إختر من الأقسام
آخر الأخبار
أجّل زفافه بسبب كورونا والمال فمات بالفيروس... شقيقه: 'المستشفيات ما عم ترحم!'
أجّل زفافه بسبب كورونا والمال فمات بالفيروس... شقيقه: 'المستشفيات ما عم ترحم!'
المصدر : ليلي جرجس - النهار
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ تشرين ثاني ٢٠٢٤

صوره المنتشرة في مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عن هذا الخبر الحزين الذي ألم بعائلة ضو، سامر ابن الـ35 سنة لم يتسنَ له أن يحقق أحلامه، هو الذي أجّل زفافه بسبب  كورونا والظروف الإقتصادية لم يكن يدري للحظة أنه سيخطفه بسرعة ويحرمه هذه الفرحة الكبيرة. لم يعرف سامر كيف التقط العدوى، ومع ذلك لم يعانِ أعراضاً شديدة وكان السعال العارض الوحيد الذي رافقه في البداية ظناً منه أنه "عارض وبيمرق". لم يشك في أنه مصاب بكورونا قبل أن ترتفع حرارته ويضطر إلى التوّجه إلى المستشفى. 
كلمات مؤثرة رافقت صوره، وصرخة صديقه "مات من الإهمال وليس من كورونا" هزّتنا جميعاً، لم يكن سامر يعاني من أي مشاكل صحية ومع ذلك لم يتحمل جسمه الشاب هذا الفيروس. الصدمة كبيرة ويصعب ترجمة الوجع والخسارة في كلمات. 
يصعب على شقيقه بيار الحديث، صوته الخافت كفيل في ترجمة هول الموت والفاجعة، يقول لـ"النهار": "لم نكن نتوقع هذه النهاية المأسوية، لقد فعلنا كل شيء وخضع لكل البروتوكولات اللازمة، لا يمكن اتهام أحد بالتقصير، الكل قام بواجبه ولكن الحياة قاسية وحرمتنا اليوم من أطيب قلب. لم نشك بكورونا للحظة، كان السعال العارض الوحيد الذي عاناه سامر، حاول مداواة نفسه من خلال دواء للسعال إلا أن حالته لم تتحسن. توجهنا به إلى المستشفى لإجراء الفحوصات ومعرفة
سبب حالته الصحية، وكانت الصدمة أن نتيجة فحصه إيجابية وهو مصاب بكورونا".
 
بعد بقائه ليلة في غرفة الطوارىء، نُقل سامر في اليوم التالي إلى العناية الفائقة. وعلى الرغم من تطمينات الطبيب الذي أطلعنا أن حالته تتحسن إلا أن حرارته ارتفعت فجأة إلى 42 ولم يعد بإمكانهم السيطرة على الوضع. لكن المفاجأة كانت أن المستشفى لم يسعى إلى تأمين الدواء وكان علينا التواصل مع الوكيل لتأمين الجرعتين من دواء Remdesivir. والصدمة كانت أن حالة سامر تدهورت بعد حصوله على الحقنتين من الدواء وارتفعت حرارته كثيراً. كما أن البلازما الذي تمّ تأمينها من أحد المتبرعين قرر المستشفى أن يدرجها على الفاتورة الاستشفائية وحددت كلفتها بمليوني ليرة لبنانية، علماً أن المتبرع جاء تلبية لخدمة انسانية مجانية".
غصة شقيقه كبيرة، كل شيء كان سريعاً وصادماً. هو الذي يعاني كما والدته من الفيروس أيضاً يشير إلى أن "هيدا عريس السما، كان يُحضر لزفافه لكن بسبب كورونا والظروف الإقتصادية الصعبة قرر تأجيل زفافه الذي كان من المفترض أن يكون في الصيف. لا شيء يُعوّض هذه الخسارة، نحن اليوم عاجزون عن فعل أو قول أي شيء سوى الصلاة. الله يبعد
هذا الفيروس عن كل الناس".
 
 
لدى بيار الكثير ليقوله إلا أن وجعه أكبر من أي شيء، الحزن وحده كفيل في اختصار فاجعتهم. بالنسبة إليه "كان شقيقه شخصاً رائعاً، يُحب الحياة وكريماً إلى أقصى حدود. لا يؤذي أحداً ولا يتمنى الأذى أو يتسبب بمشاكل. كان مسالماً ومحباً إلا أن الموت خطفه منا على غفلة. ومع هذا الوجع الذي تحاول العيش معه، تأتي الصدمة من المستشفى الذي حدد الفاتورة الاستشفائية بقيمة 7 ملايين ليرة إضافة إلى مبلغ 5 ملايين ليرة التي دفعتها وزارة الصحة. والأهم يرفض مستشفى المعونات تسليمنا الفاتورة بحجة "أن في كورونا لا نعطي فاتورة". صرخته اليوم في وجه المستشفيات كفيل في وضع الإصبع على الجرح، أصبحت المستشفيات لا ترحم".
ويختم قائلاً: "أعاني أنا ووالدتي من الفيروس أيضاً ولكن لا أشعر بأي عارض في حين نراقب الوالدة من كثب لأنها تعاني من السكري. ولكن ما يصدمنا فعلاً ان سامر لم يكن يعاني من أي مشكلة صحية إلا أن الفيروس وفق ما أكد لنا الطبيب كان منتشراً في رئتيه وتسبب في حدوث التهابات قوية. الله ما يجرب حدا الوجع يلي عم منعيشو". 
كذلك، أطلق صديقه زياد الرموز في مواقع التواصل الإجتماعي صرخته المدوية، وكتب في صفحته بفايسبوك: "سامر مش مرتاح يا زياد... خير شو بي؟!... السبت انحرّ وتعب كتير نقلنيه على المستشفى وطلع معه كورونا... وصرله من السبت بالعناية الفايقة عم يعطوا اوكسيجين ومنيمينوا على بطنه وبعدا حرارته ٤٢ والاوكسيجين واطي بجسمه... طيب ما عم يعطوا دوا...؟ قالولنا مقطوع في منه عند الوكيل والوكيل مسكر... قلتلا كيف هيك مستشفى مقطوع الدواء وبتطلب منكن تجيبوا انتوا الدوا والزلمي بروح من بين ايديكن... اتصلت بصيدلية بعرفها بمنطقة الجديدة قالتلي موجود بس لازم تجيبوا تقرير حكيم ووصفة موحدة ونتيجة الـ PCR. وسعره 760,000 ل.ل هيك صار تركوا كل شي وراحوا جابوا الدوا يلي المستشفى ومحيطا مقطوع عندن وبقى الزلمي ٣ ايام بلا هالدوا... نحنا قلنا نشكر الله يمكن هلق بيتجاوب". 
مضيفاً "للأسف بالليل صارت حرارته ٤٣ وبلش يصير في كسل بالكلاوي ونقص بالاوكسيجن... واذا بترجع اليوم الثلثاء ٢٤ تشرين الثاني بتقلي بدنا بلازما من شخص تعافى من الكورونا... سامر كتير تعبان... وصراحة ما ضلّ مطرح ما اتصلت: مستشفى العسكري، وزارة الصحة، مستشفى الحريري، بنك الدم، DONNER SANS COMPTER، وحطينا الاعلان، وكل مستشفى تقلي دق لغير مستشفى... وانا قلّن يا عمي انتوا ما عندكن ملف لكل مريض وفئة دمه؟! الى ان حدا منعرفه قدم، بس للأسف يمكن الوقت ما كان لصالحنا، والموت ما بينطر حدا... وقف قلبه لسامر من شوي من بعد عدة محاولات انعاش... "وآخر جملة او رسالة تبلغتا هييي سامر راح يا زياد...
ويستكمل قائلاً "ابن ٣٥ سنة يلي عم يحضّر لعرسه... راح... راح بكم يوم... راح ما في وقت يخبر او يودع حدا... بس راح. لأمتين يلي منحبّن رح يضلوا يروحوا... مش صحيح راح من الكورونا، وهيداك من السرطان، وهيديك من حادث سيارة، وهيداك من رصاص طايش... لك هول عم يروحوا من ورا الإهمال... من ورا الإهمال والفوضى يلي عم نعيشها، من ورا قلة المسؤولية وجشع المسؤولين والتفلّت الأمني... ودوا ما في... ما عندا المستشفى؟! مقطوع؟! وانا كيف امنته؟!... وبلازما ما في.. لك وينا غرفة الطوارئ... ما عندكن Data.. ما بق تعرفوا حدا عامل كورونا وصاحح... ما في بلازما بالمستشفيات.. لك يا عيب الشوم على هيك لجان وهيك مسؤولين... اي عصر رجعتونا لك عصر الحجري مش هيك، لك لازم المستشفى يكون عندا صلة تواصل مع اللجان او باقي المستشفيات... لك شو هالمستوى المنحدر يلي وصلناله... لك خليكن على كراسيكن... وانتوا خليكن عم تزقفولن، ما رح توقفوا الزقيف الا لما يبرم الدولاب وايديكن ما تلحق تمسح دموع الذل والقهر...
ويختم رسالته "اي سامر ضو ابن ال ٣٥ سنة ما مات كورونا مات من اهمال وفشل نظام بإمه وبيّو... نظام سياسي طبي اجتماعي اقتصادي تربوي فاشل فوضوي... ما فيي قول غير الله يرحمك ويصبر اهلك وكل محبيك... اليوم سامر يمكن بكرا انا او انت... الدني دولاب وما حدا فوق راسه خيمه وتصبحوا على وعي". 
 

عرض الصور


عودة الى الصفحة الرئيسية