طبول الحرب تُقرع... ولبنان يدحض الإتهامات من قلب المطار
انشغلت الأوساط الحكومية والرسمية في الساعات الأخيرة بالرد على الإدعاءات التي نشرتها صحيفة "تلغراف" البريطانية، حيث لبّى عدد من السفراء دعوة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية للقيام بجولة ميدانية في المنشآت التابعة لمطار رفيق الحريري الدولي، وأعلن السفير المصري علاء موسى أنه اطّلع وزملاءه على آلية العمل وتفقدوا عدداً من المنشآت، وشاهدوا مجريات العمليات هناك، خصوصاً بما يتعلق بطريقة الاستيراد والتصدير، معتبراً أن وجودهم في المطار بمثابة دعم للبنان، ومحمّلاً صحيفة "تلغراف" مسؤولية ما نشرته نقلاً عن مصادر غير معروفة.
وتعليقاً على مقال الـ"تلغراف"، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أن مطار رفيق الحريري الدولي هو المتنفس الوحيد للبنان، خصوصاً بعد تعطيل المرفأ بسبب الانفجار، وصعوبة الانتقال إلى لبنان عبر سوريا، ولذلك من الضروري تحييده من أجل سلامة المسافرين والقادمين عبره.
وفي الوضع الميداني المستمر في التصاعد جنوباً، اعتبرَ قاطيشا أن الحرب الموسعة ما زالت مجرد تهويل، ولن تقع إلاّ في حال لم يتم الاتفاق بين أميركا وإيران، وبالتالي مع إسرائيل، وهذه تنعكس على الوضع مع حزب الله، وإذا لم تُحل دبلوماسياً يصبح خطر الحرب وارد بأية لحظة، إذ إنَّ السباق اليوم هو بين الحل الدبلوماسي والحل العسكري، مع اعتراض أميركا على توسيع الحرب في مرحلة الانتخابات لأنها تؤثر حتماً على النتيجة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعمل حسب الأجندة الأميركية.
وعلى وقع الأحداث الأخيرة والقلق المتزايد من توسع رقعة الحرب في المنطقة، التقى وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت الموجود في واشنطن بالموفد الأميركي آموس هوكشتاين، معلناً إصراره على "تغيير الوضع الأمني على الحدود الشمالية"، ونية حكومة الاحتلال توسيع الحرب مع لبنان، خاصة وأنَّ "نتنياهو تلقى ضمانات أميركية بإرسال الأسلحة لاسرائيل بعد توقف استمر لأربعة أشهر، ما يعني أن الحرب على لبنان اصبحت واقعاً"، بحسب متابعين.
بالتزامن، وفي ظل استمرار تعطيل استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان، يواصل أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين زيارته الى لبنان، والتي يحاول خلالها تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين.
وفي محطة لافتة له اليوم، يحطّ بارولين في بكركي، حيث يقيم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مأدبة غداء تضم رؤساء الطوائف اللبنانية، ما ما يمكن أن تشكله هذه المناسبة من فرصة للتشاور في الواقع الذي تمرّ به البلاد واحتمال تطوّر هذا اللقاء إلى مبادرة أوسع ربما.
وفيما تُقرع طبول الحرب، فإنَّ البعض لا يزال يرسم نتائج ما بعد الحرب ليُحدد موقفه، فيما يستمرّ الرئيس وليد جنبلاط في محاولاته لإنقاذ البلد وتجنيبه خطر الحرب الموسّعة، لعلَّ المعنيون يحذون حذوه.