صيدا وعين الحلوة تودعان القائد الوطني ناظم اليوسف في موكب سياسي وشعبي حاشد
بالدموع والورود، ودّعت عاصمة الجنوب والمقاومة – صيدا، وعاصمة الشتات الفلسطيني – عين الحلوة، وعائلتا اليوسف وبدر، وجبهة التحرير الفلسطينية، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، نائب الأمين العام للجبهة وعضو المجلس المركزي الفلسطيني، القائد الوطني ناظم يوسف اليوسف (أبو يوسف)، الذي توفّاه الله صباح يوم السبت 11 كانون الثاني 2025، بعد صراع طويل مع المرض.
انطلق موكب التشييع من مستشفى حمود الجامعي في صيدا ظهرًا إلى منزله في طلعة المحافظ بالهلالية – صيدا، حيث ألقت العائلة والأقارب والأصدقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. وألقى نجله، مسؤول الجبهة في لبنان يوسف اليوسف، كلمة شكر فيها المُعزين ومشاركتهم في تخفيف المصاب الجلل.
وقال اليوسف بحرقة: “لقد خسرت القضية الفلسطينية قائدًا وطنيًا كبيرًا، والحمد لله الذي اصطفانا لنكون من أبناء خيرة القادة المناضلين. ولن نقول إلا الحمد لله في مصابنا الجلل ووجعنا وألمنا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا “إنا لله وإنا إليه راجعون.”
وأضاف: “إن العائلة تتمتع بسيرة طيبة وعطرة، ومناضلة لها بصمتها المشرفة في قضيتنا الفلسطينية في لبنان، وإن اسمنا واسم القائد ناظم اليوسف وجبهة التحرير الفلسطينية لهم علامات مشرفة في الوحدة والجمع ومنع الفتن المتنقلة.”
وأشار إلى أن “هذه الجموع الحاشدة والوجوه النيرة التي جاءت لتشاركنا وداع قائد استثنائي وتاريخي محبًا لشعبه ومخلصًا لقضيته، هي دليل على مكانته المرموقة في المجتمعين الفلسطيني واللبناني على حد سواء.” وعاهد باسم العائلة والجبهة الشهيد القائد وجماهير شعبنا وشهداءنا على المضي قدمًا حتى تحقيق الانتصار وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين.
ثم انطلق موكب التشييع إلى مسجد “الشهداء” في صيدا، حيث صلى شقيقه الشيخ علي اليوسف على جثمانه الطاهر عصرًا، ومنه إلى مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، حيث أُقيم له استقبال سياسي وشعبي حاشد على وقع عزف نشيد الموتى واستعراض فرق الكشاف ورفع الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة.
وقد ووري الثرى في الجبانة، بمشاركة حشد غفير من ممثلي القوى اللبنانية والفلسطينية الوطنية والاسلامية واللجان الشعبية والاحياء ووفود من المخيمات وشخصيات، وألقى الشيخ علي اليوسف كلمة رثى فيها الشهيد القائد “أبو يوسف”، مشيرًا إلى أنه خلال ثلاث سنوات، ودّعنا ثلاثة أشقاء أحبهم الناس: محمد (أبو السعيد) في العام 2021، وصلاح في العام 2022 بعد ستة أشهر فقط، واليوم ناظم في العام 2025، ولكننا لن نقول إلا ما يرضي ربنا.
وقال الشيخ اليوسف: “في أيامه الأخيرة، وهو يصارع المرض في المستشفى ويعيش الوجع، كان قلبه معلقًا بفلسطين، ودائم السؤال عن أهلها، وعن غزة والضفة، مؤكدًا على مدى حبه للقضية حتى الرمق الأخير. لقد كان صوتًا للوحدة ونبذ الفتن، ورافضًا للاقتتال الداخلي.”
وقد تقبّل أولاده: يوسف، وسعيد، وعلي، يحيط بهم أشقاؤه اللواء “أبو علي” كاظم، والشيخ علي، والحاج فادي، والمهندس محمود، وصهره الدكتور علي كنج، وأفراد العائلة، وقيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير الفلسطينية في لبنان ومنطقتي صيدا وعين الحلوة، التعازي من المشاركين.
هذا وتُقبل التعازي للرجال والنساء في منزله الكائن في صيدا، طلعة المحافظ – الهلالية، مقابل محطة السنديانة، من العصر حتى العشاء.