ضغوط ديبلوماسية لردٍّ "ضمن القواعد".. ميقاتي: الحل لا يكون الا سياسياً عبر الـ1701
تصاعدت وتيرة التحركات الديبلوماسية لتفادي التصعيد، وسط تأكيد رسمي لبناني عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بقوله"ان اسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية والحل لا يكون الا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وإذا كان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يعطِ أي إشارة واضحة لتوقيت ردّ الحزب على اغتيال إسرائيل للرجل العسكري الأول فيه فؤاد شكرواعتدائها على الشاحية الجنوبية لبيروت ،ربما على سبيل إبقاء ورقة المفاجأة وإبقاء إسرائيل على ذروة التوتر والاستنفار في يده، فإنه كان في المقابل شديد الوضوح في توعّده إسرائيل بـ"الرد الآتي حتما".
وكتبت" النهار":هو موقف كان منتظراً ومتوقعاً ومن شأنه أن يزيد توهّج اللحظة السياسية والحربية، ليس بين الحزب وإسرائيل بما يضع لبنان في عين العاصفة فقط، وإنما أيضاً على مستوى المنطقة كلاً بعدما حصل "التلازم" وزادت إسرائيل بنفسها "ربط الساحات" على "محور الممانعة" عندما شنّت هجمات الاغتيال المتزامنة دفعة واحدة على الضاحية الجنوبية وطهران باغتيالها فؤاد شكر وإسماعيل هنية بفاصل ساعات قليلة.
ولا تحتاج صورة الموقف في المنطقة وسط تشييع كل من القائد العسكري للحزب في الضاحية وزعيم حركة "حماس" في طهران إلى مزيد من الترقب لمعرفة أن الردّ المنسق بين ساحات المحور الممانع قد يكون أُنجز أو في طريقه للاستكمال والمسألة مسألة وقت قد لا يطول لتبيُّن طبيعة الردّ الذي وصفه نصرالله بأنه "حتمي وحقيقي وليس شكلياً"، فيما يبقى حجمه وطبيعة الأهداف التي سيستهدفها النقطة المحورية لاستقراء ما إذا كان سيستتبع تداعيات تقود إلى إشعال حرب واسعة.
وتبدّت صورة العدّ العكسي لهذا الواقع مع الأنباء عن نشر الولايات المتحدة الأميركية ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات "يو إس إس تيودور روزفلت"، وفرق هجوم برمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة، في أعقاب عمليتي الاغتيال. كما أن وكالة الصحافة الفرنسية أوردت أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو الهجوم على إسرائيل من العراق واليمن وسوريا، وأن "حزب الله" قد يشن هجوماً منفرداً بعد هجوم الفصائل.
وكتبت" الاخبار": لم تتوقف الحركة الديبلوماسية لاحتواء ردّة فعل الحزب، ودفعت جسامة جريمة الضاحية حلفاء إسرائيل من الأميركيين والأوروبيين إلى التصرف على أساس أن هناك جولة تصعيد آتية جتما. لكن ذلك لم يمنع استئناف الاتصالات، وعودة الحديث عن ضرورة التوصل إلى صفقة لوقف الحرب، حتى بعد أيّ ردٍّ من إيران أو حزب الله. وفي هذا الإطار، زار وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ديفيد لامي وجون هيلي بيروت، والتقيا الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب ونقل عنهما «أن بنيامين نتنياهو مصرّ على تحقيق أهداف حربه، والتمنّي بأن يبقى أيّ ردّ ضمن قواعد الاشتباك لإتاحة الفرصة أمام الجهود للتوصل إلى حل ديبلوماسي».
وعلمت «الأخبار» أن جهات عربية وغربية أكدت أنه «ليس هناك أيّ ضمانات بعدم شنّ حرب واسعة على لبنان في حال كانَ الردّ قاسياً».
وقدّمت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك، أمس، شكوى إلى مجلس الأمن بشأن العدوان على الضاحية. وأكد لبنان أنه «يرى في الاعتداء الفصل الأكثر خطورة، حيث شكّل تصعيداً خطيراً، كونه طاول منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ، في انتهاكٍ واضحٍ وصارخٍ لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه، ولجميع قرارات الأمم المتحدة التي تفرض على إسرائيل وقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية».
وكتبت" الديار":ما قبل الجريمتين الغادرتين في طهران والضاحية الجنوبية ليس كما بعده، المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي لم تعد جبهات إسناد بل معركة كبرى مفتوحة ساحاتها قطاع غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق وإيران، والرد الحتمي الجدي قادم لا محالة. هكذا وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله القواعد الجديدة للمواجهة، رافضا الضغوط الخارجية الداعية «لعقلنة» الرد، وبات واضحا ان حزب الله لن يسمح بان تكون الكلمة الاخيرة في هذه الحرب لأسرائيل، ولن يسمح لها بان تغير قواعد الردع في المنطقة ولبنان، وتبقى احتمالات الذهاب الى الحرب الشاملة رهنا بسلوك دولة الاحتلال التي تقف منذ ليلة امس على «رجل واحدة» بانتظار الترجمة العملية لكلمات نصرالله التي طالما وعد ونفذ بحسب معلقين اسرائيليين، اقروا بعد الخطاب بان اسرائيل دخلت في حالة من التوتر، والشلل، ونقلت وسائل اعلام عن مسؤولين اسرائيليين تقديرهم بأن «الردّ آتٍ من لبنان»، واقروا بانهم لا يعرفون ماهيتها؟
ولفتت مصادر مطلعة «للديار» الى ان السيد نصرالله كان حاسما في مسألة الرد، لكنه كان ايضا حاسما في عدم الرغبة في خروج الامور عن السيطرة والذهاب الى حرب واسعة، ولهذا تحدث عن خوض المعركة بعقلانية وشجاعة. لكن ما هو ثابت ان قوله بان الرد حتمي وحقيقي وليس شكليا وان الميدان سيتكلم، فهذا يعني ان الهدف قد تم تحديده وموعد التنفيذ يبقى في جعبة القيادة العسكرية الجهادية للمقاومة بعد ان تم تعيين مسؤول عام جديد بديلا عن الشهيد فؤاد شكر، والذي تسلم مهامه بعد ساعات قليلة من الاستشهاد...اما الرسالة الابرز فكانت لكل ما حاول من الدبلوماسيين الغربيين تحديد شكل الرد، فكانت «الرسالة» واضحة بانه لا مساومة على حق الرد على اسرائيل التي ستنال عقابها على كسر قواعد الاشتباك التي لن تقبل المقاومة بان يتم تعديلها بمعزل عما ستؤل اليه الامور في جبهة غزة. واذا كان السيد نصرالله لم يعط عنوانا جديدا للمرحلة الجديدة، لكنها ستكون مختلفة كما ونوعا عن طبيعة جبهة الاسناد التي سيتطور عملها تصاعديا وستكون الساعات المقبلة شاهدة على التطور النوعي كما ونوعا.
وكتبت" الشرق الاوسط":يرى خبراء مواكبون لعمل ««حزب الله» أن تعليق التصريحات بانتظار إعلان نصرالله، ينسحب على الجبهة العسكرية القائمة في جنوب لبنان، بالنظر إلى أن الحزب «يتخذ قراراته بعد مشاورات ويترك الإعلان عنها في أحداث مشابهة لأمينه العام». ويذكر هؤلاء بأن الحزب «تعامل مع الاغتيالات الثلاثة بنفس المعيار»، في إشارة إلى التعامل مع اغتيال مغنية وبدر الدين وشكر. ويشير هؤلاء إلى أن الحزب «يترك المواقف لنصرالله الذي يعلنها بعد حصيلة محادثات داخلية في مجلس الشورى»، وأن تلك المواقف «تحدد مدى التصعيد والرد، أو الانتقال لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية».
وتتسع التقديرات للحديث عن الشغور في سدة الحزب في هذه المرحلة، مما يؤدي إلى تجميد الأعمال العسكرية، وهي فرضية تتضارب المعلومات بشأنها. ففي حين تشير تقديرات إلى أن العمليات العسكرية تتجمد بعد رحيل قائد المعركة، بانتظار ملء الشغور بالموقع، لا يجزم آخرون من المواكبين لحركة الحزب بهذه الفرضية، ويذكّرون بأن الحزب لم يعلق نشاطه العسكري في سوريا بعد اغتيال مصطفى بدر الدين في عام 2016، وكانت وحدات الحزب تعمل بشكل متواصل من دون تأثير. وتقول مصادر مطلعة على دينامية عمل الحزب إن «تعيين البدائل لا يأخذ وقتاً، وخصوصاً في فترات الحروب»، وأن هناك شخصيات تتولى المهام في حال تأخر التعيين، مثل نائب المسؤول وقادرة الصف الأول في «المجلس الجهادي»