اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أشرف البحيري... المسلم المجرم الذي استخدمه نتنياهو لتلميع وتبييض وجه الاحتلال

صيدا اون لاين

شهدت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس الأمريكي ضجة غير مسبوقة، حيث كان أحد أبرز أسباب هذا الجدل هو مرافقة ضابط مسلم في الجيش الإسرائيلي يُدعى أشرف البحيري، الذي أثار حضورُه غضبًا شديدًا ونقاشات حادة على المستوى العالمي. يمثل أشرف البحيري رمزًا متناقضًا لما وصفه النقاد بـ "الخيانة" و"الجرائم" التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني.
أشرف البحيري، الجندي البدوي الإسرائيلي المسلم من بلدة رهط في النقب، شهدت مشاركته في المواجهات العسكرية التي اندلعت في السابع من أكتوبر، حيث قام بقتل العديد من مقاتلي حركة حماس، وشارك في الدفاع عن القواعد العسكرية والبلدات المجاورة. قدم نتنياهو البحيري كرمز للشجاعة والالتزام، مُدعيًا أن هناك العديد من الجنود المسلمين في الجيش الإسرائيلي الذين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع رفاقهم اليهود والدروز والمسيحيين.
لكن هذا الترويج لم يلقَ قبولًا، بل قوبل بردود فعل غاضبة وعنيفة. فقد شهدت زيارة نتنياهو إلى الكونغرس احتجاجات صاخبة، حيث قام عدد من النواب الديمقراطيين بمقاطعة كلمته، بل رفعت النائبة رشيدة طليب لافتة كتب عليها "مجرم حرب" في وجهه. هذه الاحتجاجات كانت بمثابة صرخة ضد سياسات إسرائيل العدوانية وأفعالها الوحشية ضد الفلسطينيين.
ما أثار غضب الكثيرين بشكل أكبر هو تصفيق أعضاء الكونغرس الحار لأشرف البحيري، مما زاد من حدة الانتقادات وعمق الاستياء. يعتبر العديد من النقاد أن البحيري هو مجرد أداة دعائية يستخدمها نتنياهو لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي في الساحة الدولية، بينما دوره في قتل مقاتلي حماس يجعله شريكًا في الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين.
بالنسبة لكثيرين، يمثل أشرف البحيري تجسيدًا للتناقضات والازدواجية التي يعاني منها الجنود المسلمين في الجيش الإسرائيلي. فهم في موقف صعب، بين الولاء لدولة تمارس قمعًا غير مبرر ضد أبناء جلدتهم، والانتماء إلى ثقافة ودين يعانيان من الاحتلال والقمع المستمر. إن محاولة نتنياهو استخدام البحيري لتجميل صورة إسرائيل لا يمكن أن تخفي الحقائق المرة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.
إن هذا العرض المكثف للبحيري كرمز للتنوع والشجاعة ليس سوى محاولة لإخفاء الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. إن العالم يجب أن يتجاوز هذه الروايات الدعائية ويواجه الحقيقة المظلمة التي تميز الاحتلال الإسرائيلي وقمعه المستمر، دون التورط في تبييض سجلات الدماء والجرائم من خلال استخدام أفراد كرموز زائفة.

تم نسخ الرابط