الخطوط الحمر تهتزّ... فهل تسقط؟
جاء في "الراي": أنها «الخطوط الحمر» تَسْقط تدريجاً تحت سقف حربٍ كبرى «ممنوعة من الاندلاع» حتى الساعة بكوابح «واقعية» ومن طبيعة استراتيجية لـ «محور الممانعة»، كما بفعل حساباتِ أولوياتٍ لعواصم دولية وفي مقدّمها واشنطن ترتبط بمصالحها وبخشيةٍ من وقوع صِدام واسع قد يُعرف كيف يبدأ ولكن أحداً لا يمكنه التكهن كيف سيَنتهي.
فمن المزة في سوريا، مروراً بالبازورية في جنوب لبنان، إلى عين الأسد في العراق، والبحر الأحمر... قوسٌ من تصعيدٍ مدجَّجٍ بعناصر «حربٍ استخباراتية» تستعر بين اسرائيل وإيران فوق فوهة بركان غزة المشتعل منذ 7 تشرين الأول ومواجهاتٍ مستمرّة عبر كل ساحات «محور الممانعة» استدرجتْ «صراع ردْع» متبادَل تحت عنوانيْن كبيريْن يكادان أن «يكبّلا أيدي» كل من تل أبيب وطهران في خياراتهما المتقابلة:
- إسرائيل ربطاً بـ «الحرب الوجودية» التي تَعتبر أنها تخوضها بعد «نكبة 7 تشرين الأول» والتي تُجَنِّد لها كل أدوات الحرب التقليدية وغير التقليدية وصولاً إلى اصطدامها بـ «مظلة الأمان» الرئيسية لها أي الولايات المتحدة.
- وإيران انطلاقاً من مُداراتها وقائع استراتيجية بعضها يتصّل بحرب النفوذ المتعددة الجبهة المفتوحة في المنطقة منذ نحو عقدين، وبعضها الآخر موصول في مَفاصله بمقتضيات حماية النظام في إيران وتَفادي زجّه في مواجهةٍ كبرى، إن لم تضع مصيره على المحكّ فإنها تهدّد بترْكه «منزوع الأذرع» التي عَمِل على «زرْعها» في الاقليم على امتداد عشرات الأعوام.
وفيما كانت الضربةُ الاسرائيلية الجديدة في المزة التي ذهب ضحيّتها 5 قادة من الحرس الثوري، أبرزهم حاج صادق أميد زاده، تتصدّر الاهتمامَ باعتبارها ثاني استهدافٍ نوعي في دمشق (بعد اغتيال القيادي في الحرس الثوري رضى موسوي في 25 كانون الأول الماضي) - التي باتت بمثابة «خاصرة رخوة» أمنياً - تقاس على «ميزان» الصراع الاستخباراتي الذي حققتْ فيه تل ابيب أمس نقطةً على حساب «العقل الاستخباري» لإيران في سوريا، أي «الحاج صادق»، الذي كُشف أنه كان يقود أيضاً «خطط الحرس الثوري لتنفيذ عمليات ضد القوات الأميركية في سوريا»، فإنّ الغارة الاسرائيلية الموازية في البازورية (تبعد أقلّ من 5 كيلومترات عن مدينة صور) لم تقلّ خطورة ودلالة.
فالضربة في عمق الجنوب اللبناني أمس تُعدّ الثالثة أمس على صعيد الاختراق الأمني الذي أتاح لتل ابيب، بعد اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت (2 كانون الثاني) ثم القيادي في «حزب الله» (قوة الرضوان) وسام طويل في خربة سلم (8 كانون الثاني)، تصفية المسؤول في الحزب علي محمد حدرج ومعه عنصر آخَر وشخصان آخران تردّد أنهما من «حماس».
وأشارت تقارير في بيروت إلى أن حدرج والعنصر الثاني من «حزب الله» اللذين سقطا باستهداف مسيّرة لسيارة كانت تقلّهما، هما مِن وحدة الإمداد العسكري في الحزب، فيما تحدثت وسائل إعلام عربية عن أن حدرج «قياديّ في سلاح الجو التابع للحزب» وأنه كان صلة الوصل بين «حماس» وحزب الله.
وإذ لم تكن عُلمت حتى أولى ساعات المساء هوية العنصر الثاني من «حزب الله» الذي كان في السيارة مع حدرج، نعى الحزب الأخير واصفاً إياه بـ «المجاهد من بلدة البازورية والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس»، قبل أن تفيد «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن جثمانيْ شخصيْن آخريْن «انتُشلا جراء الغارة التي استهدفت السيارة على طريق البرج الشمالي - البازورية، ما يرفع عدد الضحايا إلى أربعة، اثنان انتُشلا من داخل السيارة والآخَران من محيط البستان المحاذي للطريق».
وعلى وقع هذه التطورات المتسارعة ارتقتْ المخاوف من ارتجاجاتٍ أمنية - عسكرية للاغتيالين المتوازييْن، في المزة والبازورية، ولا سيما على الجبهة اللبنانية، وإن كان تطوران برزا بعيد العمليتين وعَكَسا اتجاه إيران لأن يُبْقي «حزب الله» على سياسة «ضبْط النفس» وتَلافي الانجرار إلى ملعب نار تحدد تل أبيب قواعده وزمانه وأن يلتزم بـ «الانتقام الناعم»، وألا تَخرج طهران نفسها عن «انضباطها» في ردٍّ أكدتْ أنه سيحصل في «التوقيت والمكان المناسبيْن» ولكن يصعب تَصوُّر أنه سيتفلّت من ثابتة عدم الانزلاق إلى حربٍ شاملة تنكفئ عنها تحت عنوان أنها «فخ اسرائيلي».
والتطوران هما:
- ما نقلتْه «رويترز» عن مصادر إقليمية وإيرانية من أن «قادة في الحرس الثوري وحزب الله موجودون باليمن لتوجيه هجمات الحوثيين على السفن، وان ايران كثفت إمدادات الأسلحة للحوثيين بعد بدء الحرب في غزة»، من ضمن معلوماتٍ أخرى أكثر إثارة وبدت أقرب إلى تسريباتٍ متعمّدة خرجت معها طهران من «الظِل» وعن نأيها بالنفس عما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر لتنتقل إلى مرحلة إعلان إن «القيادة والسيطرة والتحكّم لي» في عمليات هؤلاء ضد السفن المتّجهة لاسرائيل، وحتى عن تعزيز قدراتهم الصاروخية البالستية، وتالياً ما قد تنطوي عليها من استهدافاتٍ لاحقة.
وثمة مَن قرأ في هذا التطور رسالةً متعددة البُعد من طهران، ولا سيما أنها ستعتمد «الخط الحوثي» في المرحلة اللاحقة كأحد أبرز «جبهات الرد والردع» في مواجهة اسرائيل والأميركيين، بعدما كادتْ اندفاعتُها عبر الحرس الثوري مباشرة بضرب أهداف في العراق وسوريا ثم باكستان أن تورّطها في نزاع خطير يصعب احتواؤه أو أن «يمرّ على خير» مع اسلام اباد.
- والتطور الثاني الإعلان عن رشقة صاروخية على قاعدة «عين الأسد» الأميركية في العراق، والتي تبنّاها «حزب الله» العراقي و«حركة النجباء»، في مؤشر إضافي إلى أن «بلاد الرافدين» ستبقى أحد أبرز ساحات «الردّ الإيراني» في سياقاتِ «معارك بين الحروب».
فمن المزة في سوريا، مروراً بالبازورية في جنوب لبنان، إلى عين الأسد في العراق، والبحر الأحمر... قوسٌ من تصعيدٍ مدجَّجٍ بعناصر «حربٍ استخباراتية» تستعر بين اسرائيل وإيران فوق فوهة بركان غزة المشتعل منذ 7 تشرين الأول ومواجهاتٍ مستمرّة عبر كل ساحات «محور الممانعة» استدرجتْ «صراع ردْع» متبادَل تحت عنوانيْن كبيريْن يكادان أن «يكبّلا أيدي» كل من تل أبيب وطهران في خياراتهما المتقابلة:
- إسرائيل ربطاً بـ «الحرب الوجودية» التي تَعتبر أنها تخوضها بعد «نكبة 7 تشرين الأول» والتي تُجَنِّد لها كل أدوات الحرب التقليدية وغير التقليدية وصولاً إلى اصطدامها بـ «مظلة الأمان» الرئيسية لها أي الولايات المتحدة.
- وإيران انطلاقاً من مُداراتها وقائع استراتيجية بعضها يتصّل بحرب النفوذ المتعددة الجبهة المفتوحة في المنطقة منذ نحو عقدين، وبعضها الآخر موصول في مَفاصله بمقتضيات حماية النظام في إيران وتَفادي زجّه في مواجهةٍ كبرى، إن لم تضع مصيره على المحكّ فإنها تهدّد بترْكه «منزوع الأذرع» التي عَمِل على «زرْعها» في الاقليم على امتداد عشرات الأعوام.
وفيما كانت الضربةُ الاسرائيلية الجديدة في المزة التي ذهب ضحيّتها 5 قادة من الحرس الثوري، أبرزهم حاج صادق أميد زاده، تتصدّر الاهتمامَ باعتبارها ثاني استهدافٍ نوعي في دمشق (بعد اغتيال القيادي في الحرس الثوري رضى موسوي في 25 كانون الأول الماضي) - التي باتت بمثابة «خاصرة رخوة» أمنياً - تقاس على «ميزان» الصراع الاستخباراتي الذي حققتْ فيه تل ابيب أمس نقطةً على حساب «العقل الاستخباري» لإيران في سوريا، أي «الحاج صادق»، الذي كُشف أنه كان يقود أيضاً «خطط الحرس الثوري لتنفيذ عمليات ضد القوات الأميركية في سوريا»، فإنّ الغارة الاسرائيلية الموازية في البازورية (تبعد أقلّ من 5 كيلومترات عن مدينة صور) لم تقلّ خطورة ودلالة.
فالضربة في عمق الجنوب اللبناني أمس تُعدّ الثالثة أمس على صعيد الاختراق الأمني الذي أتاح لتل ابيب، بعد اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت (2 كانون الثاني) ثم القيادي في «حزب الله» (قوة الرضوان) وسام طويل في خربة سلم (8 كانون الثاني)، تصفية المسؤول في الحزب علي محمد حدرج ومعه عنصر آخَر وشخصان آخران تردّد أنهما من «حماس».
وأشارت تقارير في بيروت إلى أن حدرج والعنصر الثاني من «حزب الله» اللذين سقطا باستهداف مسيّرة لسيارة كانت تقلّهما، هما مِن وحدة الإمداد العسكري في الحزب، فيما تحدثت وسائل إعلام عربية عن أن حدرج «قياديّ في سلاح الجو التابع للحزب» وأنه كان صلة الوصل بين «حماس» وحزب الله.
وإذ لم تكن عُلمت حتى أولى ساعات المساء هوية العنصر الثاني من «حزب الله» الذي كان في السيارة مع حدرج، نعى الحزب الأخير واصفاً إياه بـ «المجاهد من بلدة البازورية والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس»، قبل أن تفيد «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن جثمانيْ شخصيْن آخريْن «انتُشلا جراء الغارة التي استهدفت السيارة على طريق البرج الشمالي - البازورية، ما يرفع عدد الضحايا إلى أربعة، اثنان انتُشلا من داخل السيارة والآخَران من محيط البستان المحاذي للطريق».
وعلى وقع هذه التطورات المتسارعة ارتقتْ المخاوف من ارتجاجاتٍ أمنية - عسكرية للاغتيالين المتوازييْن، في المزة والبازورية، ولا سيما على الجبهة اللبنانية، وإن كان تطوران برزا بعيد العمليتين وعَكَسا اتجاه إيران لأن يُبْقي «حزب الله» على سياسة «ضبْط النفس» وتَلافي الانجرار إلى ملعب نار تحدد تل أبيب قواعده وزمانه وأن يلتزم بـ «الانتقام الناعم»، وألا تَخرج طهران نفسها عن «انضباطها» في ردٍّ أكدتْ أنه سيحصل في «التوقيت والمكان المناسبيْن» ولكن يصعب تَصوُّر أنه سيتفلّت من ثابتة عدم الانزلاق إلى حربٍ شاملة تنكفئ عنها تحت عنوان أنها «فخ اسرائيلي».
والتطوران هما:
- ما نقلتْه «رويترز» عن مصادر إقليمية وإيرانية من أن «قادة في الحرس الثوري وحزب الله موجودون باليمن لتوجيه هجمات الحوثيين على السفن، وان ايران كثفت إمدادات الأسلحة للحوثيين بعد بدء الحرب في غزة»، من ضمن معلوماتٍ أخرى أكثر إثارة وبدت أقرب إلى تسريباتٍ متعمّدة خرجت معها طهران من «الظِل» وعن نأيها بالنفس عما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر لتنتقل إلى مرحلة إعلان إن «القيادة والسيطرة والتحكّم لي» في عمليات هؤلاء ضد السفن المتّجهة لاسرائيل، وحتى عن تعزيز قدراتهم الصاروخية البالستية، وتالياً ما قد تنطوي عليها من استهدافاتٍ لاحقة.
وثمة مَن قرأ في هذا التطور رسالةً متعددة البُعد من طهران، ولا سيما أنها ستعتمد «الخط الحوثي» في المرحلة اللاحقة كأحد أبرز «جبهات الرد والردع» في مواجهة اسرائيل والأميركيين، بعدما كادتْ اندفاعتُها عبر الحرس الثوري مباشرة بضرب أهداف في العراق وسوريا ثم باكستان أن تورّطها في نزاع خطير يصعب احتواؤه أو أن «يمرّ على خير» مع اسلام اباد.
- والتطور الثاني الإعلان عن رشقة صاروخية على قاعدة «عين الأسد» الأميركية في العراق، والتي تبنّاها «حزب الله» العراقي و«حركة النجباء»، في مؤشر إضافي إلى أن «بلاد الرافدين» ستبقى أحد أبرز ساحات «الردّ الإيراني» في سياقاتِ «معارك بين الحروب».