إيران ستثأر... كلّ الجبهات قد تشتعل!
دخل لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة معقّدة، يصعب فيها التنبؤ بما ستؤول إليه التطورات الميدانية والردود المتبادلة. أما الأكيد فهو أنّ الاحتمالات كلّها باتت ممكنة، وما نشهده من استهدافات واغتيالات قد لا تكون الأخيرة.
"الحرب طويلة"، هذا لسان الحال في المجالس السياسيّة هذه الأيام، فآمال التوصّل الى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في غزة قد تكون تبخّرت بالكامل، فأي مفاوضات وقد قُتل "المفاوض"؟
"سقطت كل قواعد الإشتباك السابقة"، يقول الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير، فبعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية أصبحنا أمام حرب مفتوحة وتصعيد على الجبهات كلّها.
تتجّه الأنظار بعد الرسالتين الدمويتين إلى طبيعة الردّ، وهنا يشير قصير في حديث لموقع mtv إلى "أننا أمام مشهد جديد وكل الساحات أصبحت معنية بالحرب بشكل مباشر، وهناك تداخل بين هذه الساحات بسبب الترابط في عمليات الإغتيال". ولكن كيف سيُترجَم هذا المشهد؟ يستطرد قائلاً: "لا أحد يستطيع أن يعرف، لكن نحن أمام مرحلة ومعركة جديدة مفتوحة على الاحتمالات كافةً".
تبدو الأسئلة كلّها مشروعة حول احتمال الذهاب إلى حربٍ مفتوحة أو إدارتها بشكل جديد من قبل المحور الإيراني. ويلفت قصير إلى أن "قيادة المحور هي التي تقرّر كيف ستدير المعركة وفق أولوياتها، فقد تكون حريصة على عدم الذهاب إلى حرب يخطّط لها الإسرائيلي أو الأميركي، وبالتالي قد تدير المعركة بشكل مختلف".
لكنّ إيران رفعت رايات الثأر، وكان مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أعلنها بأن طهران هي المعنية بالانتقام لهنية. ووفق قصير "هذه إشارة الى أنه سيتم الرد من مختلف الساحات وليس من ساحة واحدة. وقد يكون الردّ مشتركاً، وتقديري أنه لن يكون الردّ من ساحة واحدة".
وأما عن مصير المفاوضات، فيقول قصير: "المفاوضات لا تنتهي عادة في الحروب، ولكن على الأقل إلى حين تحديد رؤية المحور حول الردّ تكون المفاوضات مجمّدة، ولا أظن أنه يمكن التفاوض الآن. فهناك تشييع الشهداء أولاً، ولكن في كل الحروب عادةً لا تنتهي المفاوضات كلياً".
إذاً المنطقة أمام منعطفٍ جديد، إلا إذا كان الخيار هو ردّ منسّق أشبه بهجوم المسيّرات... وفي الحالتين المؤكد أنّ الاستنزاف سيطول كثيراً.