دفعة جديدة من أطفال غزّة الجرحى تصل إلى بيروت
بعد وصول أوّل طفلٍ جريح من غزّة إلى لبنان، بُغية العلاج، في 27 أيّار الفائت. أعلن "صندوق غسّان أبو ستّة للأطفال"، صباح اليوم الجمعة 12 تموز الجاري، عن وصول المجموعة الثانيّة من الأطفال الجرحى القادمين من غزّة إلى بيروت. وهؤلاء الأطفال الجرحى الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 سنة، سيخضعون للعلاج النفسيّ والجسديّ في المركز الطبّيّ للجامعة الأميركيّة في بيروت (AUBMC).
وجاءت هذه الخطوة تحقيقًا للرؤية الّتي تبناها الصندوق الذي أطلقه الجرّاح الفلسطينيّ- البريطانيّ، أواخر العام الفائت (راجع "المدن") في مبادرةٍ إنسانيّة عرقلتها بصورةٍ موجزة المفاوضات الدبلوماسيّة.. ليأتي هذا النجاح في استقدام الأطفال ومرافقيهم كتأكيدٍ آخر على أن "بيروت قادرة على تضميد جراح أطفال غزّة"- كما قال أبو ستّة- الذين قاسوا ما قاسوه من ويلات العدوان الإسرائيليّ المستمر، بل وهي الأقرب لغزّة، والوحيدة القادرة على احتضان أهلها وأطفالها.
أطفال غزّة في بيروت
وأعلن الصندوق في بيانٍ له، أنه وبالتعاون مع جمعية "إغاثة أطفال فلسطين" و"جمعية إنسان"، عن وصول المجموعة الثانية من الأطفال الجرحى قادمين من غزة إلى لبنان. تتراوح أعمار الأطفال بين 5 و 15 سنة، وسيتلقون العلاج في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت لإصابات مختلفة جراء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيليّة المستمرّ على غزّة. وقد وصل الأطفال ومرافقيهم إلى مطار بيروت بأمان مساء أمس الخميس 11 تموز.
وتعهد الصندوق أن يضمن لهم أفضل رعاية طبيّة ونفسيّة واجتماعيّة ممكنة طوال فترة إقامتهم. بفضل دعم المتبرعين والمتبرعات. وقال إنه بات قادرًا على تغطية كامل النفقات، ومن ضمنها المكوث في المستشفى، والعلاجات الطبيّة والجراحيّة، والرعاية الاجتماعيّة، والسّكن والغذاء، وسائر المتطلبات الأخرى. فيما قال أن وصولهم إلى لبنان، يؤكد التزام الصندوق بتقديم العلاج للأطفال المصابين جراء الحرب بأعلى مستوى من الخبرة في جراحة وعلاج إصابات الحرب. وأن هدفه ضمان حصول كل طفل وطفلة على العلاج والدعم اللازمين قبل عودتهم بأمانٍ إلى وطنهم ومجتمعهم لمواصلة التعافي.
معالجة الأطفال
وصول المجموعة الثانيّة من الأطفال، تلى وصول الطفل الجريح "آدم" البالغ من العمر 5 سنوات، والذي نجا من انفجارٍ أودى بحياة والده وأخته وعددٍ من أقربائه في غزّة. تاركًا إياه مصابًا بجروحٍ خطيرة، في العظام، وخصوصًا في ذراعه اليسرى، مما أدّى إلى تلفٍ في الأعصاب والشلّل. ومنتصف الشهر الفائت، خرج آدم من المشفى لمتابعة علاجه، وليتجهّز لأولى العمليّات الجراحيّة لذراعه اليسرى. فيما يُقيم هو ومرافقه (عمّه) حاليًّا، وخلال فترة العلاج الخارجيّ، مع عائلة لبنانيّة مُضيفة. متلقيًّا العلاج الطبّيّ والفيزيائيّ وكذلك الدعم النفسيّ. ذلك فضلًا عن انطلاقه برحلته التعلمية، بدعمٍ ومساعدة مجموعة من الأساتذة المتطوعين.
صندوق غسّان أبو ستّة للأطفال
ويعمل الصندوق الذي تمّ إنشاؤه على يدّ عدد من المتطوعين برعايّة الجرّاح غسّان أبو ستّة، ويتعاون مع أعداد من المتطوعين على الأرض في غزّة ومصر والأردن وسوريا. فيما شكّل المركز الطبيّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت أولى المشافي التّي سيتعاون معها الصندوق. وذكر فريق العمل أن رئيس المركز الطبيّ والعديد من الأطباء عبروا عن إلتزامهم الكامل بهذه المبادرة، بينما سيتمّ مناقشة الحسابات الماليّة على أساس كل حالة، فيما أمل المتطوعون إشراك المزيد من المستشفيات، بما في ذلك المستشفيات العامة.
مع التّذكير، أن الحاجة إلى أكبر قدر من التبرعات، هي حاجة ملّحة وتصاعديّة، وسيتمّ توجيه التبرعات لاحقًا وبعد نجاح عمليّة جلب الأطفال ومعالجتهم، نحو جهود إعادة تأهيل القطاع الطبيّ في غزّة وإعداد برنامج الرعاية لعشرات الآلاف من الأطفال الذين تركوا من دون أُسر. وتُقام دوريًّا حملات للتبرع، في لبنان والخارج، بمساعدة نشطاء ومتطوعين وجمعيات.