تعليق شحنة أسلحة أميركية لإسرائيل.. هل تحدث نقطة تحول في العلاقات؟
ذكر موقع "الحرة" أنه في خطوة تُتخذ للمرة الأولى، أقدمت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن على تعليق شحنة أسلحة لإسرائيل مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مدينة رفح المكتظة بالسكان.
ويشكل التعليق لشحنة الأسلحة، سابقة في تاريخ العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، إذ لم يسبق أن قامت إدارة أميركية بتعليق أو تأخير شحنات الأسلحة لإسرائيل، رغم وجود مزاعم بأن وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، تعمد تأخير "توريد الأسلحة لإسرائيل.. لأنه أراد أن تنزف إسرائيل بما يكفي لتيسير الطريق أمام دبلوماسية ما بعد الحرب" في عام 1973، وفق ما قال أدميرال متقاعد من البحرية الأميركي إلمو زوموالت، في تلك الفترة.
ونفى الدبلوماسي الأميركي الأسبق، كسينجر، في مقابلة أجراها مع "القناة 12" الإسرائيلية، تأخير شحنات الأسلحة في حرب "أكتوبر" 1973، أو ما يسمى بـ"حرب يوم الغفران" عند إسرائيل، مؤكدا أن التأخير يرجع إلى "مشاكل لوجستية.. واعتقاد واشنطن حينها بأن إسرائيل كانت تنتصر بالفعل"، حسب ما نقل تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، إنه لن يزود إسرائيل بالأسلحة في حال شنها هجوما على رفح، جنوبي غزة، بسبب الخطر الذي تشكله أية عملية عسكرية على المدنيين هناك، مشيرا إلى أن واشنطن أوقفت شحنة قنابل لإسرائيل استخدمت في قتل مدنيين.
وذكر بايدن، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل وستزودها بصواريخ اعتراضية وأسلحة دفاعية أخرى، "لكن إذا ذهبت إلى رفح، فلن نزودها بالأسلحة".
ويعد تعليق تسليم الشحنة المرة الأولى التي يتحرك فيها بايدن بناء على تحذير وجهه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيسان، من أن السياسة الأميركية حيال غزة ستعتمد على طريقة تعامل إسرائيل مع المدنيين.
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين، وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حماس، وإنها "تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة" لتجنب القتل غير الضروري.
وأشار المحلل السياسي العسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، إلى أن التصريحات الرسمية الأخيرة من الرئيس الأميركي أو زير الدفاع، تؤكد على "أهمية أمن إسرائيل، وفي الوقت ذاته تشدد على الحد من سقوط ضحايا مدنيين في رفح"، مما يعكس "سياسة متوازنة" تريد الإدارة الأميركية التعبير عنها.
وما إذا كان هذا الإجراء جاء تأثرا بما يحدث في احتجاجات الجامعات الأميركية، يقول وايتز في رد على استفسارات موقع "الحرة": "لا نعرف تماما إذا كان القرار مرتبطا بما يحصل في الجامعات الأميركية، لكن الإدارة الأميركية، منذ أشهر، عبرت أكثر من مرة عن قلقها من ارتفاع الوفيات بين المدنيين في غزة".
من جانبه، يرى الكاتب السياسي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن "الجميع يستفيد من قرار إدارة بايدن".
ويقول: "إدارة بايدن تستفيد من الموضوع ولو بشكل ضمني، بأنها تسعى لحماية المدنيين في غزة أمام الشارع الأميركي أو حتى المجتمع الدولي، فيما ستقول حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنها تتعرض للضغوط بسبب عملياتها في غزة، مما سيقوي موقفها الداخلي".
وأضاف منيمنة أنه "لا بد وضع الخطوة في سياقها"، مستطردا: "قد تكون هذه المرة الأولى التي تؤخر الولايات المتحدة شحنة من الأسلحة لإسرائيل، لكنها خطوة ليست ذات مضمون مفصلي، فهي شحنة واحدة من بين مئات الشحنات التي تُرسل، وقد لا تؤثر على مخزون إسرائيل من الذخائر".
كما يعرب عن عدم اعتقاده بأنها "ستؤثر على العلاقات الأميركية الإسرائيلية"، إذ أن وزير الدفاع أوستن أكد في تصريحاته على "التزام واشنطن بأمن إسرائيل"، مما يعني أنها "قد تكون خطوة لها دوافع، لكنها لا توحي بوجود امتعاض أو تبدل في المواقف".
ويضيف أن بايدن في خطابه الأخير "اعتنق السردية الإسرائيلية بالكامل عندما تحدث في ذكرى المحرقة اليهودية، تحديدا عن توصيفه لما حدث في السابع من أكتوبر، ليضعه في سياق العداء لليهود، وليس في سياق وجود صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".