أيام مفصلية عشية لقاء الخميس
أمام هول ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة من جرائم موصوفة ضد الإنسانيّة، لا تعني كل المواقف الدولية التي تقف عند حدود الإدانة والشجب، فالعدو الهمجي يستمر في قصف المدنيين رافضا كل مساعي التهدئة والعودة إلى المفاوضات، وفي المقابل تبدو الدبلوماسية عاجزة عن دفع حكومة نتنياهو الى وقف عدوانها.
ما يجري في غزة هو حرب ابادة حقيقية تدور وسط صمت الغرب الداعم لتل أبيب، على ما تقترفه من مجازر وقتل متعمد ضد الشعب الفلسطيني.
فما حصل في مدرسة التابعين في غزة ليست إلا جريمة جديدة في سجل المجزرة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع، وإن صدرت بعض بيانات الإدانة من فرنسا واليونسيف، فيما المطلوب هو تحرّك جدّي لوقف الإبادة.
وفي هذا السياق، جدّد الحزب التقدمي الإشتراكي إدانته لكل إرتكابات العدو الإسرائيلي الذي يمعن في حرب الإبادة بشكل ممنهج ومنظم ضد الشعب الفلسطيني، وآخر فصولها الاعتداء السافر على مدرسة "التابعين" في غزة، بموازاة تهرّبه من كل محاولات وقف إطلاق النار، وضرب كل القوانين والأعراف الدولية، ما يستلزم تحركاً فاعلاً لوقف هذه المذبحة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني دون أي رادع، وتقديم كل المسؤولين عما يحصل إلى المحاسبة الدولية.
بالتزامن، سألت مصادر متابعة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية عن موقف مجلس الأمن مما يجري في غزة، وما هو موقف الدول التي تزعم محاربة الإرهاب وهل يوجد افظع من هكذا ارهاب وإجرام؟
وتساءلت المصادر عن جدوى المساعي القائمة في المنطقة لتجنّب تصادم إقليمي كبير فيما إسرائيل مستمرة بعدوانها في غزة كما في جنوب لبنان، مشيرة الى أن ايران فرملت ردّها الذي كان مرتقباً خلال أيام فاسحة على ما يبدو في المجال أمام الاتصالات علّها توقف الجنون الإسرائيلي.
من جهته، وسّع حزب الله من دائرة استهدافاته، وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً لافتاً، تمثّل بالهجوم عبر سرب من المسيّرات الانقضاضية على شمال الأراضي المحتلة، ما يوضع في إطار إبقاء الجبهة مشتعلة حتى ولو تأخّر الرد المشترك لجبهات الإسناد.
في الإطار ذاته، اعتبر النائب بلال الحشيمي أن "ما ترتكبه اسرائيل في غزة بحق السكان العزل والنازحين لم يعد يحتمل"، واصفاً ما يحصل بأنه صفحة اخرى بكتاب المأساة على الشعب الفلسطيني، مستغربأً الصمت الدولي والعجز الدولي حيال ما يجري في غزة.
وسأل الحشيمي في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "هل أصبح العالم عاجزاً عن إيقاف القتل والدمار وحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني؟ أما آن الاوان كي يستفيق الضمير العالمي"، مؤكداً في المقابل بأن "الشعب الفلسطيني لم يمت مهما اشتدت عليه الظروف. ولا بد لتلك الدماء الطاهرة الزكية أن تؤكد للعالم على بقاء غزة وصمودها".
ولفت الحشيمي إلى أن ما يحصل في غزة يحصل مثله في جنوب لبنان وفي الضفة الغربية. وأضاف: "لا يمكن أن نتجاهل ما يتعرض له جنوب لبنان من قصف ودمار بشكل يومي".
أيام مفصلية بانتظار المنطقة عشية الاجتماع المرتقب الخميس المقبل، والى ذلك الحين لا شيء يضمن ما يمكن أن تقترفه اليد الإسرائيلية المغمّسة بالدم الفلسطيني من دون أي محاسبة.