إختر من الأقسام
آخر الأخبار
'الجماعة الإسلامية' على مفترق طرق في حسم الخيارات
'الجماعة الإسلامية' على مفترق طرق في حسم الخيارات
المصدر : محمد دهشة - نداء الوطن
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ حزيران ٢٠٢٤

تقف «الجماعة الإسلامية» في لبنان على مفترق طرق في كيفية مقاربة سلسلة من الملفات الساخنة في البلد وعلى مستوى المنطقة، في ظل التغييرات السياسية المتسارعة بعد التقارب السعودي – الإيراني من جهة، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية من جهة أخرى، وبينهما تشكيل محور المقاومة تحت شعار وحدة الساحات وانعكاس ذلك كلّه على موازين القوى اللبنانية.

و»الجماعة الإسلامية»، التي ترتبط عقائدياً بـ»الإخوان المسلمين»، لم تخف فرحتها الكبيرة بانتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقبلها الحركة الإسلامية في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن وفلسطين، بينما تسعى في لبنان إلى حسم موقفها تجاه جملة من القضايا تبدأ من انتخاب رئيس الجمهورية ولا تنتهي بمحور المقاومة ودورها في الجهاد ضد العدو الإسرائيلي.

وتؤكد مصادر مطلعة لـ»نداء الوطن» أنّ الانتخابات الداخلية الأخيرة التي أجرتها «الجماعة» في صفوف قيادتها والتي اختارت الشيخ محمد طقوش أميناً عاماً ومحمد شاتيلا رئيساً لمجلس الشورى، حملت رسالة بالغة الأهمية في اختيار خط الإنفتاح على معظم الأحزاب اللبنانية وخاصة منها «حزب الله»، فضلاً عن عودة استقطاب الشارع السنّي على قاعدة الإعتدال، في ظل تراجع تيار «المستقبل» ونفوذه عقب قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي والنيابي في لبنان حتى إشعار آخر.

في الاستحقاق الرئاسي، لا يبدو تأثير الجماعة كبيراً، إذ تتمثّل بنائب فقط هو الدكتور عماد الحوت، ولكن قراره بدعم هذا المرشح أو ذاك يعكس التوجّه السياسي رغم الحرص على التأكيد مراراً أنها خارج الاصطفاف السياسي وأنّ الحوت ما زال يجري مشاورات ضمن «اللقاء النيابي المستقل»، الذي يضمّ النواب بلال الحشيمي ونبيل بدر ونعمة فرام وجميل عبود، مع النوّاب السنّة والتغييريين والمستقلّين لاتّخاذ الموقف النهائي الذي قال عنه الحوت «إننا ندرس كل الخيارات سواء انتخاب واحد من المرشحين الاثنين، أو خيار اسم ثالث، أو ربما الورقة البيضاء مع أنها لم تعد مستساغة».

وهذا ما يؤكّده نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود والذي يقول لـ»نداء الوطن»: «لقد وضعت الجماعة عبر مكتبها السياسي مواصفات لرئيس الجمهورية الذي تراه مناسباً ليكون رئيس المرحلة، وهي أن يكون رئيساً جامعاً ويحمل مشروعاً إصلاحياً، وألّا يكون رئيس مواجهة، كما يحرص على عمق لبنان العربي، ويقف سدّاً منيعاً بوجه الاحتلال الصهيوني». ويوضح أنّ «الجماعة مُمثَّلة بنائب واحد في البرلمان، إلّا أنّها تسعى لإنشاء إطار تشاوري مع عدد من النواب المستقلّين للاتفاق على مجموعة عناوين وطنية. وهي تدعو إلى الشراكة في قيادة الساحة السنّية، إلى جانب جميع المكوّنات الفاعلة فيها. هذا ما دعوت إليه بمبادرة قدّمتها لمفتي الجمهورية اللبنانية بعد حالة الضعف التي تعيشها الساحة السنّية».








نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود



وأضاف: «حريصون على بناء أفضل العلاقات مع كافة الأحزاب اللبنانية لتحقيق المصلحة الوطنية العليا وتفعيل مبدأ المواطنة بعيداً عن التبعية ومفهوم المحاصصة، واحترام الدستور والتقيّد بالنظام ورفض التمييز بين المواطنين على أساس المذهب أو الحزب أو المنطقة، وحقّ جميع اللبنانيين في مقاومة العدو الصهيوني».

ولا يخفي حمود أنّ «الجماعة لن تكون ضمن أي محور من المحاور وفق التقسيمة اللبنانية إلا أنها بما يعني المقاومة فهي جزء أصيل فيها وكان لها شرف المبادرة والمشاركة في إطلاقها وقدّمت العديد من الشهداء والجرحى والأسرى في مسيرة مقاومتها، لذلك فالمقاومة بالنسبة للجماعة عقيدة ومبدأ بمعزل عن كلّ التسميات والمسمّيات والمحاور»، وأوضح في الوقت ذاته «أن موقفنا من النظام السوري لم يتغير ولم يطرأ أي شيء حتى اليوم يدعو إلى تغييره أو إعادة النظر به، موقفنا هو الموقف نفسه الذي كان مع انطلاق ثورة الشعب السوري وما زال حتى الآن كما هو».

وبين حسم الخيارات وما إذا كانت الجماعة على مفترق طرق، يوضح حمود أنّ الجماعة بدأت اعتماد استراتيجية جديدة لدورها السياسي في لبنان، وعلاقاتها مع المكوّنات السياسية اللبنانية، مبنية على رؤيتها التي أطلقتها تحت عنوان «رؤية وطن» وقد تناولت كلّ الأبعاد الوطنية وبعض عناوينها الأساسية لجهة المشروع السياسي الذي يتحدث عن المواطنة ودولة المؤسسات والمطالبة باستكمال تطبيق الطائف، وتطبيق اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن والعادل ورفض الفيدرالية وحماية الحريات ومنع التوقيفات العشوائية، وإلغاء صلاحيات المحاكم الإستثنائية على المدنيين.

ويشير حمود إلى أنّه من الاستراتيجية الجديدة أن تكون الإدارة عامة في خدمة المواطنين، وتقوم على الكفاءة وتكافؤ الفرص بعيداً عن المحاصصة ولجهة الرؤية الاقتصادية العامة وتخفيف العجز في الميزانية العامة ولجهة القيم المجتمعية: تعزيز استقرار الأسرة كوحدة أساسية في بناء المجتمع وتحصين الشباب ورعاية الأخلاق العامة ومواجهة حملات تسويق الشذوذ وتمكين المرأة من أداء دورها التكاملي مع الرجل ولجهة الاستراتيجية الدفاعية والأمنية للدولة اللبنانية: العداء الثابت ومواجهة العدو الصهيوني وبناء مجتمع مستقرّ ومزدهر ليتمكّن من مواكبة الاستراتيجية الدفاعية.


عودة الى الصفحة الرئيسية