اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

ما تأثير مفاوضات غزة على ردي إيران و"الحزب"؟!

صيدا اون لاين

على وقع حالة التوتر القائمة على مستوى المنطقة، منذ إغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية والقيادي العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، عاد الحديث عن إستئناف المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من بوابة البيان الثلاثي الصادر عن كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر، أول من أمس، بالرغم من أن علامات الإستفهام الكثيرة التي توضع حول جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالوصول إلى مثل هذا الإتفاق.


الحديث عن هذا الإتفاق، يفتح الباب أمام السؤال عن مصير الردود المنتظرة من قبل المحور المقابل، على عمليتي إغتيال هنية وشكر، على قاعدة أن من ضمن الرسائل، التي كانت تصل إلى طهران تحديداً، الطلب بعدم القيام بأي رد، في مقابل الضغط لوقف العدوان على غزة، الذي كان السبب في إشعال جبهات المساندة، ومن ضمنها جنوب لبنان.


بحسب البيان الثلاثي، الموعد المحدد لجولة المفاوضات الجديدة سيكون الخميس المقبل، الأمر الذي يدفع مصادر متابعة إلى السؤال، عبر "النشرة"، عن الأسباب التي حالت دون تحديد موعد أقرب، على إعتبار أن الهدف منع الذهاب إلى تصعيد كبير على مستوى المنطقة، وتشير إلى أن هذه المسألة قد تكون فخاً لتأخير الردود على عمليات الإغتيال، حيث من المتوقع تحميل محور المقاومة، في حال إقدامه على تنفيذ أي عملية قبل ذلك، مسؤولية تطيير المفاوضات، على إعتبار أن نتانياهو لن يتأخر في إستغلال الأمر، خصوصاً إذا ما كان الرد من الحجم الذي لا يمكن تجاوزه.

من هنا، تلفت هذه المصادر إلى أن الأيام الفاصلة عن موعد إستئناف المفاوضات ستكون دقيقة جداً، وترى من الطبيعي أن يأخذ محور المقاومة هذا المعطى بعين الإعتبار، ما يدفعها إلى ترجيح تأجيل الرد بإنتظار النتائج التي ستسفر عنها هذه الجولة، بالرغم من أنها في المقابل لا تستبعد أن يحصل الرد خلال هذه الأيام، إذا ما كان هناك مؤشرات على إحتمال أن تكون المفاوضات هذه المرة جدية، بشرط ألا يكون من النوع الذي يؤدي إلى تطييرها، لا سيما أن وقف العدوان هو العنوان الذي يرفعه المحور منذ البداية، وبالتالي هو لن يغامر في تفويت هذه الفرصة إذا كانت متوفرة.
في هذا السياق، تلفت المصادر المتابعة إلى أن البحث في هذه المسألة لن يكون سهلاً على الإطلاق، على إعتبار أن ما أقدمت عليه تل أبيب، سواء في العاصمة الإيرانية أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، كان كبيراً جداً، وبالتالي سيكون من الصعب على طهران أو "حزب الله" تجاوزه، خصوصاً أنه قد يكرس كسراً لمعادلة الردع، ما يفتح الباب أمام تداعيات خطيرة في المستقبل، لا سيما إذا ما قررت تل أبيب تكرار هذا النوع من العمليات.

إنطلاقاً من ذلك، تتحدث هذه المصادر عن بعض السيناريوهات التي قد تترتب على ذلك، منها أن يكون التأثير، في حال تم التوصل إلى إتفاق، على حجم الرد ونوعه لا حصوله، أي أن يُصار، خصوصاً من جانب "حزب الله"، إلى رد يحقق الهدف الردعي دون أن يعيد إشعال الجبهات من جديد، وهو ما تؤكد أنه الأكثر ترجيحاً، من دون تجاهلها إحتمال أن يكون وقف العدوان على غزة سبباً لعدم الرد، على قاعدة أن الهدف قد تحقق، ولا يمكن المغامرة بخسارته.

في المحصلة، تشير المصادر نفسها إلى أنّ الأيام المقبلة ستجيب على سؤالين أساسيين: الأول هو إمكانية حصول أي رد قبل الموعد المحدد لإستئناف المفاوضات، والتداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك، أما الثاني فيتعلق بنتائج جولة المفاوضات نفسها، أي إمكانية حصول إتفاق من عدمها، وبعدها يكون البحث الجدي في مصير الردود، في حال لم تكن قد نفذت قبل ذلك، لكن الأبرز يبقى موقف نتانياهو الفعلي من المفاوضات، أي جديته بالذهاب إلى وقف لإطلاق النار.

تم نسخ الرابط