"انتخابُ رئيسٍ مباشرةً من الشّعب"... هل يتحقّق؟
لبنان في فراغٍ رئاسيّ منذ أكثر من سنة ونصف السّنة، ويبدو ألا حلول في الأفق، رغم "زحمة" المبادرات الرّئاسيّة والجولات على الفرقاء كافّة. وفي خضمّ هذه الجلبة، وبعد طرح عدد من النّوّاب في الفترة الأخيرة إجراء انتخابات نيابيّة مبكرة كي ينتخب المجلس الجديد، بدوره، الرّئيس، برز اقتراحٌ قديم – جديد، طرحه تكتّل "لبنان القويّ"، حيث دعا إلى انتخاب رئيس مباشرةً من الشّعب على دورتّين.
في هذا السّياق، يؤكّد عضو تكتّل "لبنان القويّ" النّائب سليم عون أنّ "هذا الطّرح ليس جديداً، واقترحه التّكتّل في السّابق، وعن قناعة".
ويقول، في حديث لموقع mtv: "تُظهر الأيّام أنّه لو كان نظامنا أو دستورنا يسمحان بهذه الانتخابات، لما كنّا واجهنا مشكلة عند كلّ استحقاق"، مشدّداً على "عدم تخوّفه من المسألة الدّيمغرافيّة في هذا الإطار، فالطّرح يقضي بإجراء الانتخابات على دورتَين حفاظاً على الموقع ورمزيّته".
ويُضيف: "نريد الحفاظ على موقع الرّئيس المسيحيّ كما نُريد أن يكون للصّوت المسيحيّ تأثير، لذا، نطرح في الدّورة الأولى، أن ينتخب المسيحيّون شخصَين مؤهّلين للرّئاسة، يحتلّان المرتبتين الأولى والثّانية، أي يُقدّم المسيحيّون الأقوى ومن يمثّل رأيهم، على أن يختار اللّبنانيّون كافّة بين هذين الشّخصين، في الدّورة الثّانية، كي يكون الرّئيس".
ويعتبر عون أنّ "انتخاب الرّئيس من الشّعب يؤمّن تمثيلاً صحيحاً، كما يُصبح الاستحقاق غير معرّض للتّهديد، من خلال فقدان النّصاب أو تدخّل الدّول، أو حصر الاستحقاق بالنّوّاب والضّغط عليهم، فعندما ينتخب الشّعب رئيسه لا يُمكن لأحد الضّغط عليه أو التّأثير على رأيه، وبذلك، سيكون للرّئيس شرعيّة ومشروعيّة أكبر، وتُحَلّ أزماتنا الدّستوريّة".
ويُتابع: "أن ينتخب الشّعب رئيسه، يعني أنّه لا عذر لعدم إجراء الانتخابات الرّئاسيّة".
ورداً على سؤال أنّه "في حال السّماح للشّعب بانتخاب الرّئيس، ولكن طرأ عذر أمنيّ يمنعه من ذلك"، يقول: "يُمكن أن نطرح فكرةً ثانية، وهي السّماح للرّئيس المنتهية ولايته، في حال تأجيل موعد الانتخابات الرّئاسيّة، بتصريف الأعمال".
هل ناقش "التيار الوطني الحرّ" هذا الطّرح خلال جولته على الكتل النّيابيّة، في إطار مبادرته الرّئاسيّة؟ يقول عون: "لطالما طرحنا هذا الموضوع عند كلّ استحقاق منذ العام 2005، وحتّى قبل انتخاب الرّئيس ميشال عون، وهذه فكرتنا ونحن مقتنعون بها، وقدّمنا اقتراح قانون في هذا المجال، وحتّى لو أنّ هذا الأمر بحاجة إلى تعديل الدّستور، إلا أنّ ذلك لا يمنعنا من طرحه".
ويرى عون أنّ "انتخاب الرّئيس من الشّعب يُمكن أن يكون حلاً لأزمتنا كي لا تتكرّر، فلا يمكن خلق الأعذار دائماً لشلّ المؤسّسات والبلد".
ويختم عون، قائلاً: "الحلّ ليس بيدنا نحن كفريق سياسيّ لكن دورنا أن نضغط على جميع الفرقاء كي نُنجز الاستحقاق، لأنّ فكرة مؤسّسات الدّولة تنهار، واعتاد الجميع على عدم وجود رئيس وعلى شلّ الإدارات"، داعياً إلى "وقف الانهيار كي نتّجه صعوداً".