الجنوب "ولعان"... ونجاح الحراك الرئاسي رهن تجاوب الفرقاء
في إطار تجدّد الحراك على مستوى الملف الرئاسي، استكمل "اللقاء الديمقراطي" لقاءاته مع الكتل النيابية، بغية فتح كوة في جدار الأزمة الرئاسية، إذ زارَ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، أمين عام حزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، على رأس وفدٍ حزبي ونيابي، حيث تمّ التشديد على أنّ الحلّ في الملف الرئاسي يتطلّب النيّة والإرادة ونضوج الظرف، والاتفاق على فكرة الحوار والتلاقي، كما بذل الجهود لتحفيز الأطراف السياسية لملاقاة الظرف الإقليمي والدولي المناسب.
إلى ذلك، زارَ وفد من التيار الوطني الحرّ كليمنصو طارحاً مبادرته في سياق جولته على الكتل النيابية. وفي السياق، أكد مصدر نيابي في كتلة الاعتدال الوطني في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية أن مبادرتهم ما تزال قائمة أيضاً وهي عالقة عند نقطتين الدعوة إلى جلسة التشاور ومَن يرأسها.
وفيما تعيش القرى الحدودية تحت ظلال حرب حقيقية تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الحديثة والصواريخ المتطوّرة والمسيّرات على أنواعها، اغتالت إسرائيل القائد الميداني في حزب الله سامي حسن طالب الملقب بـ "أبو طالب" مع ثلاثة من رفاقه، عقبَ استهداف مقرّ تواجدهم في جويا، والتي لم تشهد أيّ توتّر أمني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الجنوب، ليردّ "الحزب" مستهدفاً بمئات الصواريخ والقذائف والمسيّرات ساحل الأراضي المحتل من الناقورة وصولاً إلى مرفأ حيفا وطبريا ومنطقتي الجليل الأوسط والأعلى والمناطق المواجهة في الجولان المحتل.
وتعليقاً على المستجدّات الميدانية، توقعّت مصادر أمنية مواكبة تصعيد إضافيّ على الحدود عشية إقرار مجلس الأمن الدولي لمشروع الهدنة الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن، ووافقت عليه "حماس"، مشيرةً عبر "الأنباء" إلى أن "إسرائيل ما تزال مترددة وترفض الإنسحاب الكامل من غزة".
ونبهت المصادر من قيام العدو الاسرائيلي بمغامرة عسكرية في جنوب لبنان، معتبرةً انَّ الرد الذي قام به حزب الله بهذه القساوة للانتقام لمقتل أبو طالب قد يجعل العدو يعيد حساباته عشرات المرات قبل إقدامه على مغامرة من هذا النوع.
كذلك، أشار النائب الياس جرادي في حديث لـ"الأنباء"، إلى أنَّ تصعيد المواجهات جنوباً مرده إلى فقدان العقل، ملقياً اللوم على المنظومة الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم إسرائيل بالمال والسلاح في إجرامها ضد الفلسطينيين وضد الشعب اللبناني، معتبراً أنَّ هذا التصعيد يمهد للوصول إلى الهدنة المطلوبة، إذ إنّ ما تقوم به المقاومة هو إفهام إسرائيل ان الحرب ستنعكس عليها آخر الأمر.
وعلى صعيد الحراك الرئاسي، أكد جرادي أنه مع أيّ مبادرة توصّل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، إذ إننا بالنتيجة نريد دولة، لكن عندما نذهب لحل الأزمة يجب أن نقبل بالحوار ونذهب بعدها للانتخابات، آملاً التوصل الى نتيجة ايجابية وانتخاب رئيس في أقرب وقت.
ففي ظلّ المبادرات التي توحي بحركة إيجابية على مستوى الرئاسة، وفيما تتبادل القوى السياسية وجهات النظر في ما بينها، يبقى الاتفاق على أساس الحوار السبيل الوحيد للذهاب إلى جلسات انتخاب في أقرب وقت ممكن.