المقاومة درست كل الاحتمالات وتحضّر المفاجآت: ما الذي قصده السيد؟
رغم اقتراب حرب الابادة الهمجيّة الإسرائيلية على غزة من الدخول بالشهر الثامن، اطلقت المقاومة الفلسطينية 12 صاروخاً من منطقة رفح المحاصرة والمنهكة بالغارات والقذائف والاجتياح باتجاه تل أبيب، وكانت هذه الصواريخ بالإضافة الى العمليّات النوعية لها رسائل قاسية للاسرائيليين، مفادها أن حركة حماس باقية وستتمدد في غزّة، بحسب ما أكد مسؤولوها لحلفائهم في لقاءات طهران، بحسب ما تكشف مصادر متابعة عبر "النشرة".
على هامش تشييع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ومن قضى معه في سقوط الطائرة، عُقدت لقاءات عديدة بين القوى التي تشكّل محور المقاومة، وفي هذه اللقاءات كان تأكيد على أمرين أساسيين بحسب المصادر، الأول هو التوجّه نحو تنويع العمليات العسكريّة بوجه اسرائيل، داخل فلسطين وخارجها، والأمر الثاني رفض التنازل بالمطلق في أيّ مفاوضات جديدة قد تحصل لإطلاق الأسرى.
تأتي هذه القرارات بالتزامن مع إعلان اسرائيلي بشأن تقديم أكثر من عرض جديد لتحريك مباحثات صفقة تبادل الأسرى، وقد تم البحث في العروض الجديدة في باريس نهاية الاسبوع الماضي بين مدير الاستخبارات الأميركية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري، ولكن بحسب المصادر فإن الخشية من أن تكون هذه الجولة "المفترضة" من المفاوضات تضييعاً جديداً للوقت من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو للاستمرار بالحرب.
في لبنان ترتبط الأمور بالجنوب بما يجري في غزّة، وقرار اللقاءات الإيرانية بخصوص التصعيد لمواجهة تمدّد الحرب وتصعيدها واستمرارها سينعكس على لبنان أيضاً، فحزب الله في لبنان أعلن على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أمرين مفصليين، أحدهما يتعلق بالمفاجآت التي يجب على العدو أن ينتظرها، والثاني يتعلق بدراسته بدقة كل الاحتمالات، فما الذي كان يقصده السيد نصر الله بذلك؟.
بحسب المصادر فإن الأمين العام للحزب عندما تحدث عن الاحتمالات كلها فكان الهدف توجيه رسالة لنتانياهو بأن المقاومة على علم بكل التقارير التي تتحدث عن استمرار الحرب لما بعد الانتخابات الأميركية وربما حتى الربيع المقبل، وهي جاهزة لذلك ولن تتراجع أو تقبل بفصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، وهو ما بات عالقاً في عقول كل من يبحث عن حلول في المنطقة، وبالتالي فهي جاهزة لاستمرار الحرب بشكلها الحالي لفترة طويلة جداً، كما أنها جاهزة أيضاً، كما كل القوى في المحور، الى خيار التصعيد بحال اتّجه إليه نتانياهو.
أما بما يتعلق بالمفاجآت فهنا السيد نصر الله قصد بها: النوع الأول الّذي لا يحتاج الى حرب شاملة لكي يظهر، مثلما حدث في سلاح الجو للحزب، المتعلق بالمسيّرات الانقضاضية أو المسيرات المسلحة بالصواريخ، وهذه المفاجآت ستستمر خلال الحرب الجارية بحسب الخطط المرسومة، وأغلبها يتعلق بسلاح الجو الهجومي والدفاعي، علماً ان حزب الله لم يستخدم سوى الجزء البسيط من منظومته للدفاع الجوي، أما النوع الثاني فهو يتعلق بمفاجآت أكبر ستترك للحرب الشاملة، فهو لن يكشف عما بجعبته إلا بحال أخطأ نتانياهو التقدير ووسّع الحرب.
تؤكد المصادر أن مسار الحرب أصبح أكثر تلازماً اليوم، بالعمل العسكري المنسّق، والتفاوض أيضاً، فالمحور كله طلب من حماس خلال لقاءات طهران بأن التراجع أو التنازل هو امر مستحيل، فلا صفقة لإطلاق الأسرى الا بإنهاء الحرب، وهذا ما يعقّد المسألة خاصة بظل غياب أي اتفاق حول اليوم التالي للحرب في غزة.