مهرجان تأبني للواء ناظم اليوسف: رمز الوحدة والنضال الفلسطيني
كما كان في حياته منارةً للتآلف والتآخي، بقي القائد الوطني الفلسطيني الكبير، نائب الأمين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، اللواء ناظم اليوسف، ملهمًا للوحدة ووأد الفتن في مماته. هذا القائد الذي أصبح رمزا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحقوق شعبها، وفي مقدمتها حق العودة، جمع في حياته وفي رحيله مختلف ألوان الطيف الفلسطيني واللبناني، ليبقى خالدًا في قلوب كل من عرفوه.
وفي ذكرى مرور ثلاثة أيام على رحيله، أقامت عائلة اليوسف وأصهارهم وجبهة التحرير وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مهرجانًا تأبينيًا في منزله الكائن في طلعة المحافظ، الهلالية – صيدا. وقد امتلأ الطريق بالحشود التي جاءت لتقديم واجب العزاء، وقد ارتفعت صوره وصور القادة الشهداء: ابو عمار وأبو العباس وطلعت يعقوب واخوته سعيد ومحمد وصلاح اليوسف، لتزين المكان بروح النضال والتضحيات.
حضر المهرجان التأبيني جمعٌ غفيرٌ من الشخصيات الوطنية والدينية، من بينهم مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال، والأب عبد الله يوليو، وقنصل فلسطين في جدة السفير محمود الأسدي، وقنصل فلسطين في لبنان غسان عبد الغني، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.
كما حضر المهرجان التأبيني قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وفصائل العمل الوطني، إلى جانب ممثلي القوى والأحزاب اللبنانية، وعدد كبير من الشخصيات البارزة، ورجال الدين، والمخاتير، وروابط العائلات الفلسطينية، واللجان الشعبية، وسكان المخيمات الفلسطينية من شمال لبنان إلى جنوبه، في مشهد جسّد وحدة الصف الفلسطيني.
وشارك أيضًا وفد قيادي رفيع المستوى من "جبهة التحرير الفلسطينية"، على رأسهم الأمين العام الدكتور واصل ابو يوسف ضم أمين سر المكتب السياسي بلال قاسم، وعضو المكتب السياسي محمد السودي "أبو الهدى"، إلى جانب أعضاء قيادة الجبهة في لبنان، ومنطقتي صيدا وصور، ومخيم عين الحلوة، وباقي المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان.
كان هذا التجمع الحاشد انعكاسًا حقيقيًا للإرث الذي تركه اللواء ناظم اليوسف، إرثًا من الوحدة والإخلاص لفلسطين. في ذكراه، جدد الحضور العهد بالسير على خطاه، متمسكين بالحقوق الوطنية الفلسطينية ومبادئ النضال حتى تحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الشيخ علي اليوسف
تحدث الشيخ علي اليوسف مشيدًا بدور العائلة الوطني، بدءًا من الشهيد سعيد، مرورًا بالقائدين محمد وصلاح "أبو السعيدين"، وصولًا إلى القائد الوطني اللواء ناظم اليوسف. وقال: "إن مصاب العائلة كبير وجلل، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا"، معددًا مآثر الفقيد وعشقه الدائم لفلسطين والدفاع عن شعبها. وأشار إلى أنه في أيامه الأخيرة، وهو على السرير، كان يتابع التلفاز وما يجري في غزة والضفة الغربية، وتدمع عيناه.
يوسف اليوسف
وألقى نجل الفقيد، يوسف ناظم اليوسف، كلمة مؤثرة قال فيها: فوالله، لا طابت الحياة بعدك يا أبي، يا قائدي وقدوتي. فوالله، لا طابت الحياة بعدك يا عزوتي وسندي. فوالله، لا طابت الحياة بعدك يا أنيس وحدتي. أراك بيننا جالسًا مبتسمًا، تنظر بفخرٍ لتاريخٍ أنت صاحبه. سلمتنا أمانةً ستُثقل كاهلنا، وللأمانة نحن لها، وهذا عهدي."
وأضاف: "أهلاً وسهلًا بكم في يوم الوفاء لقائدٍ وطني فلسطيني أفنى حياته مناضلًا وطنيًا بامتياز، متنقلًا بين ساحات النضال في سبيل قضيته التي آمن بها وكرّس حياته من أجلها. ناظم اليوسف، "أبو يوسف"، قائدٌ أثبت عبر مشوارٍ نضالي طويل فلسطينيته الكاملة وانتماءه لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ودفاعه عنها لإيمانه المطلق بأن القرار الوطني الفلسطيني يجب أن يبقى مستقلًا."
وتابع: "لن أطيل في وداعك يا أبي، فلا حروفي تكفي لسرد سيرتك النضالية الطويلة التي نعتز بها، ولا الكلمات تصف ذلك الوجع العميق. جسدي لا يقوى على الوقوف ناعيًا… كل شيءٍ جميل رحل عني، كلُّ شيءٍ في جسدي ينزف، كلُّ شيء يتألم، كلُّ شيء يحكي حكايات الألم والحزن والقهر الذي لا يواسيه شيء، ولا يعوض عنه شيء، ولا يخففه شيء."
وأردف يوسف: "الحمد لله الذي اختارنا لنكون من أبناء خيرة القادة الشهداء، أبناء ورفاق المناضلين الأوفياء الصادقين الصامدين المدافعين عن الحق الوطني، الرافعين لراية فلسطين وفلسطين فقط، في كل المراحل التي عصفت بقضيتنا.."
وقال: "إننا ورثة تاريخٍ نضالي مشرف، يفتخر به كل وطني غيور. هذا هو تاريخ جبهتنا وعائلتنا التي قدّمت خيرة أبنائها القادة على طريق فلسطين. عهدنا أن نحافظ على هذا التاريخ الذي عشناه وعاشه كبارنا الشهداء. والله إن الدم يغلي في عروقنا، وجعًا وقهرًا وحزنًا وألمًا. والله إن مصيبتنا فوق طاقتنا. والله إن خسارتنا تفوق خيالنا. أرضيتَ يا رب... خُذ حتى ترضى. رضينا بقدرك، فالهمنا الصبر في مصيبتنا. واجعل ابتلاء أبي، الذي صبر على المرض أكثر من عشر سنوات، ينفعه ليرى مقعده في جنان النعيم إلى جانب الشهداء الذين فقدناهم من إخوته ورفاقه وقادته."
وأضاف: "سنذكرك ولن تفارق يومياتِنا. لأننا على عهدك باقون. سيذكرك أهلنا في مخيمات الشتات ومخيم عين الحلوة الذي عشقته ودافعت عن أمنه وأمانه. سيذكرك العمل الوطني اللبناني والفلسطيني. سيذكرك رفاقك المناضلون الأوفياء، وصيدا الوفية بمن فيها من إخوة ورفاق وأصدقاء. سيذكرك لبنان الذي أحببته وما رأى منك إلا جميلًا. سيذكرك هذا الجمع الغفير، رغم اختلافاته السياسية. على خطى الياسر، رمز ثورتنا وعزتنا، باقون. على طريق أبي العباس، رفيق درب الشهيد، مستمرون. امسحوا دموعكم يا إخوتي ويا رفاقي. فأبو يوسف وإن غاب روحًا، باقٍ فينا ما بقينا. باقٍ بفكره ونهجه وإيمانه بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات. باقٍ بدفاعه عن حقوقنا الوطنية الفلسطينية. كلنا راحلون، سبحان الحي الذي لا يموت. كلنا راحلون، ولكن سيبقى فينا ذلك الأثر الطيب الذي تركته لنا، وسنسلمه بإذن الله نقيًا نظيفًا صادقًا كما استلمناه."
وختم: نشكركم على وفائكم للشهيد القائد، نشكركم على مواساتكم وصدق مشاعركم. ستبقى وصيتك، أيها الحبيب، أمانة في أعناقنا وسنحافظ عليها ونعمل بها وننفذها كما لو كنت بيننا… وأنت بيننا باقٍ. لا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون."
الأمين العام أبو يوسف
تحدث الأمين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية"، الدكتور واصل أبو يوسف، القادم من فلسطين الحبيبة، فأشاد بالدور الوطني الذي اضطلع به اللواء ناظم اليوسف، الذي أفنى حياته في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن مشاركة الأب عبد الله يوليو في المهرجان التأبيني تعكس روح الوحدة التي تجمع الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، وكل أطيافه السياسية والاجتماعية.
وأضاف الدكتور أبو يوسف: "إن العدو الذي يسعى للنيل من حقوق شعبنا واقتلاعه من أرضه، ومحاولة تقويض ثوابت منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقائدة نضاله الوطني نحو الحرية والاستقلال، لن ينجح أمام وحدة شعبنا. هذه الوحدة هي السلاح الأقوى في وجه محاولاته المستميتة لكسر إرادة الفلسطينيين".
وأكد أبو يوسف أن الشهداء والجرحى والأسرى هم رموز النضال الفلسطيني، وأن تضحياتهم نقلت القضية من كونها مجرد مسألة لاجئين بحاجة إلى مساعدات إنسانية إلى قضية سياسية ووطنية بامتياز، تحظى بدعم دولي واسع، وتصويت شبه إجماعي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال: "نحن على يقين بأن هذه القضية التي دفع أبناء شعبنا دماءهم ثمناً لها، ستصل إلى غاياتها بالحرية والاستقلال، وبإطلاق سراح الأسرى الذين يعانون أشد أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية، حيث استشهد 25 أسيراً منهم بدم بارد، بينما يبقى عدد كبير من الأسرى مجهول المصير، وخاصة في قطاع غزة".
كما أشاد الدكتور أبو يوسف بتضحيات عائلة اليوسف ودورها الوطني البارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحفظ أمن واستقرار المخيمات، والتمسك بحق العودة. وخصّ بالذكر الشهداء سعيد ومحمد وصلاح وناظم، الذين تركوا بصمة خالدة في مسيرة الجبهة والثورة الفلسطينية، مؤكداً: "نحن على عهدهم باقون حتى التحرير وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد أبو يوسف أن الشهداء والجرحى والأسرى هم رموز النضال الفلسطيني، وأن تضحياتهم نقلت القضية من كونها مجرد مسألة لاجئين بحاجة إلى مساعدات إنسانية إلى قضية سياسية ووطنية بامتياز، تحظى بدعم دولي واسع، وتصويت شبه إجماعي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال: "نحن على يقين بأن هذه القضية التي دفع أبناء شعبنا دماءهم ثمناً لها، ستصل إلى غاياتها بالحرية والاستقلال، وبإطلاق سراح الأسرى الذين يعانون أشد أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية، حيث استشهد 25 أسيراً منهم بدم بارد، بينما يبقى عدد كبير من الأسرى مجهول المصير، وخاصة في قطاع غزة".
كما أشاد الدكتور أبو يوسف بتضحيات عائلة اليوسف ودورها الوطني البارز في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحفظ أمن واستقرار المخيمات، والتمسك بحق العودة. وخصّ بالذكر الشهداء سعيد ومحمد وصلاح وناظم، الذين تركوا بصمة خالدة في مسيرة الجبهة والثورة الفلسطينية، مؤكداً: "نحن على عهدهم باقون حتى التحرير وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".