بين الحرية والمقاومة... إفراج تاريخي عن زكريا الزبيدي
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، مع مشاهد الاحتفاء بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم زكريا الزبيدي، أحد أبرز قيادات حركة "فتح" وقائد "كتائب شهداء الأقصى" بالضفة الغربية، الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.
وجاء الإفراج عن الزبيدي ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، حيث تم الإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين مقابل 3 أسرى إسرائيليين.
ولد زكريا الزبيدي ذو 49 ربيعا، بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وله 7 إخوة، تربى يتيم الأب، وفي 2002 استشهدت والدته سميرة وشقيقه طه، بقصف إسرائيلي. بدأ الزبيدي مسيرته النضالية منذ سن مبكرة، حيث أصيب في عام 1988 أثناء مشاركته في رجم جنود إسرائيليين بالحجارة، وتم اعتقاله للمرة الأولى وهو في سن 15.
في عام 2001، أصبح الزبيدي قائدًا عسكريًا لـ"كتائب شهداء الأقصى" وشارك في معركة ضارية في مخيم جنين عام 2002، ما أسفر عن استشهاد 52 فلسطينيًا ومقتل 23 جنديًا إسرائيليًا.
خلال مسيرته، نجا الزبيدي من 4 محاولات اغتيال، واعتقلته قوات الاحتلال عام 2019، بعد أن كانت قد ألغت عفوه في 2011 رغم عدم انتهاكه شروطه.
الزبيدي، الذي حصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، كان قد أعد دراسة ماجستير عن تجربة المطاردة الفلسطينية. كما نفذ هروبًا أسطوريًا من سجن جلبوع في 2021، لكن أعيد اعتقاله بعد أيام.
وخلال السنوات الأخيرة، فقد الزبيدي ابنه داوود في أيار 2023، متأثرًا بجراحه إثر اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في جنين، وفي أيلول 2024 استشهد نجله الآخر محمد في غارة جوية بمدينة طوباس.
في إطار صفقة تبادل الأسرى، أعرب الزبيدي عن تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن نضال الشعب الفلسطيني مستمر وأن تحرير الأسرى هو بداية الأمل.