عسل لبنان في أزمة...
تكبّد قطاع تربية النحل هذا العام خسائر كبيرة جداً، فتراجع إنتاج العسل وارتفع سعره، وتحمّل مربّو النحل أضراراً فادحة غير مسبوقة بغياب أيّ اهتمام رسمي بهذه الكارثة التي حلّت بهم.
لم يرحم تغيّر الطقس مربّي النحل أيضاً، وأوضحت رئيسة تعاونية النحالين في المتن الأعلى المدرّبة ناهدة رسلان صالحة، في حديث لموقع mtv، أن "الموسم تأثّر كثيراً هذا العام بالتغيّر المناخي وتأخّر الشتاء والصقيع، وما تبعه لاحقاً من ارتفاع كبير بدرجات الحرارة بالتزامن مع بدء تفتّح الأزهار، ما ألحق أضراراً كبيرة بفعل تبدّل العوامل الطبيعية".
وكشفت صالحة أنّ "حجم الخسائر كان كبيراً جداً على مربّي النحل، فمتوسط إنتاج العسل في السنوات الماضية كان بين ١٢ و١٥ كيلو لكل قفير، ليتراجع هذه السنة إلى ما بين الكيلو و٤ كيلو فقط للقفير. باستثناء منطقة واحدة في الجنوب تمكّن فيها المزارعون من قطف عسل السنديان بسبب ظروف الطقس المختلفة فيها".
لم يعوّض النحّالون حتى تكاليفهم هذا العام، وفق صالحة، فالنحّال الذي ينقل قفرانه من منطقة الى أخرى، تبلغ متوسط تكاليفه على كل قفير بين ٣ و٤ كيلو عسل، وبالتالي فإن إنتاجه لم يعوّض المصاريف حتى.
ولكن ماذا عن الأسعار؟ لفتت صالحة إلى أنّ "أسعار العسل ارتفعت بحدود ١٠ دولارات، فجرى تحديد سعر الكيلو بـ٣٥ دولاراً بعدما كان العام الماضي ٢٥ دولاراً"، مستطردة "لم نرفع الأسعار كثيراً كي لا نحمّل الزبون كل الخسارة التي وقعنا فيها، خصوصاً وأن البعض يستهلك العسل كعلاج".
ففي ظل التغيّر المناخي الذي أصبح واقعاً مستمرّاً، هل أصبح لبنان غير صالح لتربية النحل؟
أوضحت: "لا يمكننا القول إنّه لم يعد صالحاً لتربية النحل لأن هذه السنة كانت استثنائية، والبرودة التي شهدناها في شهر أيار أثّرت بشكل كبير".
وهنا تحدثت صالحة عن أهمية التنوع في منتوجات خلية النحل، فلم تعد تقتصر تربية النحل على إنتاج العسل، ففي العام ٢٠١٦ مثلاً، وبمبادرة من تعاونية النحالين في المتن الأعلى قام خبير من بلغاريا بتدريب ١٢٠ نحالاً من كل المناطق اللبنانية حول الاستفادة من منتوجات أخرى للخلية تسمح للنحّال بتعويض بعض تكاليفه أو الخسائر اذا وقعت كهذا العام، ومنها إنتاج حبوب اللقاح وسمّ النحل والعكبر.
ولدى السؤال عن تعويضات على النحّالين من قِبل الدولة، جاء الجواب سريعاً: "طبعاً لا"، لتستطرد صالحة قائلة: "أنا عضو في اللجنة الفنية الاستشارية العليا لتربية النحل، والمرتبطة مباشرة بمكتب وزير الزراعة. لكن للأسف لم يُدع إلى اجتماع ولم يُطرَح الموضوع أصلاً على اللجنة للقيام بمشاورات مع الوزير حول هذا الموضوع"، مضيفة "للأسف لا تواصل مع النحالين من قبل الوزارات لمعرفة حقيقة المعاناة على الأرض".
مقلق ما يحمله التغيّر المناخي على أكثر من صعيد، والأخطر أن تكون الدول عاجزة عن إيجاد الحلول واتخاذ إجراءات تساعد على الصمود والتكيّف. فكيف الحال مع دولة فاشلة ومفلسة كلبنان؟