مخيم في لبنان تحت 'عين إسرائيل'.. التفاصيل مثيرة جداً!
نشرت منصة "بلينكس" الإماراتية تقريراً تحت عنوان: مخيم في لبنان تحت "عين إسرائيل"، وجاء فيه:
ما إن تدخل مُخيم الرشيدية في جنوب لبنان وتترجل من سيارتك لتسير في أحيائه، حتى تسمع بوضوح صوت الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحوم فوق المكان باستمرار.
هي 4 ساعات قضاها "بلينكس" داخل المخيم الذي يُعد أقرب تجمع للفلسطينيين على الحدود بين لبنان وإسرائيل، إذ تدور معارك عسكرية عنيفة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات.
بين الطيران الحربي الإسرائيليّ والحركة الناشطة داخل المخيم، جاءت عملية الاستطلاع التي قام بها "بلينكس". فماذا كشف داخل ميدانه؟ كيف هي أحواله في ظلّ معارك جنوب لبنان؟ كيف يستعد السكان لأي معركة محتملة مع إسرائيل؟ ماذا يقولون عن جبهتي غزّة ولبنان؟
الرشيدية.. في أرقام
يقع مخيم الرشيدية على شاطئ البحر على مسافة 5 كيلومترات من مدينة صور، ويبعد عن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية قرابة 23 كلم فقط. كذلك، فإن هذا المخيم لا يبعد كثيراً عن منطقة البازورية التي شهدت قصفاً إسرائيلياً، أمس السبت، طال سيارة كانت على متنها عناصر من "حزب الله".
يُقسّم مخيم الرشيدية إلى قسمين: القديم والجديد، وقد تم بناء القسم القديم من قبل الحكومة الفرنسية في عام 1936، لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا إلى لبنان.
في عام 1963، أنشأت وكالة "الأونروا" القسم الجديد لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من مخيم غورواد في منطقة بعلبك في لبنان.
معظم سكان مخيم الرشيدية ينحدرون أصلاً من دير القاسي وألما النهر والقرى الأخرى في شمال إسرائيل.
المخيم يضم أكثر من 30 ألف لاجئ مسجّل، وفيه 4 مدارس، فضلاً عن مركز صحي واحد.
هدوء وقلق
ما تمت ملاحظته بالعين المجردة هو أنّ الأوضاع هادئة داخل الرشيدية، لكن في كواليس سكانه يكمن قلق كبير إزاء ما يجري من معارك في جنوب لبنان بين حزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
عين أبناء الرشيدية تتجه أيضاً إلى غزّة، إذ يراقب الجميع ما تشهده الحرب الدائرة هناك منذ تشرين الأول الماضي.
السيدة أميرة ديب تقول لـ"بلينكس"، إن القلب مع أبناء غزة ومع سكان جنوب لبنان في ظل الحرب القائمة، وتضيف: "نحن نعيش في هذا البلد منذ سنوات طويلة، وما يجري على أبنائه يجري علينا. كذلك، عيوننا ترحل يومياً إلى غزة، إذ يتعرّض شعبنا الفلسطيني لإبادة جماعية ونطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب".
مسؤول إعلام حركة فتح في منطقة صور، جنوب لبنان محمد البقاعي، يقول لـ"بلينكس"، إنّ قلوب الجميع مع غزّة وفلسطين وجنوب لبنان، معتبراً أن أبناء مخيم الرشيدية يتابعون من كثب ما يجري على الجبهتين، ويضيف "الجميع قلق، لكن لدينا صلابة وإرادة حتى تحقيق النصر الذي نريده لأبناء الشعب الفلسطيني".
هل من استنفار عسكري؟
خلال الجولة، يمكنك سماع أصوات القصف الإسرائيليّ الآتي من عمق جنوب لبنان بصورة واضحة. الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، فأبناء الرشيدية يعيشون تحت التهديد لا سيما أن مخيمهم مُعرّض للقصف في أي لحظة في حال حدوث أي حرب موسعة في جنوب لبنان.
دوي الانفجارات الذي يُسمع بين الحين والآخر قد يكون من الأمور التي اعتاد عليها سكان الرشيدية منذ 8 تشرين الأول.. ولكن هل من استنفار عسكري؟
ما تبيّن هو أنه لا وجود لمسلحين في الشوارع رغم الحرب، فالحركة طبيعية جداً ولا مظاهر غريبة. فقط عند مدخل المخيم القريب من ثكنة عسكرية للجيش اللبناني، يمكن رؤية عناصر مسلحة تابعة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني فقط ومهمتهم "أمنية" وروتينية كما سائر المخيمات الأخرى في لبنان.
بعكس مخيم عين الحلوة الكائن بمدينة صيدا، كان الرشيدية أكثر هدوءاً من الناحية الأمنية، فيما اللافت هو أن طرقاته واسعة نوعاً ما، ويتضمن حديقة عامة، ويمكن الانتقال داخله بحرية عبر السيارات، فلا حواجز أمنية ولا متاريس رملية.
كذلك، فإنه لا نقاط عسكرية مثلما يجري داخل عين الحلوة وتحديداً منذ شهر أغسطس الماضي حينما اندلعت هناك اشتباكات عنيفة بين حركة "فتح" من جهة وتنظيمات مسلحة من جهة أخرى.
ماذا عن الأمن وسط التوتر؟
في مكتبه داخل المخيم، يمكث قائد منطقة صور التنظيمية والعسكرية في حركة "فتح" اللواء توفيق عبدالله، مُتابعاً ما يجري في غزة وجنوب لبنان عبر شاشة كبيرة.
مُمسكاً بـ"الريموت كنترول"، ينتقل عبد الله بين القنوات لرصد أي جديد، وحينما جاء نبأ مقتل جنود إسرائيليين في غزة، قال "أنا هلا انبسطت.. عم بيقولوا رايح 11 واحد للإسرائيليين بغزة".
يقول عبد الله لبلينكس، إن الأمن والأمان أساسيان في المخيم لا سيما خلال المرحلة العصيبة التي يمرّ بها الجنوب، ويضيف: "هدفنا الأول والأخير قبل الأحداث الحالية وبعدها وخلالها هو الحفاظ على أمن المخيم واحتضان أبنائه. المسألة هذه لا نفرط بها بتاتاً".
مسؤول إعلام "فتح" تطرق أيضاً إلى جزئية الأمن، وقال في حديثه لـ"بلينكس"، إنّ الأمن في الرشيدية ممسوك، مشيراً إلى أنه في حال حصول حرب واسعة في جنوب لبنان، فإن أبناء المخيم سينخرطون في القتال من دون أي تردد، لأن فلسطين هي قضيتهم المركزية.
أضاف: "نحن من ضمن النسيج الاجتماعي في لبنان، وحريصون كل الحرص على مراعاة المصلحة اللبنانية، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بمسألة الحرب، وإنما بأمور أساسية أخرى نواجهها".
مهدد بالقصف
في نيسان من العام 2023، تعرّض محيط المخيم لقصف إسرائيلي، إثر إطلاق صواريخ عديدة باتجاه المستعمرات الإسرائيلية آنذاك.
اليوم ومع أحداث الجنوب، يقول سكان المخيم إن هناك مخاوف من إمكانية توسع الجبهة، وبالتالي قصف الرشيدية. السيناريو هذا في حال حصوله، يعني أن إسرائيل وصلت إلى استهداف مخيمات لبنان، وبالتالي مهاجمة المدنيين.
المسألة الأكثر إثارة للقلق هي أن إسرائيل وفي حال ضربت الرشيدية، ستكون قد استهدفت مباني متلاصقة. ما رصده بلينكس يشير إلى أن المخيم مرتبط بعضه ببعض، وبالتالي فإن المكان قد يتعرض لتدمير هائل في حال حصول أي قصف إسرائيليّ ضده.
بحسب وكالة الأونروا، فإن المخيم وخلال الحرب اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت حتى العام 1990، تعرض لخراب كبير وتحديداً بين العامين 1982 و1987.
الوكالة أشارت إلى أن نحو 600 مسكن تعرضت -آنذاك- إلى التدمير الكلي أو الجزئي، فيما تم تهجير أكثر من 5 آلاف لاجئ آنذاك.
بيئة حاضنة لـ"حماس"؟
خلال شهر تشرين الثاني الماضي، نعت حركة "حماس" أبو خليل خراز، المسؤول في جناحها العسكري "كتائب القسام"، وذلك إثر استهدافه من قبل إسرائيل على طريق الشعيتية، في جنوب لبنان.
حينها، ما تبيّن هو أن خراز كان من مخيم الرشيدية، وقد جاءت حادثة مقتله قبل نحو شهر ونصف الشهر من اغتيال المسؤول في حركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 يناير الجاري.
سمير فندي الذي قُتل مع العاروري كان يُعد من أبرز قادة كتائب "القسام" في لبنان، وقد جرى تشييعه أيضاً في الرشيدية حيث كان ينتمي إلى المخيم المذكور.
الرشيدية يجمع "فتح" و"حماس"
بمعزل عن أي عمل عسكري، كان المخيم الفلسطيني يشهد على أنشطة مواكبة للحرب في غزّة، واللافت أن المكان ذاته يجمع أنشطة لحركتي "حماس" و"فتح" رغم الخلافات بينهما.
خلال شهر كانون الأول الماضي، عقدت "حركة حماس" لقاءً سياسياً جمع الكثيرين من أبناء المخيم. في الشهر نفسه أيضاً، نظمت "فتح" مسيرة للأطفال دعماً ومساندة لغزّة، سبقتها أيضاً مسيرة أخرى تزامناً مع الذكرى الـ19 لرحيل الرمز الفلسطيني ياسر عرفات.
كذلك، أجرى القسم التدريبي بوحدة الإسعاف والطوارئ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعدد من التدريبات لأعضاء فريق مخيم الرشيدية، إذ استهدف التدريب 30 مسعفاً، بهدف رفع الجهوزية والكفاءة للفريق في ظلّ التوتر القائم.
اللواء عبد الله يقول لـ"بلينكس"، إن المعركة القائمة في غزة وجنوب لبنان تدفع الجميع إلى وضع الخلافات جانباً، ويضيف: "قضيتنا هي الأساس، ولا خلاف مع أحد حينما يرتبط الأمر بكرامتنا كفلسطينيين.. كلنا أبناء شعب واحد ويجب أن تكون كلمتنا واحدة".
ما إن تدخل مُخيم الرشيدية في جنوب لبنان وتترجل من سيارتك لتسير في أحيائه، حتى تسمع بوضوح صوت الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي يحوم فوق المكان باستمرار.
هي 4 ساعات قضاها "بلينكس" داخل المخيم الذي يُعد أقرب تجمع للفلسطينيين على الحدود بين لبنان وإسرائيل، إذ تدور معارك عسكرية عنيفة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول الماضي، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات.
بين الطيران الحربي الإسرائيليّ والحركة الناشطة داخل المخيم، جاءت عملية الاستطلاع التي قام بها "بلينكس". فماذا كشف داخل ميدانه؟ كيف هي أحواله في ظلّ معارك جنوب لبنان؟ كيف يستعد السكان لأي معركة محتملة مع إسرائيل؟ ماذا يقولون عن جبهتي غزّة ولبنان؟
الرشيدية.. في أرقام
يقع مخيم الرشيدية على شاطئ البحر على مسافة 5 كيلومترات من مدينة صور، ويبعد عن الحدود اللبنانية-الإسرائيلية قرابة 23 كلم فقط. كذلك، فإن هذا المخيم لا يبعد كثيراً عن منطقة البازورية التي شهدت قصفاً إسرائيلياً، أمس السبت، طال سيارة كانت على متنها عناصر من "حزب الله".
يُقسّم مخيم الرشيدية إلى قسمين: القديم والجديد، وقد تم بناء القسم القديم من قبل الحكومة الفرنسية في عام 1936، لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا إلى لبنان.
في عام 1963، أنشأت وكالة "الأونروا" القسم الجديد لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من مخيم غورواد في منطقة بعلبك في لبنان.
معظم سكان مخيم الرشيدية ينحدرون أصلاً من دير القاسي وألما النهر والقرى الأخرى في شمال إسرائيل.
المخيم يضم أكثر من 30 ألف لاجئ مسجّل، وفيه 4 مدارس، فضلاً عن مركز صحي واحد.
هدوء وقلق
ما تمت ملاحظته بالعين المجردة هو أنّ الأوضاع هادئة داخل الرشيدية، لكن في كواليس سكانه يكمن قلق كبير إزاء ما يجري من معارك في جنوب لبنان بين حزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
عين أبناء الرشيدية تتجه أيضاً إلى غزّة، إذ يراقب الجميع ما تشهده الحرب الدائرة هناك منذ تشرين الأول الماضي.
السيدة أميرة ديب تقول لـ"بلينكس"، إن القلب مع أبناء غزة ومع سكان جنوب لبنان في ظل الحرب القائمة، وتضيف: "نحن نعيش في هذا البلد منذ سنوات طويلة، وما يجري على أبنائه يجري علينا. كذلك، عيوننا ترحل يومياً إلى غزة، إذ يتعرّض شعبنا الفلسطيني لإبادة جماعية ونطالب المجتمع الدولي بوقف الحرب".
مسؤول إعلام حركة فتح في منطقة صور، جنوب لبنان محمد البقاعي، يقول لـ"بلينكس"، إنّ قلوب الجميع مع غزّة وفلسطين وجنوب لبنان، معتبراً أن أبناء مخيم الرشيدية يتابعون من كثب ما يجري على الجبهتين، ويضيف "الجميع قلق، لكن لدينا صلابة وإرادة حتى تحقيق النصر الذي نريده لأبناء الشعب الفلسطيني".
هل من استنفار عسكري؟
خلال الجولة، يمكنك سماع أصوات القصف الإسرائيليّ الآتي من عمق جنوب لبنان بصورة واضحة. الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، فأبناء الرشيدية يعيشون تحت التهديد لا سيما أن مخيمهم مُعرّض للقصف في أي لحظة في حال حدوث أي حرب موسعة في جنوب لبنان.
دوي الانفجارات الذي يُسمع بين الحين والآخر قد يكون من الأمور التي اعتاد عليها سكان الرشيدية منذ 8 تشرين الأول.. ولكن هل من استنفار عسكري؟
ما تبيّن هو أنه لا وجود لمسلحين في الشوارع رغم الحرب، فالحركة طبيعية جداً ولا مظاهر غريبة. فقط عند مدخل المخيم القريب من ثكنة عسكرية للجيش اللبناني، يمكن رؤية عناصر مسلحة تابعة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني فقط ومهمتهم "أمنية" وروتينية كما سائر المخيمات الأخرى في لبنان.
بعكس مخيم عين الحلوة الكائن بمدينة صيدا، كان الرشيدية أكثر هدوءاً من الناحية الأمنية، فيما اللافت هو أن طرقاته واسعة نوعاً ما، ويتضمن حديقة عامة، ويمكن الانتقال داخله بحرية عبر السيارات، فلا حواجز أمنية ولا متاريس رملية.
كذلك، فإنه لا نقاط عسكرية مثلما يجري داخل عين الحلوة وتحديداً منذ شهر أغسطس الماضي حينما اندلعت هناك اشتباكات عنيفة بين حركة "فتح" من جهة وتنظيمات مسلحة من جهة أخرى.
ماذا عن الأمن وسط التوتر؟
في مكتبه داخل المخيم، يمكث قائد منطقة صور التنظيمية والعسكرية في حركة "فتح" اللواء توفيق عبدالله، مُتابعاً ما يجري في غزة وجنوب لبنان عبر شاشة كبيرة.
مُمسكاً بـ"الريموت كنترول"، ينتقل عبد الله بين القنوات لرصد أي جديد، وحينما جاء نبأ مقتل جنود إسرائيليين في غزة، قال "أنا هلا انبسطت.. عم بيقولوا رايح 11 واحد للإسرائيليين بغزة".
يقول عبد الله لبلينكس، إن الأمن والأمان أساسيان في المخيم لا سيما خلال المرحلة العصيبة التي يمرّ بها الجنوب، ويضيف: "هدفنا الأول والأخير قبل الأحداث الحالية وبعدها وخلالها هو الحفاظ على أمن المخيم واحتضان أبنائه. المسألة هذه لا نفرط بها بتاتاً".
مسؤول إعلام "فتح" تطرق أيضاً إلى جزئية الأمن، وقال في حديثه لـ"بلينكس"، إنّ الأمن في الرشيدية ممسوك، مشيراً إلى أنه في حال حصول حرب واسعة في جنوب لبنان، فإن أبناء المخيم سينخرطون في القتال من دون أي تردد، لأن فلسطين هي قضيتهم المركزية.
أضاف: "نحن من ضمن النسيج الاجتماعي في لبنان، وحريصون كل الحرص على مراعاة المصلحة اللبنانية، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بمسألة الحرب، وإنما بأمور أساسية أخرى نواجهها".
مهدد بالقصف
في نيسان من العام 2023، تعرّض محيط المخيم لقصف إسرائيلي، إثر إطلاق صواريخ عديدة باتجاه المستعمرات الإسرائيلية آنذاك.
اليوم ومع أحداث الجنوب، يقول سكان المخيم إن هناك مخاوف من إمكانية توسع الجبهة، وبالتالي قصف الرشيدية. السيناريو هذا في حال حصوله، يعني أن إسرائيل وصلت إلى استهداف مخيمات لبنان، وبالتالي مهاجمة المدنيين.
المسألة الأكثر إثارة للقلق هي أن إسرائيل وفي حال ضربت الرشيدية، ستكون قد استهدفت مباني متلاصقة. ما رصده بلينكس يشير إلى أن المخيم مرتبط بعضه ببعض، وبالتالي فإن المكان قد يتعرض لتدمير هائل في حال حصول أي قصف إسرائيليّ ضده.
بحسب وكالة الأونروا، فإن المخيم وخلال الحرب اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت حتى العام 1990، تعرض لخراب كبير وتحديداً بين العامين 1982 و1987.
الوكالة أشارت إلى أن نحو 600 مسكن تعرضت -آنذاك- إلى التدمير الكلي أو الجزئي، فيما تم تهجير أكثر من 5 آلاف لاجئ آنذاك.
بيئة حاضنة لـ"حماس"؟
خلال شهر تشرين الثاني الماضي، نعت حركة "حماس" أبو خليل خراز، المسؤول في جناحها العسكري "كتائب القسام"، وذلك إثر استهدافه من قبل إسرائيل على طريق الشعيتية، في جنوب لبنان.
حينها، ما تبيّن هو أن خراز كان من مخيم الرشيدية، وقد جاءت حادثة مقتله قبل نحو شهر ونصف الشهر من اغتيال المسؤول في حركة "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 يناير الجاري.
سمير فندي الذي قُتل مع العاروري كان يُعد من أبرز قادة كتائب "القسام" في لبنان، وقد جرى تشييعه أيضاً في الرشيدية حيث كان ينتمي إلى المخيم المذكور.
الرشيدية يجمع "فتح" و"حماس"
بمعزل عن أي عمل عسكري، كان المخيم الفلسطيني يشهد على أنشطة مواكبة للحرب في غزّة، واللافت أن المكان ذاته يجمع أنشطة لحركتي "حماس" و"فتح" رغم الخلافات بينهما.
خلال شهر كانون الأول الماضي، عقدت "حركة حماس" لقاءً سياسياً جمع الكثيرين من أبناء المخيم. في الشهر نفسه أيضاً، نظمت "فتح" مسيرة للأطفال دعماً ومساندة لغزّة، سبقتها أيضاً مسيرة أخرى تزامناً مع الذكرى الـ19 لرحيل الرمز الفلسطيني ياسر عرفات.
كذلك، أجرى القسم التدريبي بوحدة الإسعاف والطوارئ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعدد من التدريبات لأعضاء فريق مخيم الرشيدية، إذ استهدف التدريب 30 مسعفاً، بهدف رفع الجهوزية والكفاءة للفريق في ظلّ التوتر القائم.
اللواء عبد الله يقول لـ"بلينكس"، إن المعركة القائمة في غزة وجنوب لبنان تدفع الجميع إلى وضع الخلافات جانباً، ويضيف: "قضيتنا هي الأساس، ولا خلاف مع أحد حينما يرتبط الأمر بكرامتنا كفلسطينيين.. كلنا أبناء شعب واحد ويجب أن تكون كلمتنا واحدة".