مفاوضات الدوحة "تتأرجح" و"عماد 4" رسالة لتل أبيب.. الجزائر تزود لبنان بالنفط وكهرباء لبنان تستعير الفيول من الجيش
تختلف القراءات السياسية لمفاوضات الدوحة، فبينما يعتقد البعض ان هناك فرصة لنجاح المفاوضات (التي سوف تنتقل الى القاهرة هذا الاسبوع) جراء الضغط الجدي هذه المرة من ادارة الرئيس جو بايدن على حكومة بنيامين نتنياهو الذي يتوجس الرد الايراني ورد حزب الله، ما يعني تبريداً على جبهة الجنوب، تشير معطيات أفرقاء اخرين إلى فشل المفاوضات التي حصلت في الدوحة حيال وقف اطلاق النار في قطاع غزة جراء ذهاب نتنياهو الى فرض شروط جديدة لا يمكن ان تسلم بها "حركة حماس". هذا الامر يعني، وفق قراءة مصادر سياسية، أن حزب الله الذي تمهل في الرد على اسرائيل التي اغتالت القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر، ولكي لا يتهم بأنه عطل المفاوضات، سوف ينفذ رده قريبا، معتبرة ان نشر الحزب لفيديو "عماد 4" تضمن الكثير من الرسائل لاسرائيل التي تترقب رد الحزب وتتوعد لبنان، فهذا الفيديو جاء ليبعث برسالة الى حكومة بنيامين نتنياهو ان قدرات الحزب كبيرة جداً وأن صواريخه تصل لأبعد مدى وان على اسرائيل الا تغامر بتوسيع نطاق الحرب، فـ"عماد 4" نشر من أجل التأكيد على توازن الرعب مع إسرائيل.
ورأت أوساط سياسية متابعة، أن فشل المفاوضات يعني ان الاوضاع سوف تتجه نحو المزيد من التأزم والتصعيد من دون أن يعني ذلك أن الامور قد تتجه نحو حرب واسعة، اذ من المرجح ان تتكثف العمليات العسكرية المتبادلة في الجنوب، الى حين نجاح الادارة الاميركية في الضغط على إسرائيل للقبول بالاتفاق في ما خص وقف إطلاق النار في غزة.
وفي ظل التوترات المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل دعا وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقال نشراه في "صحيفة أوبزرفر"، إسرائيل وحزب الله ولبنان على الانخراط في محادثات بقيادة الولايات المتحدة، لتسوية التوترات بينهم بالسبل الديبلوماسية، استنادا إلى المبادئ التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
في ملف الكهرباء أعلنت الجزائر تزويد لبنان على الفور بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء. وتلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر السيد نذير العرباوي، ابلغه خلاله انه بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون سيتم تزويد لبنان فورا بكميات من النفط، لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء. كما اعلن وزير الطاقة وليد فياض، عن إعادة تشغيل محطة كهرباء "الزهراني"، مما سيسمح باستقرار شبكة الكهرباء في البلاد وبتزويد مرافق حيوية بالكهرباء، وفي مقدمتها مطار بيروت الدولي، لمدة أسبوع، علما ان مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان وفي جلسة استثنائية عقدها أمس قرر تنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 49 تاريخ 14/08/2024، القاضي بتسديد دفعات من كلفة //430,000// طن من زيت الوقود العراقي ومساهمة بتسديد جزء من المستحقات المتراكمة على الدولة اللبنانية جراء تنفيذ اتفاقية تجهيز زيت الوقود اللبنانية العراقية، على أن تتم عملية الدفع عن طريق تحويل أموال الجباية بالليرة اللبنانية إلى حساب المصرف المركزي العراقي والمتأتية عن تسديد وزارة المالية والإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة لفواتير الكهرباء. واعلن ان المؤسسة ستقوم مجددًا بإعادة تشغيل مجموعة معمل الزهراني التي وضعت خارج الخدمة قسريًا (حوالي /150/ ميغاواط حراري)، بما يتجانس مع التخزين الذي سيتوفر لديها بعد تسلمها كميات مادة الديزل أويل من منشآت النفط، مع إعطاء أولوية التغذية في الوقت الراهن إلى المرافق الأساسية الحيوية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، إلخ)، ليتم بعدها، تسلمها كميات إضافية من مادة الغاز أويل إلى إعادة التيار الكهربائي والتغذية تدريجيًا إلى ما كانت عليها. وكان مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية اشار إلى أن الحلّ المؤقت الذي سيصدر عن مجلس إدارة كهرباء لبنان هو استعارة كميات من الفيول من الجيش. وأوضح علويّة أن الحلّ للوصول إلى الانتظام في موضوع الكهرباء هو تحقيق الاستقلالية المالية بالنسبة لـ"كهرباء لبنان".