من أرقى أحياء غزة... تعرفوا إلى تل الهوى الذي دمّرته إسرائيل عدّة مرّات
ذكر موقع "الجزيرة"، أنّ تل الهوى هوّ حيّ سكني قديم من أرقى أحياء مدينة غزة، يقع في الجنوب الغربي منها، تعرض للعديد من الغارات الإسرائيليّة على مرّ السنوات، مما أدى إلى تدمير مبانيه والبنية التحتية فيه مرات عدة.
وبعد عملية طوفان الأقصى اجتاحت القوات الإسرائيليّة الحيّ أكثر من 5 مرات، وزعمت أنها سيطرت عليه وقضت على مراكز المقاومة فيه، لكنها فوجئت في ما بعد بالعديد من عمليات المقاومة.
وكانت سواحل حيّ تل الهوى قبل الدمار الذي أحدثه فيها الجيش الإسرائيلي تعج بفنادق سياحية واستراحات للجلسات العائلية ومتنزهات للترفيه والتسلية مصممة بأحدث الطرق العالمية.
وعرف الحي المكتظ بالأبراج السكنية الراقية بهدوئه ورفاهيته مقارنة ببقية أحياء غزة، فنتيجة للازدحام السكاني في وسط غزة وشمالها نزح المواطنون جنوبا وصولا إلى هذا الحيّ، وسرعان ما تحوّل خصوصا شارع جامعة الدول العربية الذي يعد الشارع الرئيسي فيه إلى منطقة حيوية تنتشر فيها على مساحة 500 متر العديد من المطاعم والمحال التجارية.
وعلى الرغم من صعوبة الحصول على إحصاء دقيق لعدد السكان في حي تل الهوى فإنه عرف بأنه حي صاخب، ويشهد كثافة سكانية كبيرة.
وكان حيّ تل الهوى في السابق مقرا لجهاز الأمن الوقائي، إلى أن سيطرت حماس على القطاع عام 2007، ثم حولته إلى مركز للشرطة، وتقع فيه وزارة الداخلية وكذلك أغلبية المؤسسات الحكومية في القطاع.
ويضم الحيّ كذلك جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية، وواحدة من أكبر المنظمات الصحية غير الحكومية في فلسطين، وتقدم خدماتها للمواطنين في القطاع.
كما يقع فيه مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي جمعية وطنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة معترف بها رسميا، وهي أحد مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ويضم من المؤسسات التعليمية الجامعة الإسلامية في غزة، والتي شن عليها الاحتلال غارات غير مسبوقة ودمرها.
وفي الحي أيضا مستشفى القدس، وهو أحد أهم مستشفيات القطاع، والذي أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تشرين الثاني 2023 خروجه من الخدمة بشكل كامل بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
ويضم الحيّ أيضا حديقة برشلونة، وهي حديقة حيوية يقصدها السكان بمختلف أعمارهم للتنزه، لكنها تعرضت للتدمير بسبب الغارات العنيفة في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2024.
شهد حيّ تل الهوى خلال الحروب الإسرائيلية على غزة العديد من الهجمات كان أبرزها في حرب 2008، حيث اجتاح الجيش الإسرائيلي الحي وروّع الآمنين داخل مساكنهم ونكل بهم واعتقل العديد منهم، ودمر المباني والمرافق الأساسية.
كما شهد الحيّ في حرب 2014 هجرة كبيرة لسكان المناطق الشرقية في مدينة غزة بسبب القصف العنيف، خاصة بعد مجزرة حي الشجاعية، وتحولت وقتها المنطقة خلال 10 دقائق إلى مدينة أشباح.