في زمن العتمة... كيف "منعَبّي" طاقة للسيارات؟
في وقت يتميّز اللبنانيون بعشقهم للسيارات السريعة والفاخرة، سارع كثيرون إلى اقتناء سيارات كهربائيّة. ساهمت الأزمة الاقتصاديّة بالدفع في هذا الاتجاه، فقد دخلت خلال السنوات الثلاث الماضية 6 آلاف سيارة كهربائية إلى مرفأ بيروت، واستفادت من قرار الحكومة لناحية إعفائها من الرسوم الجمركيّة على عكس السيارات التي تعمل على البنزين.
صحيح أنّ اللبناني معتاد على "ماركات" أبًّا عن جدّ، ويميل إلى السيارات التي تعمل بمحرّك 6 و8 سيلندر، إلّا أنّ نقيب مستوردي السيارات إيلي رزق، رأى أنّ أرقام السيارات الكهربائية في لبنان جيّدة نسبيًّا. وإذ اعتبر أنّ اللبناني لا يزال يفضّل السيارات التي تعمل على البنزين، لفت إلى أنّه يحتاج الى وقتٍ ليتأقلم مع استخدام السيارات الكهربائية.
التوجّه العالمي هو لاقتناء السيارات الكهربائية بما يخفّف من الانبعاثات ويقلّل الضرر البيئي، إذ تُعتبر هذه السيارات، بأنواعها الـ5، خطوة محورية لمكافحة التغيّر المناخي والحدّ من استخدامات الوقود الأحفوري.
وإذ يشهد سوق السيارات الكهربائية إقبالًا كبيرًا عالميًّا، إلّا أنّ جملة معوقات تحول دون انخراط اللبنانيين في هذا التحوّل، منها وفق قزّي أنّ "سعر البنزين في لبنان لا يزال أدنى من دول أخرى وبالتالي فإن هذا الامر يجعل السيارات العاملة على الوقود خيار اللبنانيين الأوّل".
في بلد العتمة، يواجه أصحاب السيارات الكهربائية تحدي الكهرباء، خصوصًا أن المناطق ليست كلّها مجهّزة بمحطات لشحن السيارات الكهربائية. وأشار قزي إلى أنّ السيارات الكهربائية الموجودة في المعارض تُباع من دون كفالة علمًا أنّ اللبناني يفضّل تلك المكفولة لـ4 أو 5 سنوات". وأضاف: "ناهيك عن مشكلة الكهرباء والكفالة وغلاء سعر بطارية السيارة، لا نزال في لبنان غير مؤهّلين لتصليح هكذا أنواع من السيارات، لا على صعيد الميكانيكيين ولا حتى قطع الغيار".
يبتعد الأشخاص عن شراء بعض أنواع السيارات المستعملة نظرًا لأنّ سوق بيعها بطيء وتخسر الكثير من سعرها، وهذا تمامًا ما سيحصل مع السيارات الكهربائية كون بطاريتها تستهلك كثيرًا وسعرها مرتفع جدًّا. ولذلك، يجزم قزّي أنّ الأشهر والسنوات المقبلة لن تشهد قفزة نوعية في سوق السيارات الكهربائية ولن تكون الأكثر مبيعًا في لبنان.