إختر من الأقسام
آخر الأخبار
مع خفض مدة الحجر لمريض كورونا... هل يبقى خطر نقل العدوى موجوداً؟
مع خفض مدة الحجر لمريض كورونا... هل يبقى خطر نقل العدوى موجوداً؟
المصدر : كارين اليان - النهار
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٦ أذار ٢٠٢٤

قبل أشهر عديدة، وبالاستناد إلى ما بات معروفاً حول فيروس كورونا ومتحوّر أوميكرون، استطاعت الـ
CDC أن تخفض مدّة العزل للمصاب بكورونا إلى 5 أيّام، إذا لم تكن لديه أيّة أعراض، أو إذا كانت أعراضه في تحسّن، ممّا يُمكّنه من الخروج مع كمامة منعاً لنقل العدوى إلى الآخرين.

بعد تراجع أرقام كورونا في لبنان، وبعد أن اتّضحت الصورة حول متحوّر أوميكرون، تمّ تحديث التوصيات حول فترة العزل لمرضى كورونا، إذ تمّ خفض المدّة إلى 7 أيام من دون فحص مخبريّ، وبغضّ النّظر عمّا إذا كان المريض قد تلقّى اللقاح أم لا، وبغضّ النّظر عن الأعراض التي لديه، وإلى 5 أيام مع فحص PCR أو Antigen Rapid Test شرط ألا يعاني المريض ارتفاعاً في الحرارة في الساعات الـ24 الأخيرة، وأن يكون هناك تحسّن ملحوظ في باقي الأعراض لديه.

أما بالنسبة إلى الملقّحين، فوفق التوصيات الجديدة، فهم ليسوا ملزمين بالحجر، إذا كانوا قد تلقّوا جرعتين على الأقلّ منذ فترة لا تتعدّى الـ6 أشهر، ويُمكنهم "ممارسة عملهم كالمعتاد شرط عدم ظهور أعراض، ومع الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي".

هل يزول خطر نقل العدوى تماماً بعد انقضاء 5 أو 7 أيام؟

بحسب الخبراء، يبلغ خطر نقل العدوى إلى الآخرين الذروة قبل يومين من ظهور الأعراض، وفي الأيام الثلاثة التي تلي ظهورها. فالنسبة الكبرى من النّاس تنقل العدوى بمعدّلات أعلى، مباشرة قبل ظهور الأعراض، وفي الأيام القليلة التي تلي ظهورها ثمّ تتراجع هذه المعدّلات تدريجاً مع مرور الوقت. ويمكن لفحص PCR شديد الحساسية أن يكشف كميات بسيطة من #الفيروس في الجسم، ومن الأفضل ألا يعتمد عليه المريض لتحديد ما إذا كان من الممكن أن ينقل العدوى إلى الآخرين بعد أم لا.

وبالنسبة إلى الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض المرض، فقد تكون مراقبة موعد ظهور الأعراض الأولى الوسيلة الفضلى لتحديد عدد الأيام التي يستمرّ فيها الخطر موجوداً.

التوصيات الحالية حول مدّة العزل في لبنان تنطبق على تلك التي كانت قد أصدرتها الـCDC قبل أشهر، بحسب رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى سيدة المعونات في جبيل الدكتورة مادونا مطر، التي تؤكّد أن خطر انتقال العدوى ينخفض إلى ما لا يزيد عن 1 أو 2 في المئة أو ربّما أقلّ بعد مدّة الـ7 أيام، ممّا يسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعيّة عندها. وبالتالي، يجب عدم التخوّف من احتمال نقل العدوى إلى الآخرين أو من احتمال التقاط العدوى من قبل المخالطين للمريض، ولا مبرّر للاستمرار بالحجر لمدّة 10 أو 15 يوماً أو الانتظار حتى تصبح نتيجة فحص PCR سلبية، كما كان يحصل مع بداية انتشار الوباء؛ فمن النادر جداً أن ينقل مريض العدوى إلى الآخرين بعد مرور 6 أيام على ظهور الأعراض لديه.

وتنصح مطر بكلّ بساطة مريض كورونا، بعد انقضاء مدّة الـ5 أيام من الحجر، باعتماد الكمامة من نوع N95 عند الخروج ليزيل خطر نقل العدوى إلى الآخرين. وينطبق ذلك على الحالات التي يعاني فيها المريض أعراضاً، خصوصاً أن الأعراض الناجمة عن الإصابة بالفيروس يمكن أن تدوم لفترة طويلة، حتى بعد التعافي من المرض، وليس من الممكن انتظار زوال الأعراض تماماً.

تجدر الإشارة إلى أن دراسات أكّدت أنّه ما من علاقة وثيقة ظهرت ما بين ظهور أعراض المرض ومعدّلات الفيروس في الأنف والبلعوم، إنّما يعتبر الأشخاص الذين ظهرت أعراض لديهم أكثر قابلية لنقل الفيروس، ومن الأفضل أن يلتزموا الحجر منعاً لنقل العدوى إلى الآخرين.

هذا، ويبدو أن الخطر ينخفض أكثر بعد بالنسبة إلى الملقّحين باعتبار أن خطر نقل العدوى يتراجع أكثر عندها، وما من داع للتخوف من ذلك.

حتى في دول أوروبية عديدة، ومنها بريطانيا، تمت إزالة القيود وصولاً إلى إلغاء الحجر للمصاب بكورونا، حيث بات من الممكن متابعة الحياة بشكل طبيعيّ، خصوصاً في ظلّ انتشار متحوّر أوميكرون، الذي ظهر معه تراجع خطورة الأعراض ومضاعفات المرض بالمقارنة مع المتحوّرات السابقة.


عودة الى الصفحة الرئيسية