إختر من الأقسام
آخر الأخبار
حذر من احتمال استحالة احتواء كورونا.. أمريكا تمنع خبيراً بارزاً في الأمراض من التحدث بحرية إلى الجمهور
حذر من احتمال استحالة احتواء كورونا.. أمريكا تمنع خبيراً بارزاً في الأمراض من التحدث بحرية إلى الجمهور
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : السبت ٢٠ شباط ٢٠٢٤

منعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد كبار الخبراء الأمريكيين في مجال الأمراض المعدية من التحدث علناً عن تفشي فيروس كورونا دون إذن من البيت الأبيض، وفقاً لما أوردته صحيفة The New York Times ، وذلك في محاولة واضحة لوقف الرسائل المتناقضة فيما يتعلق بتلك الأزمة الصحية العامة.

كان ترامب قد أعلن في مؤتمر صحفي، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2020، أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس -الذي سبق أن واجه انتقادات بشأن تعامله مع تفشي فيروس نقص المناعة البشري (HIV) عندما كان حاكماً لولاية إنديانا- هو من سيقود الجهود الأمريكية الخاصة بالحد من انتشار المرض، وأن بنس سيقدم تقاريره مباشرة إلى ترامب.

شملت الخطوات الأولى التي اتخذها بنس وضعَ معايير خاصة بتنسيق الرسائل الإعلامية، وهو الأمر الذي يقتضي من كبار المسؤولين الحصول على تصريح قبل الإدلاء ببيانات عامة بشأن الفيروس وانتشاره.

يعد الدكتور أنتوني فوشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أحد هؤلاء المسؤولين ذوي الصلة بالقرار. وتقول صحيفة The New York Times إنه أخبر زملاءه بأن البيت الأبيض “أصدر له تعليمات بعدم قول أي شيء آخر يتعلق بالفيروس وانتشاره دون تصريح منه”.

لكن متحدثاً باسم المعهد ردَّ على ما ورد في الصحيفة، بالقول: “هذا غير صحيح”، وذلك في بيان أُرسل بواسطة البريد الإلكتروني إلى موقع Business Insider.

ويتولى فوشي قيادة المعهد، وهو وكالة فيدرالية تركز على البحوث الخاصة بالأمراض المعدية، منذ عام 1984، ويضطلع بدور رئيس في تنسيق الجهود المتعلقة بقضايا الصحة العالمية، وفقاً للموقع الإلكتروني الخاص بالوكالة.

كذلك كان مستشاراً لستة رؤساء أمريكيين فيما يتعلق بقضايا صحية محلية وعالمية، مثل فيروس نقص المناعة البشري، والإيدز.

تصريحات فوشي العلنية جاءت مناقضةً لتصريحات الرئيس
جاءت تصريحات فوشي العلنية بشأن فيروس كورونا المستجد خلال الأيام الأخيرة على خلاف ملحوظ مع تلك التي أدلى بها ترامب، إذ قلل الأخير من التأثير المحتمل لفيروس “كوفيد 19” وأبدى قلقه من أن الرسائل السلبية من مسؤولين عموميين تثير الذعر في الأسواق المالية.

على الجانب الآخر، حذّر فوشي في مقابلة أجرتها معه قناة CNBC يوم الثلاثاء، من أن التقييدات على السفر، مثل تلك التي فرضتها إدارة ترامب على بعض الزوار القادمين من الصين، ستصبح “غير ذات صلة/غير كافية” إذا تحول فيروس كورونا إلى جائحة (انتشار وبائي)، إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن “تنعزل عن العالم بأسره”.

كما قال لشبكة CNN الأسبوع الماضي إن الفيروس على شفا التحول إلى جائحة تصيب العالم برمته.

أمَّا ترامب فقال يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة “تطوّر لقاحاً على وجه السرعة” لمواجهة فيروس كورونا، وأنهم “يستعينون لذلك في الأساس على تطوير لقاح الإنفلونزا بطريقة سريعة إلى حد كبير”. ومع ذلك، قال فوشي في مقابلة مع Fox News يوم الثلاثاء، إن عملية تطوير لقاح قد تستغرق ما يصل إلى عام ونصف العام على أقل تقدير.

وقال: “على الرغم من أننا نسير بأسرع ما يمكن، فإن الأمر سيستغرق من عام إلى عام ونصف لمعرفة ما إذا كان لدينا لقاح فعال”.

“محاولة لإخفاء الحقائق والعلم”
رداً على ذلك، أبدى خبراء الصحة والأمن القومي انتقادهم لإدارة ترامب لمنعها أحد كبار مسؤولي الصحة العامة من التحدث بحريةٍ في وقت تواجه الولايات المتحدة أسوأ أزمة صحية عامة منذ سنوات.

كتب نيد برايس، أحد كبار مساعدي مجلس الأمن القومي في عهد إدارة أوباما، في تغريدةٍ على موقع تويتر يوم الخميس: “خلال فترة انتشار فيروس إيبولا، أخذنا نستمع للدكتور فوشي، فليس هناك أحد يعرف أكثر منه بشأن الموضوع أو يمكنه تقديم المزيد من الإحكام والخبرة. تكميم الدكتور فوشي هو محاولة لإخفاء الحقائق والعلم في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إليها”.

وقال رونالد كلاين، الذي سبق أن قاد جهود أوباما المتعلقة بأزمة فيروس إيبولا في عام 2014، إن “الرؤساء الأمريكيين ريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن وأوباما وثقوا في أنتوني فوشي لدرجة جعله أكبر مستشار لهم فيما يتعلق بالأمراض المعدية، وأهم جهة اتصال موثوق بها للجمهور”.

“إذا أتى ترامب ليغير ذلك، فإن قراره يشكّل تهديداً للصحة والسلامة العامة”.


عودة الى الصفحة الرئيسية