إختر من الأقسام
آخر الأخبار
اسامة سعد: قوى السلطة مرتهنة لارادات خارجية وهي بحالة انتظار لما يجري في الخارج.. وفي حال تشكلت الحكومة فلن تؤمن استقرارا سياسيا ولن تعالج الأزمات المعيشية والاجتماعية
اسامة سعد: قوى السلطة مرتهنة لارادات خارجية وهي بحالة انتظار لما يجري في الخارج.. وفي حال تشكلت الحكومة فلن تؤمن استقرارا سياسيا ولن تعالج الأزمات المعيشية والاجتماعية
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٦ كانون أول ٢٠٢٤

 
كان لأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد اطلالة على تلفزيون الجديد في برنامج هنا بيروت مع الإعلامية راوند ابو خزام تناول فيها المستجدات على الساحة الوطنية وقضايا الساعة.

اعتبر سعد خلال المقابلة ان الأزمات في لبنان جميعها مرتبطة بالأزمة السياسية، وان هناك انسداد سياسي واضح وواقع مأزوم، وان الفترة الماضية على مدى 30 سنة قامت على أساس المنافع ومغانم السلطة، وان هذه السياسات أوصلت البلد الى الانهيارات الكبرى على مختلف الصعد، كما كان لها انعكاس سلبي على مؤسسات الدولة ومن بينها القضاء.

كما لفت الى انه في حال تشكلت الحكومة فلن تؤمن استقرارا سياسيا في البلد، ولن تعالج الأزمات المختلفة، بخاصة المعيشية والاجتماعية منها.

واشار سعد الى أن الطبقة السياسية في لبنان مرتهنة لارادات خارجية، وهي بحالة انتظار حول ما يجري في الخارج من تفاهمات اقليمية وصراعات.
وشدد سعد على أنه ليس من قدراللبنانيين ان يبقوا تحت رحمة الأزمات المتتالية، بل من حقهم العيش في حياة جيدة وضمن مستويات معيشية لائقة بالإنسان، فالناس تريد حقوقها الأساسية، بينما الدولة ومؤسساتها مصادرة من قبل القوى الطائفية التي تعمل على استتباع الناس من خلالتأمين الفتات من حقوقها بواسطة زعماء الطوائف.غيران المطلوب دولة ومؤسسات وانهاء للحالة الطائفية والمذهبية التي تفرض كنتونات مقفلة.
واكد سعد على أنه يجب الانتقال الى واقع سياسي مختلف تماما، و قلب موازين القوى وتشكيل موازين قوى جديدة. لكن مع الاسف هذه الموازين ليست متوفرة الآن، على الرغم من تراجع قدرة القوى السياسية السلطوية التي تعاني من أزمة، وتنتظر الخارج الذي يقرّعها ويتناول الكرامة الوطنية ولكنهم "مش فارقة معهم".
وحول الانتخابات وهل يمكن ان تغير الواقع؟ اعتبر سعد ان الانتخابات تخضع لمعايير وظروف مرافقة لها، وتخضع لارادات ومصالح. وفي الظروف الحالية اعتقد ان الانتخابات لن تؤدي الى تغيير جذري.
ورأى سعد أنه قبل الكلام عن الانتخابات لا بد من واقع سياسي مؤاتي، الا ان الرأي العام اللبناني المطالب بالتغيير لم يتبلور حتى الان ضمن اطر سياسية قادرة على تبديل موازين القوى.
وفي ما يتعلق بثورة 17 تشرين اعتبر سعد ان من اهم انجازات هذه الثورة ادخال الشباب الى الحياة العامة وفي الشأن السياسي بعد طول تهميش من قبل القوى السياسية الحالية على مدى 30 عام ، ويحاول الشباب الان الوصول الى دولة تشبههم دولة عصرية بديلة عن الدولة الطائفية القائمة حاليا.
اما بالنسبة للملفات الخلافية بين اللبنانيين ، قال سعد هي ملفات موجودة في البلد، من بينها ملف الصراع مع العدو الصهيوني، وملف الوجود الفلسطيني في لبنان وصفقة القرن، والنزوح السوري وغيرها من الملفات. وهي ملفات استراتيجية دقيقة لها ابعاد اقليمية ودولية يجب التعاطي معها كملفات وطنية، ويجب النقاش بها وطرحها ومعالجتها بناء لرؤية وطنية دون مخاوف وهواجس طائفية ومذهبية او تدخلات خارجية.
واعتبر سعد ان الملفات جميعها اصبحت مدولة؛ من الملف الاقتصادي الى الملف الاجتماعي والملف المالي وغيرها من الملفات. كما اعتبران الطبقة السياسية هي من اوصلنا الى هذه الحال. فالقوى السياسية السلطوية مرتهنة للخارج، وقد مارست السلطة بأسوأ أشكالها.
وقال سعد ان القوى السياسية الممسكة بالسلطة تدعي انها تريد المعالجة، الا انها هي من اوصل اللبنانيين الى ما نحن عليه اليوم، اضافة الى انها لم تعترف بمسؤوليتها عما جرى من أزمات وانهيارات على مختلف الصعد.
ولفت سعد الى أهمية ان يكون لدينا قضاء مستقل، واشار الى ان قانون استقلالية القضاء لا يزال مكانك راوح في مجلس النواب. كما لفت الى انه سيقدم الى المجلس النيابي اقتراح قانون يتعلق "باصلاح القضاء الاداري" واقتراح اخر يتعلق "بهيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان".
واعتبر سعد ان عرقلة القوانين وعدم التسريع في اقرارها يعود لكون القوى النافذة الموجودة في الحكومة هي نفسها موجودة في المجلس النيابي، وهي لا تريد للبلد ان يمشي في الطريق الصحيح.
وحمل سعد مسؤولية كل ما حصل للبنانيين لكل من تداول السلطة، وان القوى السياسية الحاكمة تتحمل المسؤولية، وبان الشعب فقد الثقة بهم كليا ولم يعد يراهن عليهم من اجل انتاج الحلول لازماتنا. ولفت ان سبب الازمات يكمن في سياسات هذه القوى وان الأميركي قد يكون وظف الواقع المأزوم لخدمته وخدمة مصالحه.
واكد سعد انه ضد اي تدخل خارجي من اجل حل الازمات في لبنان، وان الحل الوحيد هو في اعتماد الحلول الوطنية. وان الحل السياسي يكمن عبر مرحلة انتقالية وحكومة انتقالية تتولى الحكم لفترة من الزمن لانتقال سلمي من واقع مأزوم الى واقع جديد.
كما لفت الى اهمية اقرار قانون استقلالية القضاء واجراء معالجة فورية للاوضاع المعيشية المتدهورة، واقرار قانون انتخاب وطني وعصري مع الحد من تدخلات قوى السلطة في المؤسسات وادارات الدولة.
وشدد سعد على اهمية تغيير المنظومة الحاكمة ومجيء وجوه جديدة للممارسة العمل السياسي الصحيح، اضافة الى وجود برامج تتصارع في ما بينها.
اما عن الحكومة المنوي تشكيلها فهي في حال تشكلت ستعتمد على صندوق النقد الدولي، و ستعمل على تحميل الاعباء للفئات الاكثر تضررا من الأزمة. وان حلولها ستكون مؤقتة وليست جذرية، كما ستعتمد على الدول المانحة التي تريد مصالحها الاستراتيجية.
وشدد سعد على انه يجب على قوى المعارضة الوطنية والحركة الشعبية ان تجمع قدراتها، وان تشكل اطرا سياسية وشعبية واهلية لتشكيل وزن بهدف فرض مسار التغيير والوصول الى الحلول الوطنية للملفات جميعها، مؤكدا على الحلول الوطنية من دون انغلاق، والتخلص من الفساد والمحاصصات وعدم انتظار الخارج. واكد سعد ان هذا الحال هو ايضا حال العرب جميعا، وان المستقبل العربي يُقرر بحسب التفاهمات والصراعات بين الاطراف الدولية والاقليمية.
وحول التدقيق الجنائي اعتبر سعد ان القوى السياسية الحاكمة لا تريد التدقيق الجنائي، وتساءل لماذا لم يحصل التدقيق الجنائي على مصرف لبنان اولا ؟ وبالنسبة للمؤسات اعتبران ديوان المحاسبة والنيابة المالية والتفتيش المركزي مؤسسات قائمة، فلترفع ايدي السياسيين عنها،حينئذ لن يكون هناك ضرورة لشركات التدقيق الخارجية.
واكد سعد على أهمية التحرك مجددا في الميدان والشارع، فعلينا التحرك لنحمي مستقبلنا، من دون اي مراهنة على الخارج وعلى القوى السياسية التي تنتظر الخارج.
وقال: "نحن شعب معطاء حرر أرضه بدماء أبنائه، عليه الا يسلم بسلطة النهابين والسراقين. وهو شعب دافع عن كرامته الوطنية ليس لتُمتهن كرامته الانسانية، وممنوع القبول باستمرار الوضع على ما هو عليه. ويجب السعي الى معادلة وطنية شعبية سياسية جديدة تعدل موازين القوى لفرض التغيير في البلد.
اما بالنسبة لقضية رفع الدعم عن المواد الاساسية كالخبز والبنزين والمواد الغذائية فاعتبر سعد انه ضد رفع الدعم ،فهي قضية تمس المواطن مباشرة، بخاصة ان نسبة البطالة وصلت الى 40% ،ونسبة الفقر حوالي 50%، ومؤسسات عديدة اقفلت، وهناك افلاسات، ومدخرات تبخرت. فاذا اضيف الان رفع الدعم دون تقديم بديل للناس فنكون امام كارثة حقيقية.
وانتقد سعد اسلوب الدعم الذي يستفيد منه كبار التجار والمحتكرين اكثر من المواطنين. والان ينادون بترشيد الدعم، مما يعني تخفيف الدعم عن المواطن، اي مزيد من الاعباء. ودعا الى تحميل المسؤولية عن الانهيار المالي الحالي لكل من استفاد من الهندسات المالية، كالمصارف وغيرها .
وفي ختام المقابلة، وعشية ذكرى كمال حنبلاط توجه سعد بالتحية لروح كمال جنبلاط الزعيم الوطني الذي كان له اسهامات كبيرة في بلورة البرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية في لبنان كما حيا موقفه الجذري الى جانب القضية الفلسطينية و الذي دفع ثمنه كما حصل ايضا مع معروف سعد.
كما توجه بالتحية للشعب الفلسطيني وانتفاضاته المتواصلة على الرغم من السنوات الطويلة من الاحتلال، فهذا الشعب مستمر بنضاله من اجل استعادة حقوقه الوطنية فوق ارضه.
واكد سعد ان على لبنان التزامات تجاه الشعب الفلسطيني.و يجب عليه الا يتأخر عن دعم نضاله. واعتبر ان التضييق على الشعب الفلسطيني في لبنان لا يتوافق مع تأييد القضية الفلسطينية، وانما يخدم المخططات الاسرائيلية والاميركية لتصفية القضية الفلسطينية.
وعن التغيير في الرئاسة الاميركية، وهل سيؤثر ذلكعلى القضية الفلسطينية؟ اعتبر سعد ان التغيير في موقع الرئاسة لا يؤثر على السياسات الخارجية الاميركية الاستراتيجية، ولكن قد نعود الى الحديث عن حل الدولتين.
كما اعتبر ان التطبيع الذي حصل مؤخرا من قبل بعض الدول العربية يضر بالقضية الفلسطينية، ويعتبرتخليا عن دعم نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه.ويضاف الى ذلك ان لبنان هو من اكثر المتضررين من التطبيع بين الخليج والعدو الصهيوني.


عودة الى الصفحة الرئيسية