اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

"فشل في الدفاع عن الشمال"... الإعلام الإسرائيلي يعلّق

صيدا اون لاين

تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن فشل إسرائيل في الدفاع عن الشمال، وأنّ حزب الله لا يزال قادراً على إلحاق مزيد من الأضرار، وإطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
وأشار المعلّق في الشؤون العسكرية والأمنية لقناة 14 الإسرائيلية في الشمال، هيلل بيتون روزن، إلى أنّ توالي الأحداث الخطيرة، هذا الصباح، أدّى إلى اجتماع كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، وفيه يحاولون الإدراك "إلى أين نحن ذاهبون"، لأنّ ما يحصل، على الأقل منذ بداية شهر أيار الحالي، هو الاتجاه الواضح الذي يشير إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "حرب ونقطة على السطر".
في غضون ذلك، وصف اللواء يفتاح رون تال، القائد السابق للقوات البرية في الجيش الإسرائيلي، الوضع الحاصل في الشمال بأنّه "حالة استنزاف"، قائلاً: "نحن مذلولون بما فيه الكفاية".
فيما لا يزال حزب الله يطلق عشرات الصواريخ والقذائف الصاروخية وسط نزوح الكثير من مستوطني الشمال، وبحسب اللواء احتياط يفتاح هذا يعني أنّ "هناك منطقة منزوعة السلاح داخل إسرائيل، قام حزب الله ببنائها، وقد بناها عملياً من دون أن يدفع أثماناً دلالية".
واعتبر محلل الشؤون العسكرية، نوعام أمير، أنّ قطاع الشمال ربما لم يُصنّف قطاعاً أساسياً، لكن كميّة النيران صوب البلدات الشمالية، حوّلت الشمال إلى ساحة أقوى بكثير، مضيفاً: "في الشمال تدور حرب ولا داع لتنميق العبارات، لا قتال ولا دفاع هجوميّ، هي حرب وهناك أيضاً أثمان للحرب".
وأشار أمير إلى أنّ "حزب الله شنّ هجوماً مركّزاً على مواقع عسكرية وقدرات استخبارية وحتى منازل، يوم أمس، مثالاً على ذلك أسقط بالون رصد في أرضه، وفي ميرون توقّفوا، منذ زمن، عن إحصاء الأضرار في وحدة المراقبة لسلاح الجو"، مضيفاً: "يبدو أنّ نصر الله يحبّ هذا كثيراً".
وعن واقع المستوطنين في الشمال، رأى أنّ "لا حرية لسكان الشمال، موضحاً أنّ المستوطنين مع أنّهم يعيشون، منذ شهر تشرين الأول، في فنادق، لكنّها ليست حرية بل أصبحت كابوساً كبيراً بالنسبة إليهم، وهم لا يرون الضوء في نهاية النفق".
وتابع نوعام أمير: "يوم أمس، الحكومة أبلغت الفنادق بأنّها مدّدت لهم مدة المناقصات لاستضافة النزلاء حتى نهاية شهر كانون الأول، الدلالة، إنّها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل، التي تدفع فيها عشرات الآلاف للنزوح عن منازلهم لفترة زمنية تزيد عن العام ولا جواب لدى الجيش الإسرائيلي"، متسائلاً عما يجب فعله لكي يتغيّر الوضع.
ورأى أنّ "إسرائيل ملزمة بالانتقال من الدفاع الجوي إلى هجوم كامل"، معتبراً أنّه من دون هذا "من المحال التوصّل إلى اتفاق في الشمال يُعيد، في نهاية المطاف، الإسرائيليين، بأمان، إلى الديار".
كذلك يؤكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ حزب الله يُظهر جرأة آخذة بالتزايد مقابل إسرائيل، بينما تتواصل عمليات حزب الله النوعية ضدّ الأهداف الإسرائيلية في شمالي فلسطين المحتلة، وسط خلو المستوطنات من جميع مظاهر الحياة.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ الضباط الإسرائيليين عند الحدود مع لبنان يحذّرون من أنّ حزب الله لا يحتاج لأكثر من نصف دقيقة لمهاجمة الجنود عندما يحدّد مكان وجودهم.
بدوره، ذكر موقع "إنتل تايمز" الاستخباري الإسرائيلي أنّ "حزب الله ينجح في تفعيل طائرات مسيّرة انتحارية وأسلحة دقيقة موجّهة بالكاميرا، من دون القدرة على اعتراضها، الأمر الذي يثير الدهشة بشأن موضوع الحرب الإلكترونية، وكذلك ربما استخدامه أيضاً وسائل الملاحة من الأقمار الصناعية الروسية".
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ "ما يحصل في الأيام الماضية مقلق، حزب الله يفحص الآن منظومات الدفاع لدى إسرائيل في الشمال"، مضيفاً أنّ حزب الله "سيفعل أي شيء في محاولة تعطيل أكبر قدر من المنظومات قبل دخولنا إلى لبنان".
وتابع متسائلاً: "لقد أطلقنا على 3 مسيّرات 5 صواريخ قبة حديدية (وربما أكثر) وأسقطنا واحدة فقط، ما العمل عندما يصل سرب من 100 أو 200؟"، موضحاً أنهم "يرسلون الآن تلك المسيّرات ليس بهدف الهجوم بل بهدف الفحص، هذا ما يجب على الجمهور معرفته، قد يكون ذلك بياناً مخيفاً قبل أن يصبح حقيقياً".
من جانبه، أكد المراسل العسكري في إذاعة "الجيش" الإسرائيلي، دورون كادوش، أنّ "حزب الله ينفّذ خلال الشهر الأخير هجمات نوعية أكثر باتجاه أهداف أبعد مع وسائل قتالية متقدّمة أكثر".
وشدّد كادوش على أنّ "حزب الله يُظهر جرأة آخذة بالتزايد مقابل إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "إطلاق عشرات الصواريخ على ميرون أصبح أمراً روتينياً هنا، لكن في الأسبوع الماضي واصل حزب الله استخدام صواريخ مضادة للدروع متطورة (ألماس) وأطلقها واحداً تلو الآخر (كما في حادثة أدميت التي قتل فيها مدني)".
ولفت إلى أنّ "حزب الله استخدم للمرة الأولى مسيّرة هجومية في مهاجمة منظومة طال شمايم، وهذا الصباح أرسل أيضاً مسيّرات إلى منطقة غفعتون"، مضيفاً أنّ "كل هذه المناطق لم يتم إخلاؤها.. مئات آلاف الإسرائيليين دخلوا هذا الأسبوع إلى مدى النيران".
من جهته، أشار مراسل القناة 14 في جبهة الشمال، أدير لحاكيم، إلى أنّ "حزب الله، من خلال طائرات المسيّرة، أدخل صباح اليوم مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ سيما في مناطق لم تُخلَ"، متابعاً: "يجب القول بالفم الملآن: ممنوع تطبيع هذا الحدث!".
هذا وقالت قناة 12 الإسرائيلية إنّ "الحديث كثُر عن طائرات حزب الله الهجومية، لكن حزب الله يملك أيضاً طائرات استطلاع ساعدته في تحديد مئات الأهداف، وقد رأينا نتائج التجميع في الأشهر الأخيرة، حيث تمكّن حزب الله من ضرب العديد من الأهداف، بما في ذلك تلك التي تم إنشاؤها خلال الحرب".
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله "يُظهر قدرات جديدة ضد الجيش الإسرائيلي الذي يواجه صعوبة في التعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة، حيث أعلن حزب الله أمس أنّ الطائرة من دون طيار والتي ضربت مركبة في موقع المطلة أطلقت صاروخين تجاه الهدف قبل أن تنفجر".
بدوره، قال رئيس مجلس مستوطنة "مروم هغليل"، عميت سوفر، في مقابلة مع القناة 12: "نحن نقف هنا أمام السكّان وأمام الأهالي الذين لا يعلمون إلى أيّ حدّ يمكنهم البقاء أقوياء وثابتين، وأمام منعة الأولاد، الّتي تنسحق يوماً بعد آخر".
وأوضح سوفر أنّ "معركة الضربات هذه، هذا الاستنفار، الذي كلّ مرة، بعد كل تصفية لمسؤول، بعد كلّ ردّ، نُصاب بتوتر لا يتوقّف، ويجب بشكلٍ تام ونهائي التوقّف، وهذا ربّما نوع من استراتيجيا لدى حزب الله أيضاً لسحق منعتنا".
ورأى أنه "يجب السعي نحو الحسم، بل أقول أكثر من هذا، حقيقة عدم سعينا إلى الحسم تمسّ بجانب التهديد الاقتصادي أيضاً والآخذ بالازدياد شهراً بعد شهر، ونسأل إلى متى؟".
وتابع سوفر بالقول: "لقد قالوا لنا إنّهم ينتظرون أن يفرغوا من غزة وينتظرون العثور على القناة الدبلوماسية، أنا في الحقيقة لا أتبجّح بالنصح للحكومة ولا للمستوى العسكريّ، لكن ربّما يجب أن نريهم لمرة واحدة أنّ صاحب البيت قد جُنّ".
وأشار إلى أنّه "ربّما هناك عدم احتواء تماماً، وعدم تحمّل تماماً، والتوقّف عن التحكّم بمستوى اللهيب لأنّ الوضع هنا، في نهاية المطاف، لا يُطاق، الناس هنا ينهارون يوماً بعد يوم".
وشدّد سوفر على أنّ "عدم اليقين مستمرّ طوال هذه الشهور السبعة، نحن لا نتمكّن من فهم ذلك، كما أنّني لستُ مقتنعاً بأنّ أحداً هناك يفهم حتى متى، وللأسف هذا هو الشعور لدى السكّان هنا عموماً، وهو عدم اليقين السائد هنا، والناس يتصلون دائماً متمنّين إعطاءهم توقيتاً".

تم نسخ الرابط