إختر من الأقسام
آخر الأخبار
المفتي سوسان أدى صلاة العيد في مسجد بهاء الدين الحريري: نطالب الدولة بأن تؤكد ما وعدت به من محاربة الفساد واعادة المال المنهوب وتحقيق كرامة الانسان  
المفتي سوسان أدى صلاة العيد في مسجد بهاء الدين الحريري: نطالب الدولة بأن تؤكد ما وعدت به من محاربة الفساد واعادة المال المنهوب وتحقيق كرامة الانسان  
المصدر : رأفت نعيم
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٤ أيار ٢٠٢٤

أدى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري بحضور جمع من المصلين وفي ظل الاجراءات الوقائية المتخذة في المساجد للوقاية من فيروس " كورونا "

وفي خطبة العيد طالب المفتي سوسان الدولة لأن " تؤكد ما وعدت به من محاربة الفساد والافساد واعادة المال المنهوب وتحقيق العدالة وتثبيت كرامة الانسان في هذا البلد بعدما وصل منسوب الفقر والجوع والبطالة الى مستوى لم يعد يحتمله المواطن".

وجاء في خطبة المفتي سوسان بالفطر " أيها المسلمون: في صبيحة هذا اليوم المبارك الميمون ، يوم عيد الفطرالسعيد ، الذي هو مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره المعظمة ، التي تنطوي على معان جليلة، واسرار بديعة ، فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة ، وفي معناه الانساني ، يوم يلتقي فيه غنى الغني وفقر الفقير على محبة ورحمة وعدالة من وحي الشريعة ، عنوانها الزكاة ، والصدقة ، والاحسان ، والتوسعة ، وهكذا يجب ان يكون . هذا الالتئام والاتحاد يتجلى اليوم في شعائر دين الأمة وفي مناسباتها واعيادها حيث تترابط القلوب وتتراحم النفوس".

واضاف" في صبيحة هذا اليوم المبارك نؤكد ان مبدأ التكافل الاجتماعي والأسري في الاسلام لا يكون في شهر رمضان فقط و إنما ينساب إلى العام كله ، لأن الرحمة و الجود و الإحسان سجية ايمانية ، وخلق انساني ، و سلوك حضاري ، يتحلى به المسلم في حياته التي تعكس التربية العظيمة والأصيلة التي تلقاها من نبيه صلى الله عليه وسلم حيث جاء في الحديث النبوي الشريف أنّ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)..  وهكذا ينبغي للمسلم أنه حينما يسمع عن جاره أو عن قريبه أو عن أحد من إخوانه المسلمين أنه في بلوى أن يذهب إليه فيواسيه ويقدم له ما يحتاج إليه، ويخفف عنه مصيبته التي نزلت عليه، وأما القسوة والإعراض والتناسي والتجاهل للآخرين فهذا ليس من صفات المسلمين، لأن الإسلام حض على التعاون والتكافل والتراحم في المجتمع فهما قيمة اجتماعية عظيمة، والتّعاون سرّ نجاح الأمم".

وتابع "فبالتعاون تحصل الأمّة على غاياتها وأهدافها، ويعيش المجتمع في رخاء وسعادة، وتسوده المحبّة والألفة، وبالتّعاون والتّكاتف يقف في وجه الأعداء، ويكبح جماح الشرّ والظلم، و بالإيمان والتعاون يشعر كلّ فرد بأهميّته وقيمته في مجتمعه وأمّته. وكلما خف الإيمان في قلوبنا و التعاون فيما بيننا وطغت المادية كلما ضعفت هذه المشاعر في المجتمع، ثم إن التكافل في الإسلام ، يعني التزام القادر من أفراد المجتمع تجاه أفراده و لإطلاق الأيدي الخيرة في مجال الخير و الإحسان و المواساة ، والإنفاق والصدقات ، و البر و العطاء للفقراء و المساكين و الثكالى والأيتام لتعلو البسمة الشفاه، وتغمر البهجة كل القلوب في هذا اليوم المبارك الميمون. ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قد بين مسؤولية المجتمع عن كل فرد محتاج فيه ، في عبارة قوية في إنذاره للفرد والمجتمع : « ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه » ومن صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ، ما شرعه الله من وجوب نفقة الأقارب الفقراء على القريب الغني ، فنفقة الأبناء على الأب ، ونفقة الوالدين الفقيرين على الولد القادر ، ونفقة الأخ الفقير أو المحتاج على أخيه ، وقد وسع بعض علماء المسلمين في شأن نفقة الأقارب ، حتى تصل إلى ذوي الأرحام فلنغتنم هذا اليوم المبارك لنجدد المحبة فيما بيننا , وتحل المسامحة والعفو محل العتب والهجران مع جميع الناس من الأقارب والأرحام والأصدقاء والجيران" .

وقال المفتي سوسان" في صبيحة عيد الفطر المبارك نؤكد أننا في مدينة صيدا مدينة الشرف والإباء مدينة التكافل الإجتماعي و التعاطف الأسري ، مدينة البر، و الخير، و البذل ، و العطاء ، و قلعة الصمود تؤكد دائما على وحدة المدينة بكل اطيافها السياسية والحزبية وبكل نسيجها الاجتماعي اللبناني و الفلسطيني انها مدينة الوئام والمحبة و التعاطف والوفاق. أيها المسلمون : في هذا اليوم المبارك يحدونا الأمل أن الله تعالى سيرفع البلاء و الوباء و الغلاء و تسلط الأعداء فلا يأس ولا قنوط لأنهما ليسا من خلق المسلم و نحن في يوم الجائزة يوم المغفرة و العتق من النيران" .

وتابع " في هذا اليوم المبارك نطالب الدولة ان تؤكد ما وعدت به من محاربة الفساد والافساد ...واعادة المال المنهوب .. وتحقيق العدالة وتثبيت كرامة الانسان في هذا البلد... لقد وصل منسوب الفقر والجوع والبطالة الى مستوى لم يعد يحتمله المواطن.. وسنظل نقف مع الفقراء والمساكين في وجه الظلم والفساد حتى تتحقق العدالة والكرامة للانسان في هذا الوطن".

وختم المفتي سوسان " تقبل الله صيامكم ، وقيامكم ، و زكاة أموالكم ،و دعاءكم ، و صالح أعمالكم ،و رفع الوباء و البلاء عنا و عنكم ، وجعلنا جميعا من عتقاء شهر رمضان المبارك ". 

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية