الأعراس "عمرانة"... على مواقع التواصل الاجتماعي فقط!
تعجُّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصورٍ ولقطات لأفراحٍ وأعراسٍ فاخرة في لبنان تؤشِّر الى عودة الحياة الى هذا القطاع الذي عاش ازدهاراً كبيراً في السنوات التي سَبَقت الأزمة الاقتصاديّة. فهل بالفعل انتعشت حفلات الزّفاف في لبنان؟
تشرحُ رشا أبي عاد نادر وهي صاحبة وكالة لتنظيم الأعراس الفخمة في لبنان أنّ "القطاع تلقّى ضربة في الصّميم بسبب الحرب في الجنوب ما أدّى الى إلغاء أكثر من 50 في المئة من الحجوزات بسبب الخوف من تطوّر الأوضاع الأمنيّة، وهناك من لم يتَّخذ قرار إقامة زفاف خلال الصّيف بعد بانتظار توضّح صورة الأشهر المقبلة".
وتشير، في مقابلة مع موقع mtv، الى أنّ "الأعراس الكبيرة والفخمة في لبنان تراجعت كثيراً عن السّنوات الماضية وهي تقتصر فقط على بعض السياسيّين ورجال الأعمال والمُغتربين من الولايات المتحدّة وكندا وأستراليا، ولكنّ انتشار لقطات من الحفلات على مواقع التواصل الاجتماعي يوحي بأنّ كلّ الأعراس في لبنان بهذا المستوى، لكنّ الواقع هو أنّ غالبيّة الذين يُقدمون على الزواج ينظّمون أعراساً صغيرة يدعون إليها عدداً قليلاً من المدعوّين".
وفي مِثالٍ على عدوى التخوّف الأمني، تروي "كيف غاب أكثر من 300 شخص عن زفاف ضخم أقيم في لبنان من فترة قصيرة من بين 500 مدعو، إذ إنّ غالبيّتهم يعيشون في الخارج ولم يشاركوا في الزفاف رغم تأكيدهم الحضور"، لافتة الى أنّ "التوجّه هو إمّا نحو الأعراس الفخمة جدّاً والتي تفوق كلفتها الـ100 ألف دولار وهو ما يقتصر على الأغنياء فقط من اللبنانيّين المُقيمين والمُغتربين، وإما نحو الحفلات ذات الكلفة القليلة جدّاً كـ10 أو 20 ألف دولار في دليل واضح على انعدام الطبقات المتوسّطة في لبنان"، متحدّثة عن "ارتفاع الكلفة مقارنة بسنوات ما قبل الأزمة، فمثلاً تكلفة العشاء الفاخر على الشخص الواحد مع مشروب باتت تفوق الـ100 دولار، أما كلفة إيجار الـvenues فعادت الى ما كانت عليه في السّابق وهي تتراوح بين 8000 و25000 دولار، ومن لا يُريد أن يدفع كثيراً، يحجز حفلة زفافه في مطعم متوسّط الكلفة يؤمّن كلّ تجهيزات الحفل ضمن "package" واحد وهو ما بات يُناسب غالبية المُقدمين على الزواج".
وفي الختام، تقول "قبل الـ2019 كنّا ننظّم زهاء 180 زفافاً خلال العام، أمّا في الـ2024، فقد لا يتخطّى العدد الـ30 زفافاً، ونعيش في عدم استقرار، لأنّ كلّ شيء يعيش في حالة انتظار لما سيحصل بين يومٍ وآخر".