إختر من الأقسام
آخر الأخبار
أيها اللبنانيون: حذار الوقوع في هذا الفخّ!
أيها اللبنانيون: حذار الوقوع في هذا الفخّ!
المصدر : سينتيا سركيس - MTV
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ تشرين أول ٢٠٢٤

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

العيش في لبنان بات أشبه بشعور العالق في فخّ محكم، صعب الخروج منه. كأن الحظ عاكسنا فترك هذه الأرض وناسها عالقين في مصير أسود، نتخبط فيه وبكلّ مطباته، من دون أمل حتى الساعة بالنجاة.

إلا أن الأفخاخ التي ذكرناها، لا تقتصر على "المجازيّ" منها، فالكثير منها بات منتشرا أينما كان، بفعل "القلّة".

إذا كانت "القلّة بتعلّم الناس على الشحادة"، ففي لبنان، باتت "القلّة" تعلّمهم على أمور لا تخطر في البال، فتجعلنا حقا حقا، نتنقل بين أفخاخ كثيرة.

إذ نشطت في الآونة الأخيرة سرقات غريبة تستهدف خصوصا كلّ ما له علاقة بالحديد والنحاس، من أجل عرضه على بائعي الخردة، وبالتالي جني ما تيسّر من المال.

بعض السرقات قد تعرّض أصحابها لخطر الموت، كما حصل قبل أسبوعين تقريبا حينما عثر على جثة متفحمة عند عمود للكهرباء، ليتبين ان السارق أخطأ بتوقيت التقنين على ما يبدو فإذ به يلقى حتفه أثناء محاولته سرقة الأسلاك الكهربائية… بوابات الحديد أيضا باتت هدفا مهما للسارقين، الذين لم يستثنوا في بعض الأحيان تلك الموضوعة امام المقابر، إضافة إلى إشارات المرور وأعمدة الإضاءة و"الانتينات"، وصولا إلى أغطية "الريغارات" التي تعدّ صيدا ثمينا، حيث أن وزنها يصل إلى 15 كلغ، وبالتالي إذا كان الكلغ يباع إلى بائعي الخردة بحوالى 15 ألفا، فسعرها قد يصل إلى 225 ألف ليرة تقريبا.

ما تقدّم، يوضح السبب وراء انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير في بعض المناطق، فترى الريغارات مفتوحة، كفخ ينتظر من يصطاده، "والوقعة مش هيّنة".

تروي فاليري في حديث لموقع mtv، عن وقوعها قبل فترة في واحد من هذه الريغارات، أثناء نزولها من الباص، ما أدى إلى كسر رجلها ويدها، مع رضوض في أنحاء جسمها، وتضيف: "مع كل المصائب التي نعاني منها في لبنان، آخر ما توقعته هو أن ننصب أفخاخا لبعضنا البعض على الطرقات، في وقت بات دخول المستشفى يكلّف ثروة".

تراجع القدرة الشرائية لدى غالبية اللبنانيين، خصوصا بعد رفع الدعم الكلي عن المحروقات، قد يزيد من نسبة الجرائم والسرقات، وقد لا نلمح قطعة حديد واحدة على طرقاتنا في الاسابيع المقبلة… وإن كان على البلديات أن تعزز أعمال المراقبة خلال ساعات الليل لحماية مواطنيها في النهار، يبقى علينا نحن، العالقين بين فكّي الأزمات الكثيرة، أن نكون حذرين ويقظين، لأن "يلي فينا بيكفينا"...


عودة الى الصفحة الرئيسية