البيان الأميركي- الفرنسي جدَّد المظلة الدولية حول لبنان؟
وصف مصدر ديبلوماسي الفقرة التي تضمنها بيان القمة الأميركية الفرنسية الأخير المتعلق بلبنان، بالمهم ويعبّر بوضوح عن اهتمام مشترك، بالأوضاع في لبنان عمومًا، وتحديدًا المواجهات العسكرية الجارية على الحدود اللبنانية الجنوبية، بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلي وضرورة وضع حدّ لها، وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن.
وأشار المصدر إلى أنّ تخصيص لبنان بحيِّزٍ في البيان المذكور، بالرغم من جدول أعمال القمة الحافل، والقضايا والمشاكل الكبيرة التي تبحثها يؤشر الى امرين، الأوّل الأخذ بعين الاعتبار التوتر والاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من شهر تشرين الأوّل الماضي، بالاعتبار وحرص الدولتين على ضرورة وضع حدٍّ لها ومنع توسعها إلى حرب واسعة، وتحديد القرار ١٧٠١، أساسًا لأي اتفاق يعقد بين لبنان وإسرائيل، لانهاء الاشتباكات وارساء الامن والاستقرار في المنطقة، مع التشديد، على عودة السكان المدنيين الي منازلهم وقراهم على جانبي الحدود بين البلدين.
أمّا النقطة الثانية، فهي القلق الشديد الذي عبر عنه البيان، للفراغ الرئاسي المستمر منذ ١٨ شهرًا، والدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن، لأهمية وجوده باعادة انتظام المؤسسات، والنهوض بالدولة والتركيز على وجوب إجراء الاصلاحات المطلوبة، كشرط لتقديم المساعدات والقروض اللازمة، لحل الازمة المتفاقمة وانعاش الاقتصاد اللبناني.
ومن وجهة المصدر فإن مضمون البيان الاميركي الفرنسي، دحض كل ما أُشيع عن خلافات بين الجانبين حول مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية، واكثر من ذلك، اكد وجود تفاهم على الخطوات المطلوبة لحل مشكلة الفراغ الرئاسي بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية، واعطى انطباعا واضحا، بأن لبنان هو موضع اهتمام الدولتين، وليس بلدًا متروكا لقدره، بالرغم من الاوضاع الصعبة فيه، وتعذر إجراء الانتخابات الرئاسية، بسبب الخلافات السياسية الحادة بين الأطراف السياسية، والتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، والتي أدت الى عرقلة اجراء الانتخابات الرئاسية حتى اليوم، تحت حجج وذرائع عدة، وقيام "حزب الله" بإشعال جبهة الجنوب بقرار ايراني، الأمر ألذي يعرض لبنان لأشد المخاطر والتداعيات السلبية.
ويعتقد المصدر الديبلوماسي ان تطرق البيان المذكور، الذي صدر في غمرة تصاعد التهديدات الإسرائيلية، لشن حرب واسعة ضد لبنان، ردا على استهداف حزب الله للمستوطنات الإسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية الجنوبية، وردود حزب الله بالمقابل، بدَّد كثيراً من منسوب المخاوف والقلق، من احتمال توسع المواجهات العسكرية بين الحزب وإسرائيل في الوقت الحاضر على الاقل، ورسم خطوطا حمراء ضد توسع المواجهات العسكرية الحالية، الى حرب واسعة النطاق، وبمعنى اوضح بعث برسائل واضحة لكل من "حزب الله" وايران وإسرائيل بالمقابل، ان الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ترفضان اي جنوح للتصعيد العسكري، وتفضلان إنهاء التوتر والاشتباكات والتوصل إلى اتفاق، لاعادة الامن والاستقرار في المنطقة.
ويختم المصدر بالقول، أنّه يمكن الاستخلاص من فحوى البيان الأميركي الفرنسي، بأنّ تفاهمات الدولتين، التي جنّبت لبنان تمدد الحرب الإسرائيلية على غزّة إليه بشكل واسع، منذ عملية طوفان الأقصى، لا تزال سارية حتى اليوم، وهذا الأمر يُنظر اليه بارتياح، ولكن قد لايكون ذلك كافيًا، إذا لم يقترن بإنهاء هذه الحرب في وقت قريب.