"يشترونه وكأن نهاية العالم غدا".. ماذا يفعل الصينيون بأسعار الذهب في العالم؟
يقبل الصينيون على شراء الذهب بكميات كبيرة بعد تراجع ثقتهم في الاستثمارات التقليدية مثل العقارات والأسهم، كما زاد البنك المركزي في البلاد من احتياطيات الذهب، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
ويعتبر الذهب استثمارا آمنا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، وقد ارتفعت أسعاره بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب في غزة.
وتقول الصحيفة، التي عنونت تقريرها بأن الصينيين يشترون الذهب و"كأنه ليس هناك غد"، إن استمرار صعود الذهب إلى مستويات أعلى من 2400 لفترة كان بسبب الصين.
وقال روس نورمان، الرئيس التنفيذي لموقع MetalsDaily.com، وهي منصة معلومات عن المعادن النفيسة، مقرها في لندن: "إن الصين تقود بلا شك سعر الذهب".
وارتفع استهلاك الذهب في البلاد بنسبة 6 في المئة في الربع الأول مقارنة بالعام السابق، وفقا لجمعية الذهب الصينية.
وأصبح الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية بسبب أزمة القطاع العقاري في الصين، الذي كان الوجهة المفضلة لمدخرات أغلب الأسر، ولم تعد ثقة المستثمرين في أسواق الأسهم في البلاد بالكامل، بعد أن انهارت العديد من صناديق الاستثمار الكبيرة إثر رهانات فاشلة على العقارات.
ومع وجود عدد قليل من البدائل الأفضل، تدفقت الأموال إلى الصناديق الصينية التي تتاجر في الذهب.
وقال مجلس الذهب العالمي، الثلاثاء الماضي، إن الطلب العالمي على المعدن النفيس ارتفع ثلاثة في المئة على أساس سنوي إلى 1238 طنا في الربع الأول من 2024، مسجلا أقوى طلب في أي ربع أول منذ عام 2016، وذلك بدعم نشاط التعاملات خارج البورصة.
وأدى الطلب على الملاذ الآمن، مدفوعا بالغموض الجيوسياسي والاقتصادي، والاستثمار خارج البورصة، والشراء المستمر من جانب البنوك المركزية، وارتفاع الطلب من المشترين الآسيويين، إلى ارتفاع أسعار الذهب في مارس وأبريل، مما دفع سعر الذهب في الربع الأول إلى متوسط قياسي عند 2070 دولارا للأوقية (الأونصة).
وارتفع الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية، وهو قطاع رئيسي آخر لاستهلاك الذهب، ثلاثة في المئة إلى 312 طنا في الربع الأول بدعم من ارتفاع الطلب على سبائك الذهب الصغيرة في آسيا.
وفي الصين، قفز الطلب على السبائك والعملات الذهبية 68 في المئة إلى 110 أطنان، وهو الأقوى في أكثر من سبعة أعوام.
وتتمتع الصين بالفعل بنفوذ كبير في أسواق الذهب، لكن ذاك أصبح أكثر وضوحا خلال الموجة الصعودية الأخيرة، وفق نيويورك تايمز.
وتقول الصحيفة إنه رغم أن الأسعار تراجعت إلى حوالي 2300 دولار للأوقية، هناك شعور متزايد بأن سوق الذهب لم يعد محكوما بالعوامل الاقتصادية، بل بأهواء المشترين والمستثمرين الصينيين.