رحلة التمديد للمجلس ستبدأ… وهل تخلّى بري عن فرنجيّة؟
يعيش كثيرون، منذ قرابة العامين، على أمل تحريك جمود الملف الرئاسي. تُضرَب مواعيد، آخرها أن "يزمط" انتخاب الرئيس قبيل موعد الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة المقرّرة في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
تبدو التحرّكات الداخليّة أعجز من أن تحدث خرقاً في المشهد الرئاسي. المطلوب منها أن تؤدّي دوراً إخراجيّاً في المشهد الذي ستعدّه اللجنة الخماسيّة التي ستعاود اجتماعاتها في النصف الثاني من الشهر الحالي. لكنّ ما يُطرح في الكواليس بات يتجاوز حدود انتخاب الرئيس الى إعادة النظر بالنظام، لا قبل الرئاسة بل بعدها، عبر رئيسٍ يدير جلسات حواريّة تناقش تعديلات دستوريّة.
ولكن، مقابل تفاؤل البعض، يقارب آخرون المشهد الرئاسي بواقعيّة، معتبرين أنّ عناصر الانتخاب لم تتوفّر بعد، وهي مرتبطة بالمشهد الإقليمي لأنّ انتخاب رئيسٍ تحت سماءٍ مزدحمة بالمسيّرات غير ممكن. من هنا، سيكون التمديد عنوان المرحلة: تمديد الحرب، الى ما بعد الانتخابات الأميركيّة. تمديد ولاية قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنيّة لسنةٍ إضافيّة. و، على الأرجح، تمديد ولاية المجلس النيابي تحت ذريعة النقاش الذي سيُفتَح على مصراعيه حول قانون الانتخاب.
ربما يكون التحوّل الوحيد في المشهد الرئاسي كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مجالسه الضيّقة عن استعدادٍ جدّي للبحث في أسماء غير سليمان فرنجيّة "الذي لا نتمسّك به". عبارة قالها بري بوضوح عارضاً أن يتّفق المسيحيّون، وتحديداً سمير جعجع وجبران باسيل، على اسمين لمناقشة إمكانيّة السير بأحدهما.
قد يعتبر البعض أنّ هذا الكلام مناورة من بري لاستدراج المعارضة الى جلسات حوار. ولكنّ البوح به أمام أكثر من نائبٍ يوحي بجديّة الاستعداد للتنازل عن فرنجيّة الذي تبدو حظوظه، في ظلّ توازن القوى الموجود، ضئيلة جدّاً.
وما يمكن تأكيده هو أنّ الأسابيع القليلة المقبلة ستكون مزدحمة، لبنانيّاً، بأكثر من ملف:
- ملف رياض سلامة واحتمال توسّعه ليشمل أسماء أخرى.
- عودة اللجنة الخماسيّة الى التحرّك.
- إطلاق مبادرات رئاسيّة جديدة قد يدخل على خطّها النوّاب الأربعة الذين خرجوا من التيّار الوطني الحر، وقد ينضمّ اليهم مستقلّون سيلتقون معهم هذا الأسبوع.
- انطلاقة النقاش حول قانون الانتخاب.
- انتخابات اللجان النيابيّة وعضويّة هيئة مكتب المجلس التي ستّتخذ أهميّة كبيرة بعد خروج النوّاب الأربعة.
- التمديد لقائد الجيش الذي باتت حظوظه مرتفعة.
هي، إذاً، أسابيع من "الأكشن" السياسي. ولكن، علينا ألا نغفل عمّا سيحمله الينا "الأكشن" في الميدان، فالهدوء النسبي جنوباً قد لا يطول، وقد يُخرَق بهجومٍ عنيف وبعمليّة اغتيالٍ كبيرة.