كحول ومهدئات وتخزين أطعمة... الرد الإيراني يثير رعب الإسرائيليين!
ارتفعت وتيرة الاستعدادات بين الإسرائيليين لرد إيراني مرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، وقد شمل تخزين المعلبات وشراء مستلزمات البقاء في الملاجئ لفترة طويلة، بحسب ما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، في تقرير لها السبت 10 آب 2024.
يأتي ذلك، وفق الصحيفة، وسط تفاقم مشاعر القلق في أوساط المجتمع الإسرائيلي، والتي انعكست في تزايد الإقبال على تعاطي الكحول والمهدئات، وطلب الاستشارات النفسية، إضافة إلى زيادة في معدل مغادرة البلاد.
وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة في المنطقة بعد اغتيال إسرائيل للقيادي العسكري البارز في "حزب الله" فؤاد شكر، عبر غارة جوية على بيروت، في 30 تموز، واغتيال هنية في اليوم التالي، في هجوم نُسب إلى تل أبيب رغم عدم تبنيها له رسمياً.
وتعهدت كل من إيران و"حزب الله" برد "قوي وفعال" على اغتيال شكر وهنية، فيما تتواصل الاتصالات والتحركات الإقليمية لتهدئة ومنع تفاقم الوضع في المنطقة.
من جانبها، سجلت شركة "ولت" لتوزيع الأغذية في إسرائيل زيادة بنسبة 260٪ في طلبات الآيس كريم منذ اغتيال هنية.
وتقول الشركة إن الإسرائيليين في هذه الأيام يغادرون المنزل بشكل أقل، ويريدون تناول شيء مريح أمام التلفاز.
وبعد الآيس كريم، قفزت معدلات شراء المعلبات من أجل التخزين بنسبة 140٪، وفي مقدمتها التونة بالزيت والذرة والمخللات.
ومنذ اغتيال هنية، وبحسب معطيات الشركة ذاتها، زادت طلبات الإسرائيليين على المياه المعدنية وورق التواليت بنسبة 50٪ مقارنة بالأيام العادية، وهما من بين المنتجات الأساسية التي من المهم وجودها في المنزل في حالات الطوارئ.
يقول يوسي إردمان، نائب رئيس التسويق في شركة والت: "هناك أيضاً زيادة عامة في متوسط حجم سلة الطلبات، وليس فقط في منتجات محددة. وهذا يدل على أن العملاء يستعدون ويتجهزون لسيناريو البقاء طويلاً في الملاجئ".
ويوضح أن هناك منتجات في المقابل شهدت تراجعاً في الطلب عليها، ومن بينها واقيات الشمس (تراجع الطلب عليها 50٪) ووسائل منع الحمل (تراجع الطلب عليها بنسبة 24٪) مقارنة بالأيام العادية.
وفي مؤشر آخر على القلق، تراجع بقاء الإسرائيليين خارج منازلهم خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك في المقاهي والمطاعم.
وعن ذلك يقول أفيعاد بيليد، أحد أصحاب مطعم "بيريه" الشهير في شارع ناحلات بنيامين في تل أبيب: "شهدنا انخفاضاً بنسبة 50٪ في نهاية الأسبوع الماضي في عدد رواد المطعم".
ويضيف: "منذ اغتيال هنية شهدنا انخفاضاً في الإيرادات بنسبة تتراوح بين 30 و50٪".
من جانبه، يقول حين ريختر، وهو أحد مالكي سلسلة "بابا جونز" لتوصيل البيتزا في إسرائيل: "بعد ليلة الاغتيالين في بيروت وطهران رصدنا زيادة بنسبة 27٪ في المبيعات في فروعنا في شمال البلاد، وخاصة في مدينة حيفا، حيث سجلنا هناك زيادة تجاوزت 30٪. وكان لدينا زيادة كبيرة بشكل خاص في نهاية هذا الأسبوع بأكثر من 40٪".
ويفسر ذلك بقوله: "الناس يخافون حقاً من مغادرة المنزل ليلاً، ويفضلون طلب البيتزا في المنزل".
رون إليميليخ، أحد مالكي حانة "فيني كولتورا" بمدينة ريشون لتسيون (وسط)، يلفت النظر إلى ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام.
يقول إليميليخ إن الزبائن الذين ما زالوا يأتون إليه في المساء "يتعاطون الكحول أكثر بكثير من ذي قبل".
ويضيف: "مع تزايد التهديدات على إسرائيل، يزيد جمهورنا من معدل استهلاكهم للخمور. أتحدث مع الزبائن طوال الوقت وأسمع أنهم يبحثون حقًا عن متنفس للقلق وملجأ لمخاوفهم".
وهذا ما أكده "يسرائيل غاباي"، الرئيس التنفيذي لشركة "بانكو"، وهي أكبر متجر لبيع الكحول في إسرائيل.
يقول غاباي: "الأمر يذكرنا كثيراً بفترة كورونا، فالناس متوترون، ولا يغادرون المنزل في المساء، والكحول يوفر لهم مهربا".
تقول "يديعوت أحرونوت" إنه من ضمن المجالات الأخرى التي تظهر زيادة كبيرة في إقبال الإسرائيليين عليها خلال هذه الأيام، هي العلاجات النفسية.
وتتابع: "من الصعب العثور على مواعيد في الأيام القليلة الماضية مع أطباء الأمراض النفسية، ومتوسط السعر هو 450 شيكل (122.5 دولار) للساعة".
يقول "ع" وهو أخصائي نفسي من منطقة وسط إسرائيل للصحيفة: "الطلب على الخدمة جنوني، والناس قلقون ويجب عليهم التحدث، أحاول أن أكون متفهما وأعمل لساعات أطول".
في هذا الصدد، تؤكد ميخال ياناي، وهي صاحبة إحدى التطبيقات المتخصصة في الصفاء الذهني والاسترخاء، وجود زيادة كبيرة في الاستخدام.
وبحسب يديعوت أحرونوت: "منذ اندلاع الحرب على غزة (في 7 تشرين الأول 2023)، تقدم ياناي محتوى للتكيف مع الوضع، يشمل تمارين خاصة للآباء الذين يخدم أبناؤهم في الجيش، وتمارين تأمل لزوجات جنود الاحتياط، وتمارين خاصة لتقليل القلق والتوتر أثناء الإقامة في الملاجئ".
كذلك، قفز إقبال الإسرائيليين على شراء الأدوية المنومة والمهدئة التي تحد من التوتر وتبعث على الاسترخاء بنسبة 30٪، وفق الصحيفة.
بحسب الصحيفة الاسرائيلية، فبينما كان الجميع يتحدث الأسبوع الماضي عن الإسرائيليين العالقين في الخارج دون أن يتمكنوا من العودة إلى إسرائيل بسبب إلغاء ما يزيد عن عشرين شركة طيران أجنبية الرحلات الجوية إليها، برزت ظاهرة مفاجئة ومعاكسة في سوق الطيران.
وأوضحت أن الإسرائيليين يريدون فقط الهروب من هنا، ويقومون بحجز الرحلات الجوية طوال الوقت.
يقول أورين كوهين مغوري، وهو نائب مدير التسويق والمبيعات بشركة "هشاطيح همعوف" للسياحة في إسرائيل: نحن في بداية شهر آب، وهو أحد أكثر الشهور ازدحامًا بالسياحة في العام. نشهد زيادة في الطلب على الشركات التي لم تلغ رحلاتها إلى إسرائيل، مثل شركة كورندون أوروب، التي لم تتوقف للحظة، وتسيّر لنا رحلات إلى لارنكا والجبل الأسود ورودس وكريت.
وأكد مغوري أن الأهم بالنسبة للإسرائيليين أن يضمنوا لأنفسهم السفر للخارج.
وتترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران و"حزب الله" وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران في 31 تموز الماضي، والقيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، ببيروت في اليوم السابق.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.