"أبطال من دون حماية".. هكذا يعيش عناصر الدفاع المدني في غزة
بإمكانية معدومة وبسيارات قديمة وتالفة، وتحت الصواريخ والقصف، يعمل عناصر وضباط جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة على إنقاذ جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وإخراج المفقودين من تحت الأنقاض، وإطفاء الحرائق.
ولا يتردد عناصر الدفاع المدني بالذهاب إلى أماكن الاستهداف الإسرائيلي لمنازل المدنيين في محافظات قطاع غزة الخمس بأي وقت، رغم عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل سياراتهم القديمة، وقصف الجيش الإسرائيلي لهم.
وقتلت القوات الإسرائيلية منذ بداية عدوانه على قطاع غزة، في الـ7 من تشرين الأول، 79 عنصراً من الجهاز الدفاع المدني، كان آخرهم ضابطين خلال عملية إنقاذ لهم بمجزرة المواصي غربي مدينة خان يونس (جنوب)، حين ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بحق المدنيين هناك، السبت 13 تموز الجاري.
وخلال مهمة الإنفاذ قصفت طائرة حربية إسرائيلية سيارة تابعة لجهاز الدفاع المدني، وهو ما أدى إلى استشهاد اثنين من الضباط، وفق ما أكده مدير الجهاز في خان يونس يامن سليمان، في حديثه لـ"الخليج أونلاين".
استهداف متعمد
وحول عمل جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة خلال الحرب، أكد الناطق باسمه محمود بصل، أن الجهاز فقد 80% من إمكاناته وقدراته، وهو ما أثر على عمله في جهود الإنقاذ.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، قال بصل: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طواقمنا، ورغم ذلك نذهب إلى أماكن الاستهداف لإنقاذ المواطنين".
وبين أن الجيش الإسرائيلي استهدف عناصر من جهاز الدفاع المدني بصاروخ في مخيم البريج وسط قطاع غزة، بعدما أنهوا مهمة إنقاذ، مما أدى لاستشهاد 3 منهم، وهو ما يزيد من عجز الكادر البشري بين أفراد الجهاز.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي استهدف أيضاً عناصر الدفاع المدني بمجزرة مواصي خان يونس، وقصفهم بشكل مباشر فور وصولهم إلى المكان، واعترفت قوات الاحتلال حينها بجريمتها عندما أكدت أنها منعت فرق الإنقاذ من الوصول إلى المصابين.
وأوضح بصل أن الجهاز لم يحدّث أسطوله من السيارات والمعدات منذ أكثر من 30 عاماً، وهو ما يؤثر على عمله بشكل كبير خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، مشدداً على أنه بحاجة إلى سيارات إطفاء جديدة، ومعدات أيضاً.
ولفت إلى أن الجهاز غير قادر - في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وعدم وجود سيارات حديثة ومعدات - على إخراج آلاف المفقودين من أسفل الركام بمناطق مختلفة، أو إزالة الأنقاض أيضاً.
وتصل المناشدات لجهاز الدفاع المدني باستمرار من قبل الأهالي للتبليغ عن وجود مفقودين تحت الأنقاض، ولكن عدم وجود المعدات اللازمة يضع العراقيل أمام استمرار عملهم وإنقاذ حياة الناس.
كذلك، يرفض الجيش الإسرائيلي أي تنسيق بين الدفاع المدني والصليب الأحمر لأداء المهام الإنسانية في القطاع، وفق بصل.
وحول إزالة الأنقاض في ظل عدم توفر الإمكانيات، توقع أن ذلك سيستغرق سنوات.
واعتبر أن صمت
الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأممية "حكماً بالإعدام على جهاز الدفاع المدني، وبالتالي القضاء على كل جهود الإغاثة والطوارئ والإنقاذ التي يشرف عليها، وهذه جريمة ضد القانون الدولي".
وناشد بصل جميع الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، وجميع العاملين والمعنيين في المجال الإنساني، من أجل التدخل العاجل والضغط باتجاه السماح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكين طواقمنا من إنقاذ حياة المصابين".
كذلك، طالب منظمة الصليب الأحمر الدولي بالضغط على الاحتلال للسماح لطواقم الدفاع المدني بإجراء التدخلات الإنسانية في مناطق العمليات العسكرية، "والتي تصلنا منها نداءات استغاثة عن مواطنين ومصابين وعالقين تحت الأنقاض".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل، منذ 7 تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى إبادة جماعية.