز استقبالهم بما يقيهم أمطار وبرد الشتاء القارس، وهذا يتطلب خطة شاملة متكاملة من قبل المعنيين ودعماً ممنهجاً لأعمال الإغاثة يتناسب والحاجات التي ستفرض نفسها في هذه الحال ".
ويثني حشيشو على ما تجسده أعمال الإغاثة والمواكبة لأهلنا النازحين في صيدا من روح التضامن والتكافل التي لطالما امتازت بها المدينة والمجتمع الصيداوي واللبناني ، من خلال الجهود الجبارة التي تبذلها كل مكونات المدينة بكافة اطيافها .
ويختم حشبشو :" في هذه الأيام العصيبة والقاسية على اللبنانيين نقول ان الأولوية للوقوف الى جانب أهلنا النازحين لحين عودتهم سالمين الى مدنهم وبلداتهم وقراهم . وان تيار المستقبل كان وسيبقى في الصفوف الأمامية للتخفيف عن الناس في الشدة كما في الرخاء".