لبنان أمام شهرَين صعبَين
تبدو الجبهة الجنوبية متجهة إلى مزيد من التصعيد وليس التهدئة، وهذا يتماشى مع التهديدات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوعداً بمفاجآت "مهمة" من الحدود مع لبنان، وفق تعبيره، وقد رد "حزب الله" بأنه هو من يُعد المفاجآت لإسرائيل.
في ظل هذا التصعيد، لا يبدو أن المساعي الديبلوماسية قد تجد طريقها للحل، فالورقة الفرنسية لم تجد أي أصداء إيجابية، خصوصاً على المقلب الإسرائيلي من الصراع، في حين أن الجهود الأميركية التي كان يقوم بها مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين توقفت على ما يبدو دون أن تحقّق أي خرق فعلي.
مصادر متابعة للشأن تعلّق على فشل كافة المساعي الدولية لتهدئة الوضع جنوباً، بالقول إن "إسرائيل تُريد إنهاء "تهديدات" الحزب جنوباً وإبعاده عن حدودها وضرب إمكانياته الصاروخية وهذا ما تؤكده طبيعة الاغتيالات، وفي مقابل ذلك فإن "حزب الله" لن يتوقف عن القصف الا حينما تنتهي الحرب في غزّة".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، تُشير المصادر إلى أن المساعي الدولية نجحت حتى الساعة في منع توسيع رقعة الحرب وتحويلها إلى اشتباك شامل بين الطرفين من دون قواعد، لكن هذه المساعي ليست مضمونة لأنها فشلت نسبياً في رفح ولم تتمكّن من منع إسرائيل من تنفيذ عملية برّية في المدينة.
وفي هذا السياق، يتوقع بعض المراقبين أن يكون شهرا حزيران وتموز صعبين جداً في هذا السياق، لأن في هذه الفترة من المفترض أن تكون إسرائيل قد انتهت من معركتها في رفح، ومتفرّغة لأي عملية واسعة محتملة في لبنان، فتتسابق في ذلك الحين طبول الحرب مع الجهود الدبلوماسية، فتنجح واحدة وتفشل الأخرى. وتُضيف في هذا السياق: "في حال أراد "حزب الله" تجنّب سيناريو مُشابه لغزّة قد يتجه إلى تسويات معيّنة مرتبطة بوجوده عند الحدود الجنوبية ومرتبطة بالسياسة الداخلية اللبنانية وحتى بسياسات إيران، وقد يُحقق بعض المكاسب في هذا السياق ويتفادى حرباً مدمّرة، لكن هذه التسويات لن تحصل إلّا على نار حامية".