لبنان وإسرائيل... مساع أميركية "جديدة" لبلورة خطة بديلة للحل الدبلوماسي
مع زيادة وتيرة التهديدات الإسرائيلي باجتياح بري قريب للبنان، تحدثت تقارير إسرائيلية عن مساع أميركية جديدة لبلورة خطة بديلة لحل دبلوماسي يمنع الحرب في هذه الجبهة في ظل تعثر مباحثات غزة.
الجهود الأميركية تسعى للحيلولة دون اندلاع حرب في لبنان مع إسرائيل، حيث يحذر المسؤولون الأميركيون إسرائيل من أن شن عملية عسكرية في لبنان ستكون لها عواقب كارثية، وسيكلفها أثمانا باهظة، وفقا لـ"سكاي نيوز".
في السياق، ذاته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي لديه "مهمة لم تكتمل في الشمال"، وهي تغيير الوضع الأمني وإعادة السكان إلى منازلهم.
وقال غالانت، في كلمة أمام جنود الجيش الإسرائيلي، إن "تركيزنا يتحرك شمالا، وبتنا على وشك الانتهاء من عملياتنا في الجنوب"، مؤكدا أن "مستوى الاستعداد عال في صفوف الجيش وانتهينا من تدريب القوات استعدادا للعملية البرية في الشمال".
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية نجاح الخطة الأميركية البديلة في احتواء الموقف في لبنان، لا سيما في ظل ربط حزب الله التصعيد في هذه الجبهة بالحرب في قطاع غزة.
اعتبر داوود رمال، المحلل السياسي اللبناني، أن أي خطة لإيجاد حل لجبهة الجنوب اللبناني مهما كانت تتسم بالعملانية لن يكتب لها النجاح، طالما موقف حزب الله المعلن يصر على ربط الجبهة مع مسار غزة لجهة الترابط في وقف إطلاق النار أو استمرار الحرب.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، المخاوف في أن يكون الطرح الأميركي المعروف مصيره سلفا، جزء من السيناريو الحربي الإسرائيلي، بحيث يحمل لبنان مسؤولية أي تصعيد إسرائيلي تماما كما يحصل في مفاوضات القاهرة لوقف النار في غزة.
وقال إن الإدارة الأميركية تحمل فصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن كل فشل في مفاوضات تبادل الأسرى عند كل فشل.
بدوره اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن الإدارة الأميركية مرتبكة، لأنها من جهة تواجه انتخابات داخلية معقدة، ولا تستطيع أن تحسم أمرها بالتعاطي مع إسرائيل، وهي حتى الآن لم تمارس أي ضغوط على إسرائيل، بل تشجعها بالفيتو والمال والسلاح والدعم.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، واشنطن مترددة في كيفية التعاطي مع هذه المسألة، لأنها من جهة بحاجة إلى التعاطي لإيجاد حل ووقف إطلاق النار، ومن جهة أخرى الحكومة الإسرائيلية متعنتة وترفض أي حل مما يحرج واشنطن، التي تحاول الآن التفتيش عن حلول، عبر طرح مشاريع جديد للحل في غزة التي لا تزال متعثرة، لذلك لم تطرحها حتى الآن لأن نتنياهو لن يوفق عليها.
وقال إن أميركا تسعى لإيجاد حل بديل على الساحة اللبنانية، وهو أيضا متعثر لأن الحل السياسي في لبنان ووقف إطلاق النار يرتبط بوقف الحرب في غزة، ولن يستطيع أي طرف أن يجاري هذا الموضوع.
وأكد أن الحل في قطاع غزة متعثر لأن الشروط الإسرائيلية متطرفة قائمة على أساس رفض وقف إطلاق نار طويل الأمد، وترفض الانسحاب من غزة، كما ترفض مشروع الدولتين، وهذا يعني أنه لا يوجد حل بالوقت الحالي تقبل به إسرائيل على مستوى غزة لوقف إطلاق النار وفتح الباب في جبهة لبنان.
وتابع: "من جهة أخرى تسعى إسرائيل لإيجاد حلول بديلة لم توفق بها في غزة، لذلك تحاول تعويض ذلك التقصير بإيجاد حل في لبنان، لكنه سيكون متعثرا لأنه مرتبط ولو شكليا بوقف الحرب في غزة، ومن جهة أخرى بإيجاد ترتيبات على الحدود اللبنانية وانتخاب رئيس جمهورية، وهذا الموضوع متعثر لأن الشروط الإسرائيلية لم تقبل بها المقاومة وغير متوفرة في لبنان".
ويرى أنه كل هذا التعثر لأن أميركا غير قادرة في الضغط على إسرائيل لإيجاد حل، وإسرائيل تستغل هذا الإرباك الأميركي من أجل ابتزاز الحزب الديمقراطي والجمهوري لفرض شروطها، مؤكدًا أن المرحلة هي مرحلة استنزاف طويلة الأمد بانتظار الانتخابات الأميركية ويبدو واضحا بأنه لن يكون هناك أي حل قبل الانتخابات الأميركية.
وتتواصل المعارك بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، منذ 11 شهراً، وازدادت التوترات في الآونة الأخيرة بعد استهداف الجيش الإسرائيلي القيادي في الحزب فؤاد شكر، أواخر تموز الماضي، دون تحقيق أي تقدم دبلوماسي نحو التهدئة.