إختر من الأقسام
آخر الأخبار
السبب الحقيقي لكراهية بعض الناس صوت المضغ.. تعرَّف على الميسوفونيا
السبب الحقيقي لكراهية بعض الناس صوت المضغ.. تعرَّف على الميسوفونيا
المصدر : عربي بوست
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ كانون أول ٢٠٢٤

هل تشعر بغضب شديد عند سماع صوت شخص ما يمضغ طعامه بالقرب منك أو يقرمشه؟ هل يُزعجك أيضاً صوت تنفُّس أو تثاؤب أحدهم؟ إذا كانت إجابات الأسئلة السابقة هي «نعم»، فأنت مصاب بالميسوفونيا.

الشعور بضيق شديد من سماع أصوات بعينها قد تكون للبعض عادية

يتأثر الأشخاص المصابون بالميسوفونيا سلباً ببعض الأصوات الشائعة، عادةً الأصوات التي يصنعها الآخرون بشكل طبيعي واعتيادي دون أن ينتبهوا لها، كالأمثلة المذكورة أعلاه (التنفس، التثاؤب، المضغ) تخلق استجابة قتال أو رغبة في الفرار والهرب من المكان.

هذه الأصوات تؤثر في البعض بشكل أسوأ من الآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الرغبة في العزلة، حيث يحاول الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة تجنُّب هذه الأصوات المثيرة للضيق بالنسبة لهم.

تعدّ الميسوفونيا اضطراباً حقيقياً، يؤدي بشكل خطير إلى الإضرار بالعمل والأداء الاجتماعي والصحة العقلية في النهاية.

ما الذي يسبب الميسوفونيا؟
بدأ بعض الباحثين البريطانيين محاولة تحديد أسباب الميسوفونيا، من خلال دراسة 21 شخصاً بالغاً يعانون الميسوفونيا، و23 شخصاً لا يعانونها.

قيَّم الباحثون مدى عدم ارتياح المتطوعين إلى الأصوات المختلفة، وضمن ذلك الأصوات الاعتيادية الشائعة (الأكل والتنفس)، والأصوات المزعجة عالمياً (كالأطفال الذين يبكون ويصرخون)، والأصوات المحايدة (مثل المطر).

كما هو متوقع، صنَّف الأشخاص الذين يعانون الميسوفونيا أصوات المضغ والتنفس على أنها مزعجة للغاية، في حين لم يفعل ذلك الأشخاص الذين لا يعانون هذا الاضطراب.

وعبَّرت كلتا المجموعتين عن عدم الارتياح إلى صوت بكاء الأطفال والصراخ، كما عبروا عن نوع المشاعر نفسه تجاه الأصوات المُحايدة، وهو ما يؤكد أن الأشخاص المصابين بالميسوفونيا يتأثرون فقط بأصوات محددة، لكنهم لا يختلفون كثيراً في ردود فعلهم عن الآخرين فيما يتعلق بأنواع الأصوات الأخرى.

كما لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون الميسوفونيا أظهروا علامات فسيولوجية أكبر بكثير من مجرد الانزعاج، مثل زيادة التعرق وتسارع معدل ضربات القلب، كردِّ فعل لأصوات المضغ والتنفس مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون هذا الاضطراب.

ولم يُعثر على فرق كبير بين المجموعات بالنسبة للأصوات المحايدة أو الأصوات المزعجة، لطفل يبكي أو إناس يصرخون.

أعراض الإصابة بالميسوفونيا
غالباً ما يفيد الأفراد المصابون بالميسوفونيا بأنها تنجم عن الأصوات الشفهية، والضجة التي يصدرها شخص ما عندما يأكل أو يتنفس أو حتى يمضغ، وقد تشمل الأصوات السلبية الأخرى، مثل النقر على لوحة المفاتيح أو النقر بالإصبع على سطح المكتب، أو صوت مسّاحات الزجاج الأمامي، في بعض الأحيان، ويكون السبب وجود حركة متكررة صغيرة.

يقول الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إنهم غالباً ما يتفاعلون مع المنبهات البصرية التي تصاحب الأصوات، ويبدو أن الاضطراب يتراوح بين خفيف وشديد، وقد تشمل الأعراض:

القلق، والشعور بعدم الارتياح، والرغبة في الفرار والهرب من المكان، والشعور بالاشمئزاز عند سماع الأصوات المُثيرة.

إذا كان الاضطراب لديك أكثر حدَّة، فقد يتسبب الصوت المعنيُّ في:

الشعور بالغضب الشديد، والإحساس بكراهية مصدر الصوت، والهلع، والخوف، والاضطراب العاطفي.

كذلك فإن الأشخاص الذين يعانون الميسوفونيا يصابون بالقلق الاستباقي عند الدخول في مواقف قد تكون فيها الأصوات المُثيرة لهم موجودة، وهو ما يجعلهم -كما سبق الذكر- يتجنبون المطاعم، أو يتناولون طعامهم بشكل منفصل عن أزواجهم أو عائلتهم.

الدماغ والميسوفونيا
في سياق متصل، توصلت دراسة نُشرت عام 2017، إلى أن الميسوفونيا اضطراب قائم على الدماغ.

أي إنه عبارة عن انقطاع في الاتصال بأجزاء من الدماغ تعالج كلاً من تحفيز الصوت واستجابة القتال أو الهرب، كما يشمل الخلل أيضاً أجزاء من الدماغ ترمز إلى أهمية الأصوات.

كان الاكتشاف المهم للفريق هو جزء من الدماغ يؤدي دوراً في الغضب وفي تكامل المدخلات الخارجية (مثل الأصوات) مع مدخلات من أعضاء مثل القلب والرئتين: القشرة المعزولة الأمامية (AIC).

وباستخدام فحص التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس نشاط الدماغ، وجد الباحثون أن AIC تُسبب نشاطاً أكثر بكثير في أجزاء أخرى من الدماغ في أثناء الأصوات المُثيرة لأولئك الذين يعانون الميسوفونيا.

كيف تتعامل مع الميسوفونيا؟
قد تؤثر الحالة في الحياة اليومية، لكن يمكنك تعلُّم كيفية إدارتها؛ ينطوي العلاج غالباً على نهج متعدد التخصصات يجمع بين العلاج الصوتي من قِِبل أخصائيي السمع، والاستشارات الداعمة التي يتم فيها التركيز على استراتيجيات المواجهة.

نمط الحياة يؤدي أيضاً دوراً، فممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قدر كافٍ من النوم، يساعدانك في إدارة الإجهاد والتعامل الإيجابي مع ما يُزعجك.

يمكنك أيضاً ارتداء سدادات الأذن وسماعات الرأس للتحكم في الأصوات التي تصل لك، وأخيراً قم بإعداد مناطق هادئة أو مناطق آمنة في منزلك، بحيث لا يحدث أحد فيها الضوضاء التي تزعجك.


عودة الى الصفحة الرئيسية