محاولة إغتيال ترامب: الرصاصة أصابت ملفات المنطقة العالقة أيضاً؟!
بغض النظر عن الخلفيّات التي قادت إلى محاولة إغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في نهاية الأسبوع المنصرم، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ هذا الحدث لن يكون له تداعيات كبيرة على العديد الجهات والملفات، خصوصاً أن الولايات المتحدة دخلت، من الناحية العمليّة، السباق الصعب على هوية شاغل البيت الأبيض في السنوات المقبلة، حيث يتقدم ترامب على منافسه الرئيس الحالي جو بايدن.
من حيث المبدأ، لم يكن الرئيس السابق بحاجة إلى هذه العمليّة كي يعزز فرص فوزه في الإنتخابات الرئاسية، حيث أنه يتقدم على منافسه في جميع إستطلاعات الرأي، خصوصاً أن الرئيس الحالي يفتقد إلى نقاط القوة التي من الممكن أن تساعده على المنافسة، لا بل ان الدعوات إلى إنسحابه تتزايد، يوماً بعد آخر، من قبل أنصار الحزب الديمقراطي نفسه، وبالتالي فإنّ إصراره على البقاء مرشّحاً قد يكون علامة على حسم النتائج مسبقاً.
بناء على ذلك، يمكن الحديث عن أن بايدن هو أبرز المتضررين من هذه العمليّة، التي حكماً تصب في صالح ترامب، الذي سعى إلى الإستفادة منها إلى أقصى الحدود، عبر الظهور بمظهر الرجل القوي الّذي لا يهاب الموت، في حين هو يتّهم منافسه بالضعف، ومن المرجح أن تكون هذه العمليّة هي العنوان الأبرز في حملته الإنتخابية، على قاعدة أنّه نجح في تجاوز العديد من المخاطر، التي بدأت من الفضائح الجنسيّة ثم انتقلت إلى المحاكم القضائيّة، قبل أن تصل إلى محاولة الإغتيال الجسدي.
بعيداً عن كيفية إستغلال هذه الحادثة، في سياق الصراع الأميركي الداخلي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا أن الأساس، بحسب ما ترى مصادر متابعة عبر "النشرة"، أن الرصاصة أصابت أيضاً ملفات المنطقة العالقة، نظراً إلى أن واشنطن، بعد اليوم، لن تكون قادرة على منحها الإهتمام اللازم، وهو ما سيقود، من الناحية المبدئية، إلى إستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في عرقلة مفاوضات التسوية، التي تقوم على إقتراح كان قد تقدم به بايدن.
وفي حين تتجه الإنظار، من وجهة نظر المصادر نفسها، إلى الخطاب الذي من المفترض أن يلقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، في الأيام المقبلة، لمعرفة حقيقة نواياه، تشير إلى أنّه سيسعى إلى إستغلال الحادثة إلى الحدود القصوى، بناء من تشديد التركيز على تمرير الوقت، إلى حين عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وصولاً إلى محاولة الدفاع عنه في وجه الحملات التي يتعرض لها على المستوى الداخلي، وهو ما عبّر عنه بشكل واضح سكرتير الحكومة يوسي فوكس بشكل واضح، من خلال الإشارة إلى أنّ التحريض على ترامب في الولايات المتحدة، لا يصل إلى عُشر التحريض الذي يتعرض له نتانياهو.
في المقابل، تشير هذه المصادر إلى أنّ العديد من الجهات الأخرى في المنطقة، التي تخشى أو تتوجس من فكرة فوز الرئيس الأميركي السابق في الإنتخابات الرئاسية، ستكون من أبرز المتضررين من محاولة الإغتيال هذه، نظراً إلى أنها كانت ولا تزال تراهن على إمكانيّة فوز بايدن من جديد، بسبب القدرة على الوصول إلى تفاهمات معه، خصوصاً أنّه في الولاية الثانية يكون أكثر تحرّراً من القيود التي تفرضها جماعات الضغط عليه، وتضيف: "إنطلاقاً من ذلك، يأتي الحديث عن تفاهمات مسبقة معه، الأمر الذي سيسقط في حال فوز ترامب في الإنتخابات، وقد يعيد المنطقة إلى الفترة التي سبقت وصول بايدن إلى البيت الأبيض".
في المحصّلة، يمكن القول إن محاولة الإغتيال هذه أضعفت فرص الوصول إلى تسويات، بالنسبة إلى ملفات منطقة الشرق الأوسط، إلى الحدود الدنيا، ليس فقط بسبب إنشغال الإدارة الأميركيّة الحالية بأوضاعها الداخليّة، بل أيضاً لأنّ أحداً من اللاعبين البارزين لن يقدم تنازلات لرئيس، بات من المرجح مغادرته السلطة خلال وقت قريب.