وقف حرب غزة رهن اتّصالٍ هاتفي؟
لم يوفّر المرشّح الرئاسي دونالد ترامب فرصة واحدة، منذ إعلان ترشّحه للإنتخابات الرئاسيّة الأميركيّة وحتّى حادثة اغتياله، إلّا وتحدّث فيها عن مشاريعه المقبلة، من إنهائه للحروب في "اتّصال هاتفيّ واحد"، حتّى "إعادته السلام من خلال القوّة". فهل وقف الحرب يقتصر على "اتّصال" هاتفي؟
"نيّة ترامب في إيقاف الحرب موجودة حتّى لو كانت تتعارض مع حلّ الدولتين ومع نظرة بايدن في مقاربة الأمور". هذا ما أشار إليه الكاتب المتخصّص في الشؤون الإقليميّة إبراهيم ريحان، في حديث لموقع mtv، مضيفاً: "لطالما كانت شخصيّة ترامب مؤثّرة وقويّة، فهو قادر على أن يلعب دوراً ضاغطاً لوقف الحرب وحماية مصالح إٍسرائيل".
منذ العام 2020، وعلاقة ترامب برئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو متوتّرة. جاء ذلك بعد "تسرّع" الأخير بتهنئة بايدن بفوزه بالرئاسة، ما اعتبره ترامب خيانة عظمى تطلّبت وجود وسيط لترميم العلاقة بين الرجلين، واكتملت أخيراً بشرط ترامب: "لن أجتمع مع نتنياهو إلّا إذا ذكرني في خطابه أمام الكونغرس"، ولهذا السبب تقرّر عقد الاجتماع بعد الخطاب".
تعليقاً على ذلك، لفت ريحان، إلى أنّ "إحتمال أن تكون علاقة ترامب المتوتّرة بنتنياهو مؤشّراً لوقف الحرب ضئيل. فمعظم "السيناتورز" في الولايات المتّحدة، أكّدوا بعد خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، أنّ أميركا لا تتعامل مع إسرائيل كشخص وإنّما ككيان".
أمّا بعد سؤالنا له: "إلى أي مدى يمكن أن يكون الإتّفاق في غزّة مرتبطاً باتّفاق أميركي- إيراني؟"، فشدّد ريحان، على أنّ "احتمالات إبرام إتّفاق بين إيران وأميركا واردة إذا ما نظرنا إلى مؤشّرَين أساسيّين. الأوّل يعود إلى زيادة قوّة اللّوبي الإيراني داخل أميركا، وقدرته على التأثير على بعض القرارات. والثاني إلى موافقة المرشد الإيراني علي خامنئي بفوز مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانيّة، خصوصاً وأنّه يُعتبر إصلاحيّاً ومنفتحاً على الغرب، الأمر الذي سيؤثّر بشكل كبير على غزّة".
قد يكون الوقت كفيلًا بإظهار مدى قدرة ترامب على ترجمة أقواله إلى أفعال إذا وصل إلى البيت الأبيض، خصوصًا وأنّ مواقف عدةّ أطلقها خلال حملته الإنتخابية في العام 2016، تحقّقت.
من المرعب أن تتحكّم السياسة بمصائرنا، إلّا أنّ ما يرعب أكثر، هو أنّ حياتنا، مهما اعتقدنا أنّها مهمّة، فهي في النهاية رهن قرار جمهوريّ أو ديمقراطي، أو بكل بساطة... رهن "إتّصال هاتفيّ"!.