إختر من الأقسام
آخر الأخبار
العيد في طرابلس اللبنانية.. بأي حال عدت يا عيد؟
العيد في طرابلس اللبنانية.. بأي حال عدت يا عيد؟
المصدر : رويترز
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ تموز ٢٠٢٤

في شوارع طرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان، لا يوجد ما يشير إلى احتفالات أو مظاهر عيد الأضحى هذا العام، فلا زينة ولا أضواء متلألئة. ولا توجد كهرباء على أي حال.

فقط لافتة كبيرة ترحب بالزوار في أحد مداخل المدينة وهي من أفقر مدن لبنان تقول "فلسنا".

ومع انهيار الاقتصاد اللبناني الذي ترك كثيرين يعانون من الجوع والعوز، ونقص الوقود الذي يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي يوميا، ليس هناك الكثير من مظاهر الاحتفال بالعيد. فالأسعار المرتفعة تعني أن قلة فقط يستطيعون تحمل تكاليف طقوس العيد المعتادة.

وأغلقت العديد من محلات الجزارة في طرابلس أبوابها هذا الأسبوع، بعدما كانت تعج بالزبائن ذات يوم.

وأسعار اللحوم مرتفعة بشدة بالنسبة لمعظم المواطنين، ما أجبرهم على التخلي عن عادة ذبح الأغنام لتوزيعها على أفراد الأسرة والتبرع منها للمحتاجين.

وتقول أم طارق، وهي والدة خمسة أطفال، في السوق الرئيسي بطرابلس "أي عيد؟ انظري حولك، هل يبدو لك هذا كسوق في وقت عيد؟ أين الناس؟".

ويمتلك زوج أم طارق متجرا لبيع الحلوى، ولكنه بالكاد يتمكن الآن من توفير الطعام لأسرته. وقالت إنه لو حالفهم الحظ سيمكنهم شراء البطيخ للعيد، مضيفة "لقد اشتريناه مرة واحدة فقط هذا الموسم".

ويقول غازي أرناؤوط، الذي يدير متجر أحذية تملكه أسرته منذ ستة عقود، "في العادة كنت تشق طريقك بصعوبة في هذا السوق خلال العيد". ويعتزم هذا التاجر إغلاق متجره بعد العيد.

أما حاتم أبو العشرة، وهو تاجر ماشية، فقد عاني من قلة الزبائن في هذا العيد. إذ ارتفع سعر الخروف بأكثر من ثمانية أضعاف منذالعام الماضي.

ويقول أبو العشرة ”مزرعتي مليئة بالأغنام، ولكن لا يوجد أحد يشتري. ما فائدة ذلك؟... حتى عائلتي لا تأكل اللحم".

وبالنسبة لإيمان العلي، التي اضطر زوجها الضرير إلى بيع عربة الخضروات الخاصة به، كان من الصعب بالفعل عليها تدبير أمور المعيشة قبل أن تقضي الأزمة على العمل اليومي الذي تعتمد عليه أسرتها.

وكان عليها وزوجها الانتقال مع أطفالهما الثمانية إلى مخزن صغير في بناية سكنية، وفي الوقت الحاضر كل ما يمكنها فعله هو أن تأمل ألا يتضوروا جوعا.

ويعد الانهيار الاقتصادي، الذي يشهده لبنان منذ نحو عام، الأسوأ منذ عقود. ولم تستثن تداعياته أي فئة اجتماعية، وخسر عشرات الآلاف مصادر رزقهم أو جزءا من مداخيلهم وسط موجة غلاء غير مسبوقة وارتفاع في معدلات الفقر.

ودفعت الأزمة مئات الآلاف لإلى النزول إلى الشارع منذ 17 أكتوبر ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة. وفاقمت تدابير الإغلاق العام التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد الوضع الاقتصادي والمعيشي.

وسجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا جنونيا تجاوز 72 في المئة من الخريف حتى نهاية مايو، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية. ولامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء الثمانية آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتا على 1507 ليرات. ومن كان راتبه يعادل 700 دولار الصيف الماضي، بات اليوم بالكاد يعادل 150 دولارا.

وبحسب عاملين في منظمات إغاثية ومتطوعين، فإن عائلات كثيرة كانت قادرة على تأمين قوتها اليومي باتت اليوم عاجزة عن توفير أبسط المتطلبات من خبز وطعام ودواء مع خسارة أفرادها عملهم أو قدرتهم الشرائية. ويتوقع خبراء اقتصاديون اضمحلال الطبقة الوسطى في البلاد.


عودة الى الصفحة الرئيسية