الحرب تؤسس للمرحلة المقبلة.. وفي لبنان كل الملفات مؤجّلة!
بالتوازي مع استمرار التّصعيد العسكري في الجنوب والذي يأخذ بين يوم وآخر منحنيات أكثر خطورة، يصبح الحديث عن الأزمة الداخلية اللبنانية أمراً ثانوياً، خصوصاً أنّ بعض القوى السياسية عن حسُن نيّة أو ربّما عن سوء نيّة باتت تربط كلّ الاستحقاقات بالمعركة الحاصلة في غزّة ونتائجها.
ليس "حزب الله" وحده من يربط المعركة ونتائجها بالمرحلة المقبلة في لبنان، بل هناك أفرقاء آخرون يترقّبون مُجمل التطورات حتى وقف إطلاق النار، وهؤلاء بمعظمهم من خصوم "الحزب".
يتلاقى "حزب الله" مع خصومه في لبنان حول فكرة تأجيل الحسم في لبنان إلى ما بعد الحرب، لأنّ خصوم "الحزب" يعتبرون أيضاً أن نتائج المعركة في حال حصول تسوية في غزّة وجنوب لبنان قد تؤدّي الى تواضع "حزب الله" في الداخل اللبناني وبالتالي قد يُقدم على تقديم تنازلات جديّة يستفيد منها خصومه في بناء سلطة توازن بينهم وبينه.
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن هذه القناعة تؤجّل أي عملية تسوية قريبة، رغم أن خصوم " حزب الله" يحاولون التأكيد دائماً بأنهم أكثر تمسّكاً بالتسوية السريعة، لكنّ الواقع يشير الى أن هذه التسوية تحتاج الى نضوج فعلي خصوصاً أنها مرتبطة بعدّة ملفّات تؤسس لتوازنات المرحلة المقبلة، وهي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وغيرها من الاستحقاقات. حتى أن خصوم "الحزب" يعتبرون أن نهاية المعركة قد تُعيد تركيب التحالفات التي اختلطت في الأشهر الأخيرة؛ فمثلاً القوى السنيّة ستستجمع توازنها ولن تكون مرتبطة "بحزب الله" بشكل كامل. كذلك الحال مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي لن يكون حليفاً للحزب الذي يراعيه اليوم بحُكم الأزمة الراهنة.
لذلك فإنّ نهاية الحرب ستؤسس لمرحلة جديدة يعاد فيها تنظيم صفوف المعارضة وتعزيز قدرتها النيابية وإعادة "حزب الله" الى حجمه الداخلي في لبنان.