بوجه التهديد باجتياح إسرائيلي خطّة لـ"حزب الله" لاقتحام الجليل حاضرة و"الرضوان" بالانتظار
في شهر تشرين الأول من العام 2020 أجرى الجيش الاسرائيلي مناورة ضخمة أطلق عليها إسم "السهم القاتل"، وكانت المناورة تُحاكي بشكل أساسي مواجهة الجيش الإسرائيلي لاقتحام قوات فرقة الرضوان في "حزب الله" للشمال الاسرائيلي، وكان التركيز على كيفية صدّ هذا الهجوم قبل المبادرة الى العمل العسكري الذي اعتاد عليه العدو.
هذا القلق الإسرائيلي من اقتحام الحزب للمناطق في الشمال لم يتبدّد، ولو أن السيناريو جاءه في تشرين الأول من العام 2023 انطلاقاً من غزّة، حيث قامت المقاومة الفلسطينية باقتحام محيط القطاع في عمليّة اطلقت عليها إسم "طوفان الأقصى"، ولا نزال حتى اليوم نعيش تداعياتها. ولكن هذا لا يعني أن الحزب لن يكون حاضرا لتنفيذ مخططاته في أي حرب مقبلة.
يكثر الحديث اليوم عن نوايا اسرائيليّة باجتياح قرى جنوب لبنان وصولاً حتى نهر الليطاني لمحاولة فرض حزام أمني في الجنوب، ولكن بحسب مصادر متابعة فإنّ على الإسرائيليين التحسّب جيداً لهجوم معاكس، بحيث يجد جيشهم نفسه مضطراً لخوض المواجهة في الشمال الاسرائيلي لا الجنوب اللبناني.
بعد حرب تموز عام 2006 واعتماد "حزب الله" على الدفاع بوجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، برزت فكرة في رأس القائد العسكري للحزب آنذاك عماد مغنية، الحاج رضوان، وهي تجهيز فرقة عسكرية تكون مهمّتها الهجوم، وقد بدأ العمل عليها بعد الحرب مباشرة فتشكلت قوّة جديدة في الحزب سُمّيت بقوات التدخل، ولكن بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008 تبدّل إسم الفرقة لتصبح "فرقة الرضوان".
هي فرقة هجوميّة تقول المصادر، مشيرة الى أنّها مكوّنة من حوالي 3200 عنصر دخلوا إليها بعد اجتياز الكثير الكثير من المراحل التي تتضمّن التدريب الجسدي والعقلي، فالمقاتل في هذه الفرقة لا يعرف معنى التراجع أو الخوف، ولا يضع نصب عينيه سوى تحقيق الهدف أو الموت في سبيل تحقيقه، لذلك تشكل هذه الفرقة من المقاتلين النخبة قلقاً لدى الإسرائيليين، برز في الحرب الحالية من خلال اغتيال ومحاولة اغتيال قادة كبار في هذه الفرقة أبرزهم كان وسام الطويل.
في المقاومة الإسلامية عدة وحدات قتاليّة، غالبيتها، مثل "بدر" و"نصر" تحمل أهدافاً دفاعيّة، وفيها تتنوع المهام بين فرق خاصة بصواريخ ضدّ الدروع، وأخرى للصواريخ الكبيرة وغيرها، ولكن فرقة "الرضوان"، وبعدها ما بات يُعرف اليوم بفرقة "العبّاس"، تحمل أفكاراً هجومية ومهمتها ستكون اجتياح المناطق الفلسطينية المحتلة في الشمال، عملاً بالطلب الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في شباط عام 2011 يوم قال متوجهاً لقوات الرضوان: "كونوا مستعدين ليومٍ إذا فُرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل".
يؤرق هذا السيناريو الإسرائيلي، وهو سيناريو حقيقي وقائم اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحسب ما تؤكد المصادر عبر "النشرة"، مشيرة الى أنّ حزب الله لم يُخرج من خططه اقتحام الجليل، سواء كان الجليل الأعلى أو إصبع الجليل، وهو جهّز لذلك كافة اللوازم اللوجستيّة، كاشفة أن هذه اللوازم لم تتضرّر بالحرب القائمة اليوم سوى بنسبة بسيطة، كما لم تتضرر قوات الرضوان سوى بشكل بسيط جداً بعد اغتيال قادة فيها.
تكشف المصادر أن عناصر قوة الرضوان ينتظرون بفارغ الصبر ساعة حرب كبرى لتنفيذ كل ما تدربوا عليه من العام 2007 حتى اليوم، حيث حضّروا المفاجآت التي لن يتوقعها الاسرائيلي، فالتحضيرات لا تتعلق فقط بتجهيز العناصر، بل طريقة الدخول والعبور، من تحت الأرض وفوقها. وتُشير المصادر إلى أن الخطط جُهّزت، ولكنها ستُنفّذ بحسب المصلحة والفائدة، لذلك فهي حتى اليوم لم تستثمر بقوّة الرضوان سوى القليل جدّاً لأنّ طبيعة المعركة تتطلب ذلك، وبالتالي فإنّ خيار الاقتحام واجتياح الأراضي الاسرائيليّة يبقى خياراً متاحاً عندما يرى الحزب ضرورة للقيام به.
اكتسبت الفرقة شهرة واسعة وخبرة قتاليّة في العمليّات التي قامت بها في سوريا لتحرير المناطق المحتلّة من الإرهابيين، فهل تكون شهرتها المقبلة في تحرير الشمال الإسرائيلي لإقامة حزام أمنيّ للبنانيين؟.