جولة الاستشارات الأولى: لحكومة اختصاصيين ورسائل إلى الثنائي
انتهت الجولة الأولى من المشاورات النيابية غير الملزمة التي يجريها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مع النواب والكتل النيابية في المجلس النيابي، على أن تستأنف الجولة الثانية بعد الظهر، بحضور كتلة الكتائب ونواب آخرين، على أن يستكمل سلام مشاوراته مع بقية النواب المستقلين غداً.
وفي حصيلة الجولة الأولى، لم يحضر رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى البرلمان عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، الموعد المحدد له مع رئيس الحكومة نواف سلام، وفق جدول استشارات التأليف غير الملزمة التي يجريها سلام مع النواب والكتل، لاستمزاج آرائهم لتشكيل حكومة، طمأن إلى أنها "ليست للإقصاء بل للوحدة والشراكة". وبغياب برّي، الذي قال بالأمس إنّ "الأمور ليست سلبية للغاية" عن مشاورات التأليف، تأكدت مقاطعة الثنائي الشيعي، التي عبّر عنها النائب قاسم هاشم بأنّها لا تعني "مقاطعة الحكومة والرئيس المكلف"، مشيراً إلى أنّ "الأمر سابق لأوانه، نحن اليوم نسجل موقفاً سياسياً وليس موجهاً ضد الرئيس، لأن ما جاء في كلمته بالأمس يبنى عليه".
وأُفيد انّ الرئيس المكلف سيلتقي الرئيس برّي بعد انتهاء المشاورات مع النواب والكتل النيابية، وبأن التواصل بين سلام وبرّي لم ينقطع عبر قنوات خلال فترة الاستشارات. وبرز حضور النائب علي حسن خليل إلى المجلس النيابي ثم غادر سريعاً تزامناً مع الاستشارات النيابية.
وكانت قد نطلقت اليوم، الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب لتأليف الحكومة. واستُهلت بلقاء للرئيس المكلف مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. ومن المفترض أن تتوالى لقاءات سلام مع النواب والكتل السياسية، على مدى جولتين، ليتم اختتام اللقاءات عند الساعة الـ5.30 مساء اليوم، لتنطلق غداً جولة أخرى مع النواب المستقلين.
رسالة الثنائي
وبتوجيه الثنائي رسالتهما بالمقاطعة، فإنّ مسار الأمور في المرحلة الفاصلة بين نهاية الاستشارات وما يليها من مفاوضات على التشكيل بين الأفرقاء، من المفترض أن يحدد خيار كتلتي "أمل" وحزب الله، لناحية الانخراط في الحكومة من عدمه. على الرغم من أنّ المساعي الدولية وخصوصاً على مستوى فرنسا قد بدأت لمعالجة الأزمة، عبر اتصال جرى بالأمس بين بري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك على مستوى الثنائي ورئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي سيسعى إلى انجاح تشكيل الحكومة، وخصوصاً أنّها حكومة العهد الأولى، وأي إخفاق أو "مشكل سياسي" سيترك وصمة في مسار العهد، ما بعد خطاب القسم الذي أراده عون على قياس كل اللبنانيين.
مواقف النواب
وعلى مستوى المشاورات، قال بو صعب بعد اجتماعه مع سلام إنّ "هناك نوعاً من الأمل والفرصة ونحن بحاجة للتصرف بعقلانية لتحقيقهما"، مشدداً على أنّ سلام "منفتح على الجميع ولا نية لديه لإقصاء أحد"، مؤكداً أنَّ "التواصل مُستمر بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سلام وسيستمر لما فيه خير البلاد". وتابع: "ليس لدينا اي مطلب في موضوع تأليف الحكومة، والمرتبط بأدائه ورئيس الجمهورية للقيام بالعمل المطلوب".
بدوره، أعلن النائب مارك ضو باسم كتلة "تحالف التغيير" النيابية أنّ "لبنان دخل مرحلة جديدة"، وقال: "تمنينا على الرئيس سلام أن تكون الحكومة مختصرة من حيث عدد الوزراء وألا تضمّ محاصصة حزبية وفيها تمثيل نسائي".
وقال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بعد لقائه سلام: "تمنينا تخفيف الضغوط والطلبات على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لكي يتمكنا من تشكيل الحكومة". وأضاف: "لا مجال لإلغاء أحد".
من جهته، أشار النائب إبراهيم كنعان، بعد لقاء "اللقاء التشاوري المستقبل" مع الرئيس المكلف إلى "أننا كنّا أمام شخص منفتح ومستمع، والأهم وجود إرادة سياسية وراء من سيُعيّن بالحكومة للتسهيل وانجاح العهد بخطاب القسم والحكومة"، موضحاً أنّ "تجربتنا تؤكد انه لا يكفي الحديث بالعناوين بل التطبيق. وهناك حاجة لجرأة وقرار وتنفيذ لاسيما في موضوع الإدارة والمال والحسابات المالية وسواها من ملفات أثرناها في لجنة المال والموازنة".
حقيبة ونصف
وأعلنت كتلة "الإعتدال الوطني" مطالبتها بتولي حقيبة في الحكومة الجديدة التي تم تكليف القاضي نواف سلام لتشكيلها. وقال النائب سجيع عطية باسم الكتلة عقب لقائها مع سلام في البرلمان إن التمنيات كانت لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وأضاف: "طالبنا بحقيبة ونصف ضمن مجلس الوزراء. ونتمنى من الجميع المُشاركة فيها". وأوضح عطية أن "سلام أكد على مبدأ الإنماء المُتوازن"، متمنياً انعكاس هذا النفس الإنمائيّ على خدمة البلد.
باسيل: حكومة اختصاصيين
من جهته، أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من مجلس النواب، إلى أنّ "هناك فرصة لتوازن جديد في البلد وشراكة فعلية والإصلاح". باسيل أوضح أنّ "تكليف سلام ليس هزيمة لأحد بل انتصار لفكر الاصلاح"، مشددًا على "أننا لم نطلب منه أي طلب في الحكومة ومستعدّون للمساعدة وبرأينا على الحكومة أن تكون ممثّلة للقوى البرلمانية ولكن من اختصاصيين".
وقال باسيل بعد لقاء تكتل "لبنان القوي" مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام إثر الاستشارات النيابية غير الملزمة، "إننا لا نقبل بإقصاء أحد ولا يجب أن يكون لدى أحد هذه الفكرة"، مضيفاً "طالبنا في البيان الوزاري بتنفيذ القرار 1701 واتّفاق وقف إطلاق النار وبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانيّة".
عدوان: لا معادلات سابقة
بدوره، أشار النائب جورج عدوان، في تصريح له بعد لقائه مع تكتل الجمهورية القوية، رئيس الحكومة المكلف نواف سلام إلى أنّ "مطلبنا الأساسي أن تكون خطة الحكومة خطاب القسم وحددنا بوضوح اننا لا نريد العودة الى اي معادلات سابقة منها جيش وشعب ومقاومة"، مؤكدا "اننا تطبّق القرارات الدولية بحذافيرها ومحاربة الفساد واستقلالية القضاء".
ولفت عدوان إلى أنّه "قبل الحصص والمحاصصة نريد الجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون"، مؤكداً أنّه "لم يجر تقديم أي وعود لأحد بعكس ما أشاع بعض النواب".
وأكد عدوان، أن "الثنائي لديه أكبر تمثيل شيعي ونأمل ان يشارك في العهد الجديد لكنه ليس الممثل الوحيد"، وقال "حزب الله لديه التمثيل الأكبر وأُفضّل أن يُمثَّل في الحكومة، إنّما إذا أراد غير ذلك فلا تنزع الشيعيّة عن أيّ شيعي في الحكومة تمامًا كما فعلت "القوات" سابقًا". وتابع: "لتكن هذه الحكومة فاعلة علينا التخلص من حكومات الوفاق الوطني، ويجب أنّ تعكس هذه الحكومة التمثيل الصحيح للبنانيين".
وتوجّه عدوان لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "أتمنى عليه الفصل بين رئاسة المجلس وتمثيله لـ"الثنائيّ الشيعيّ".
التكتل الوطني المستقل
من جهته، أكد النائب طوني فرنجيّة باسم "التكتل الوطني المستقل"، أنّه "تمنّينا على رئيس الحكومة المكلف نواف سلام تشكيل حكومة كفاءات تكون على قدر تطلّعات المرحلة ونقف إلى جانب هذا العهد والحكومة"، مشيراً إلى أن "التواصل بين كل المكونات أمر ضروري في هذه المرحلة والحكومة بحاجة إلى أكبر إجماع ممكن للقيام بمهامها".
وقال: "نتمنّى على "الثنائي الشيعي" أن يُلاقي يد نواف سلام الممدودة بيد ممدودة أيضاً وأن نبني كلّنا هذا البلد". وتابع فرنجية: "لم نتكّلم لا بمشاركة ولا غيرها في الحكومة ولدى نواف سلام الحكمة الكافية لعدم تفويت هذه الفرصة ولإنقاذ لبنان والتواصل بين كلّ مكوّنات الوطن أمر ضروري والحكومة تتطلّب أكبر إجماع ممكن".