معاناة طلاب الجنوب بين سوء الإنترنت وأصوات الطائرات
لا يُحسد طلاب القرى الحدودية على وضعهم، إذ لا يكفي تهجيرهم من بلداتهم ومدارسهم، حتى يتحمّلوا معاناة التعليم عن بُعد وسوء الإنترنت. خسرت بتول طالبة «البريفيه» الكثير من دروسها بسبب الحرب، تواصل رحلة تعليمها عبر الـonline. تواجه مشكلة التقاط إشارة الإنترنت الرديئة، ما ينعكس سلباً على مستواها التعليمي، لافتة إلى أنّها تجد صعوبة في فهم الدروس.
تدخل بتول صفّها الإفتراضي في تمام التاسعة صباحاً من كل يوم، منذ ما يقرب الخمسة أشهر. تفتقد رفاقها وشرح الأستاذ مباشرة. تقول بحسرة: «لا نفهم شيئاً، فالشرح عن بعد غير واضح، ما سينعكس حكماً على الامتحانات، ومستوانا التعليمي». تقول «مستوانا تراجع كثيراً مقارنة بطلاب القرى الآمنة والمستقرّة».
تدرس بتول في ظل ظروف صعبة، انعكس القصف والتوترات الأمنية عليها وعلى كل الطلاب. تركت الحرب أثرها النفسي عليهم «ندرس من دون تركيز». عينهم على الهاتف لمعرفة أين سقطت الغارة، وموقع القصف، صوت الطائرات التجسسية يرعبهم. تقول طالبة الثانوية العامّة آية رحّال «غالباً ما نكون في صف الـonline و يقصف العدو، فيهتز تركيزنا، ندرس في ظروف صعبة ومعقّدة جدّاً».
تتحضر آية لامتحاناتها، ترى أنها ستكون ظالمة لطلاب القرى الحدودية، «خسرنا الكثير من الدروس، وباتت الهوّة بيننا وبين باقي الطلاب كبيرة». تتلقى إبنة بلدة الخيام تعليمها الحالي عن بعد، أسوة بمعظم طلاب المدارس الرسمية والخاصة في القرى الحدودية. قلة منهم التحقوا بالمدارس المُلحَقة التي فتحتها وزارة التربية في منطقة النبطية والبالغ عددها ثلاث مدارس، يحصل عبرها الطالب على جهاز «آيبد» وبدل نقل، فيما الخاسر الأكبر هم الطلاب الذين يخوضون حرب التعليم عن بعد التي تصفها آية «بالظالمة وغير المجدية، حيث تراجع مستوانا، نتلقّى الدروس في غالب الأحيان عبر صوتيات «الواتساب» لأنّ تطبيق «زوم» وغيره لا تفتح بسبب ضعف شبكة الإنترنت».
تدعو وزير التربية للنظر في حال طلاب القرى المهجّرة، وتحديداً في موضوع الإمتحانات الرسمية «ما حصلنا عليه من دروس ليس كافياً، والصعوبات تزداد كثيراً، أضافة إلى العوامل النفسية المؤثّرة علينا».
في السياق، يقول مدير إحدى هذه المدارس لـ»نداء الوطن» إنّ «الحرب أرخت بظلالها النفسيّة والتعليميّة على الطلاب من دون استثناء»، لافتاً إلى أنّ «التأثير برز في علامات الطلاب حيث سجّل فارقاً كبيراً بين العام الماضي والحالي، وهذا غير مستغرب، فالطالب يدرس وصوت الطائرات فوق رأسه ما يؤدّي إلى تبدّد فكره وذهنه».
يصف المدير حال الطلاب «بالتشتّت»، كلهم تحت وطأة التأثير الأمني والنفسي للحرب، فالخوف الذي يصاحب يومياتهم برز في تراجع المستوى التعليمي، وهذا سيطبع صورة التعليم للعام المقبل، انخفاض المستوى والأداء التربوي». وبحسبه أن «لا التعليم المباشر ولا عن بعد في القرى الحدودية يؤتي جدواه»، ولفت إلى أنّه «جرت الاستعانة بمرشدين اجتماعيين ونفسيين لمتابعة أحوال التلامذة على أمل أن تنتهِ الحرب».
في المحصلة، انعكست أثار الحرب على الطلاب ورمتهم في المجهول، لا يُحسدون على واقعهم النفسي والاجتماعي والتربوي، ليبقى الأمل في أن تضع الحرب أوزارها قريباً ويعود الطلاب إلى أحلامهم وحياتهم الطبيعية.
تدخل بتول صفّها الإفتراضي في تمام التاسعة صباحاً من كل يوم، منذ ما يقرب الخمسة أشهر. تفتقد رفاقها وشرح الأستاذ مباشرة. تقول بحسرة: «لا نفهم شيئاً، فالشرح عن بعد غير واضح، ما سينعكس حكماً على الامتحانات، ومستوانا التعليمي». تقول «مستوانا تراجع كثيراً مقارنة بطلاب القرى الآمنة والمستقرّة».
تدرس بتول في ظل ظروف صعبة، انعكس القصف والتوترات الأمنية عليها وعلى كل الطلاب. تركت الحرب أثرها النفسي عليهم «ندرس من دون تركيز». عينهم على الهاتف لمعرفة أين سقطت الغارة، وموقع القصف، صوت الطائرات التجسسية يرعبهم. تقول طالبة الثانوية العامّة آية رحّال «غالباً ما نكون في صف الـonline و يقصف العدو، فيهتز تركيزنا، ندرس في ظروف صعبة ومعقّدة جدّاً».
تتحضر آية لامتحاناتها، ترى أنها ستكون ظالمة لطلاب القرى الحدودية، «خسرنا الكثير من الدروس، وباتت الهوّة بيننا وبين باقي الطلاب كبيرة». تتلقى إبنة بلدة الخيام تعليمها الحالي عن بعد، أسوة بمعظم طلاب المدارس الرسمية والخاصة في القرى الحدودية. قلة منهم التحقوا بالمدارس المُلحَقة التي فتحتها وزارة التربية في منطقة النبطية والبالغ عددها ثلاث مدارس، يحصل عبرها الطالب على جهاز «آيبد» وبدل نقل، فيما الخاسر الأكبر هم الطلاب الذين يخوضون حرب التعليم عن بعد التي تصفها آية «بالظالمة وغير المجدية، حيث تراجع مستوانا، نتلقّى الدروس في غالب الأحيان عبر صوتيات «الواتساب» لأنّ تطبيق «زوم» وغيره لا تفتح بسبب ضعف شبكة الإنترنت».
تدعو وزير التربية للنظر في حال طلاب القرى المهجّرة، وتحديداً في موضوع الإمتحانات الرسمية «ما حصلنا عليه من دروس ليس كافياً، والصعوبات تزداد كثيراً، أضافة إلى العوامل النفسية المؤثّرة علينا».
في السياق، يقول مدير إحدى هذه المدارس لـ»نداء الوطن» إنّ «الحرب أرخت بظلالها النفسيّة والتعليميّة على الطلاب من دون استثناء»، لافتاً إلى أنّ «التأثير برز في علامات الطلاب حيث سجّل فارقاً كبيراً بين العام الماضي والحالي، وهذا غير مستغرب، فالطالب يدرس وصوت الطائرات فوق رأسه ما يؤدّي إلى تبدّد فكره وذهنه».
يصف المدير حال الطلاب «بالتشتّت»، كلهم تحت وطأة التأثير الأمني والنفسي للحرب، فالخوف الذي يصاحب يومياتهم برز في تراجع المستوى التعليمي، وهذا سيطبع صورة التعليم للعام المقبل، انخفاض المستوى والأداء التربوي». وبحسبه أن «لا التعليم المباشر ولا عن بعد في القرى الحدودية يؤتي جدواه»، ولفت إلى أنّه «جرت الاستعانة بمرشدين اجتماعيين ونفسيين لمتابعة أحوال التلامذة على أمل أن تنتهِ الحرب».
في المحصلة، انعكست أثار الحرب على الطلاب ورمتهم في المجهول، لا يُحسدون على واقعهم النفسي والاجتماعي والتربوي، ليبقى الأمل في أن تضع الحرب أوزارها قريباً ويعود الطلاب إلى أحلامهم وحياتهم الطبيعية.