"مبدعون تحت سماء صيدا ".. مدينة تتنفس ثقافةً وفنوناً !
تحتار وأنت تجول في معرض " مبدعون تحت سماء صيدا " من أين تبدأ وأين تنتهي .. كالمتنقل في حديقة غنّاء.. ورودها وشجرها وجنائنها المعلقة وثمارها الجَنيّة، لوحات فنية أبدع راسموها مشهديات من الحياة ، طبيعةً وتراثاً ووجوهاً وقضية .. ومشغولات تراثية أتقن حرفيوها تشكيلاً وزخرفة وصناعةً ..
15 فناناً وحرفياً وكاتباً اجتمعوا في اطار ملتقى " مبدعين تحت سماء صيدا" بدعوة من جمعية شباب شرحبيل ليقدموا نتاج ابداعاتهم رسماً وتشكيلاً وحرفاً تراثية وأدباً في معرض هو الخامس لهم تحت هذا العنوان استضافه هذا العام "غاليري شكسبير" في منطقة "الشَّرحبيل " –بقسطا ، وتحول لتظاهرة ثقافية فنية استمرت ثلاثة أيام وشهدت حضوراً لافتاً من صيدا وخارجها.
شخصيات رسمية وسياسية وثقافية واجتماعية زارت المعرض خلال أيامه الثلاثة ، وكان من بينهم النّائبان "أسامة سعد وعبد الرحمن البزري" وعضو المكتب التنفيذي لتيار المستقبل محمود القيسي ومنسق عام التيار في صيدا والجنوب مازن حشيشو، والسفير عبد المولى الصلح ورئيس جمعية الشارع الثقافي وعضو جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت الفنان زاهر البزري .
عن هذا المعرض يقول رئيس "جمعيّة شباب شرحبيل " وليد السبع أعين أنه "يقام للسنة الخامسة على التوالي ويتضمن فناً تشكيلياً واشغالاً يدوية وحرفية والهدف منه تسليط الضوء على ما لدينا في صيدا ولبنان من قامات وخامات إبداعية واعدة ، ولنؤكد على ارادة الحياة والصمود علنا نساهم في بث الطاقة الإيجابية في وقت البلد اليوم هو أحوج ما يكون اليها في غمرة ما يحيط بنا من أجواء سلبية .
ويقول الفنان زاهر البزري بعد جولة له على أجنحة المعرض " نحن بحاجة لكل مبادرة ثقافية تنعش المدينة والمحيط وتعطي بارقة حياة وأمل في وجه الإحباط الذي نمر به في لبنان . كما تبرز المواهب الإبداعية وتساهم في دعمهم ولو معنوياً . ونأمل أن نشهد المزيد من هذه الأنشطة وان تشمل كل الفنون وليس فقط البصرية وبما يساهم أيضاً بتحفيز وتشجيع المواهب الواعدة في مختلف الفنون" .
ويشير البزري الى أن مواضيع اللوحات المعروضة متنوعة نظراً لعدد الفنانين المشاركين ، وان هناك أعمالاً منها جميلة جداً وبعض الأعمال يحتمل التطوير وهذه واجبات المعرض ان يظهر مواهب الفنان ويحثه على المزيد من الإبداع . ويقول :" أن يكون هناك هذا التلاقي بين هذه الباقة من الفنانين يتحاورون معاً ويتبادلون التجارب والخبرات فإن ذلك يغني التبادل المعرفي ويساهم بالتطوير المنشود في هذا المجال ".
ويقول الفنان إبراهيم السبع أعين مستضيف المعرض والمشارك فيه كفنان تشكيلي" ان أهميته تكمن في انه لقاء فني متكامل ومتوازن من حيث المستويات والجودة ويقام ليس في قاعة معارض فنية تقليدية بل في غاليري معتق ، ويضم لوحات هي مزيج من العصري والكلاسيكي و"الأنتيكا "، وهذا التكامل بين المكان واللوحات أعطى زخماً لهذا المعرض وترك أثراً ايجابياً صدى مرحّباً بين الناس ".
في جناحها الخاص في المعرض ، استقبلت الكاتبة ميسون زهرة رشيد الزائرين من شخصيات ومهتمين ووقعت لهم كتابيها " انكسارات الغياب " و"سلوكيات " وأشركتهم تجربتها في الكتابة والتأليف ، وفاجأتهم في الوقت نفسه بما ابتكرته من فكرة هي أقرب الى التشكيل والتجميع اليدوي بمواد معاد استخدامها أحالتها لوحات مزخرفة ..
وفي جناح آخر ، عرضت الفنانة التشكيلية دلال العزي القيسي بعضاً من لوحاتها الفنية المنوعة المواضيع والأحجام بين "يورتريهات " وجوه من بلدان مختلفة ومشهديات تراثية من صيدا القديمة .فيما جمعت الفنانة بادرة البابا في جناحها بالمعرض نتاج شغفها بالرسم والتشكيل على الزجاج والمقتنيات .
وتتابع جولتك في المعرض مع غيرهم من الفنانين والمبدعين ، ترافق كل منهم الى عالمه الخاص، يحدثك عن شغف تحول لوحة فنية أو تحفة حرفية أو أدبية .. لترى بعينيه ما لا تستطع أن ترصده بنظرك ، فكرة أو مشهداً أو تقنية رسم أو بعداً لونياً أو حرفة أو مواداً مستخدمة .. تكاملت بها عناصر إبداع تنفست به صيدا لأيام ثلاثة ثقافةً وفنوناً بتوقيع " مبدعين تحت سماء صيدا " !.